نهاية…..قصة ل صبري البحيري

أمسك بالقلم ,و قد جلس على شاطىء أوراقه, وبدأت حروف, و كلمات افكاره تنسكب على الأوراق عبر قلمه فكتب .
دائما كانت تقابله بإبتسامة صافية كسماء ليلة صيفية ،والشوق يرنو من عينيها،ويهمس اليه في خجل…..
ليتني كلمة على صفحة حياتك.
وفي هذا اللقاء تصف له وحشة الفراق ،وظلام لياليها بدون ضوئه.
..هنا..
يتوقف الكاتب عن الكتابه،ويضع قلمه،يحاول اشعال سيجارة من نار حيرته بأعواد من التشتت فتأبى الاشتعال الواحد تلو الاّخر.
ينجح أخيرا، يطويه السكون،ومع زفير الدخان المتصاعد ينمو لديه فرع من القصه فيسرع بامساك القلم مرة اخرى،ويكتب…
أما هو فيستمع منها بوجه بارد ، قد تنجح ابتسامة في الفرار من ذلك الجمود
وترقص على لحن الشحوب بايقاعاته الصادرة من اصطدام الهواء بتجويف قلب خرب ،محطم،وسرعان ما تسقط تلك الإبتسامة صريعة على المنضدة بينهما،وتعصف بها الرياح بعيدا مع أشلاء الكلمات المبعثرة بداخله،يصاحبها صرير الشفاه عند غلقها…
..فجأة..
تهب رياح شديده تدفع النافذة،وتفتح دفتيها فتصدر صوت اصطكاك شديد .
تتعلق عينا الكاتب بهذا المشهد فتنزع الرياح أوراقه،وتبعثرها من على المكتب،وتختلط فصول القصة مع ضوء المصباح المتأرجح.فيهب الكاتب واقفا،ويسرع بإغلاق النافذة ثم يعود،ويلملم أوراقه، ويرتبها فلا يجد وريقة البداية.
يهدأ قليلا بعدما يلتقط القلم،ويترك له العنان في الكتابة..
هي لا تزال تغزل بالكلمات،والأمنيات أحلام الغد معه.
لكنه أخيرا يمزق غزلها ،ويمد يده بهدية صغيرة..فتلملم بقايا غزلها الممزق،يبتلع الصمت أحلامها،وبعد هنيهة
تمسك بلفافةالهدية،وتنظر اليه..
-أليست هذه هديتي لك في عيد ميلاد…….
يتعثر القلم في حرف ال ( ك ) ،ويقع من يد الكاتب فيتململ ،وينتفض واقفا ،يترك أوراقه ،ويذهب الى فراشه يراود النوم كي يرى بطلة قصته في حلم بعد أن عز اللقاء فيطارده الآرق.
يعود مرة أخرى لأوراقه ،يقرأ ما كتبه ،يشعر بالحروف كغيمة ثقيلة تحجب عنه حتى الهواء , يكاد يختنق ،يلملم الأوراق ،ويتجه بها الى الشرفه.
وفي الصباح يعثروا على أوراق مكتوبا عليها ما يشبه قصة ولم يستدل على اسم الكاتب.