قراءة في قصة ” هروب ” للكاتب محمد عبد الحكم حسن
ما أحوجنا الي كاتب يكتب ويسطر كل مايدور حولنا .
كاتب يرسمنا بكلماته ، يعبر عن كل الألم وكل الوجع الذي نعيشه .
عندما يبهرنا محمد عبد الحكم حسن ذلك الكاتب الذي حصد الجوائز العربية الكبري في القصة والرواية ويكتب عن الريف والمجتمع الذي يعيش فيه .
فيقدم لنا قصة هروب
هذه القصة القصيرة حوت الكثير من المعاني والعبر وصورت كيف يعيش القروي البسيط وكيف يواجه سطو ابنه علي تحويشة عمره تلك الذي دفع فيها دم قلبه من اجل ماذا ؟.
انظروا هنا الي هول المفاجأة وهنا أتحدث عن بساطة الإبداع وعمقه ، فالرجل الذي هاج وماج وهج من أمامه كل شيء في الشارع .
الكلاب والطيور والحيوانات حتي الأرض لم تنجو من قسوة عصاته التي راح يضرب بها الأرض مرارا وتكرا ليحكي عن فعلة ابنه الذي ذهب بكل مال أبيه ولم يرجع مرة أخري .
وفي ظل كل هذه الثورة التي تحدث في الشارع عندما يقترب من والد كاتب القصة يمسح بدموعه في كم جلباباه ويقول له جملة موجعة ومؤلمة جدا ” يعني يرضيك ياخد فلوس كفني “.
ما أروعك من كاتب جميل وعبقري يامحمد عبد الحكم الإنسان الهادئ الطباع الجميل المتدين صاحب الأخلاق الرفيعة الذي يعيش بيننا كالنسيم .
دمت مبدعا أصيلا بحجم يوسف إدريس ونجيب محفوظ وإحسان عبد القدوس وعمالقة القصة والرواية في مصر .
قراءة غير متخصصة | بقلم :
محمد عبد القوي حسن
القصة
هروب
……..
بقلم : محمد عبد الحكم حسن
جارنا يخرج كل عصرية، يسعل ويزمجر ويفسد علينا الهواء النقي، حين يخبط بعصاه الغليظة أرضية الشارع، فتفر الزرازير والكلاب النائمة في البقعة الرطبة، يتوعد ولده، هذا الذي سرق تحويشة عمره وهرب مع البنت التي تزوجها، ولم يعد منذ سنين طويلة.
هو يعلم أنه لن يعود، رغم كل هذه السنين التي مرت، وأرضية الشارع التي استحالت أخاديد، وعصاه التي تهشمت أطرافها.
يشتم ويهيل التراب، وعندما يحاول أبي تهدئته، يجفف الدمع بكم جلبابه، وينهنه كالأطفال من وجه متجعد ويقول:
ـ يعني يرضيك ياخد فلوس كفنى؟.
قد يهمك أيضا
نزلة الفلاحين.. قصة بقلم : محمد عبد الحكم حسن
رؤية نقدية تحليلية لقصة عرائس الطين للقاص أ. محمد عبد الحكم.. بقلم: هالة محمود
قصة قصيرة من المجموعة القصصية( خارج المقرر ) للكاتب محمد عبد الحكم حسن