نساء من مصر : بقلم : احمد عبد الرازق ابو العلا من السيدة (بثينة) إلي السيدة ( دميانة ) ويا قلبي لا تحزن!!

نساء من مصر : بقلم : احمد عبد الرازق ابو العلا
من السيدة (بثينة) إلي السيدة ( دميانة ) ويا قلبي لا تحزن!!
…………………..
منذ سنوات شاهدت عروضا مسرحية لفنانة من الفيوم اسمها ( بثينة ) كانت تقدمها في منزلها ، وحين ذهبت إليها مع زملاء آخرين ، وجدت بيتها يقع في منتصف حارة ضيقة ، وهو بيت قديم من تلك البيوت الملتصقة بعضها بالبعض الآخر ، التصاقا يمنع سقوطها ، ولولا وجود مراين الخشب السميكة التي كانت تدخل في بناء البيوت القديمة ، لسقطت بيوت الشارع كلها فورا .. السُلم مُتهالك ،فتشعر بأنه سيسقط بك ، أثناء صعودك .. وداخل شقتها وفي الصالة الكبيرة ، تضع ما يشير إلي الديكور ، ولوازم البيت تستخدمها اكسسوارات للعرض المسرحي ، تقوم بالتمثيل ، هي وجاراتها ، اللاتي يسكن بجوار بيتها ، ناس بسطاء ، وفقراء جدا ، لكنهم يحبون الفن ، ويحبون التمثيل ، ويجتمعون من أجله ، ويساعدهم في ذلك مدير مديرية الثقافة بالفيوم – وكان وقتها علي المعاش- ، وهو خريج المعهد العالي للفنون المسرحية ( يسري ناصر ) حيث يقوم بإخراج عروضهم .. شاهدت تلك التجربة أكثر من مرة وكنت مذهولا ، ومُعجبا ، ومُشجعا .. وشاهدت لها عرضا – كذلك – في مهرجان أقيم في المنوفية ، نظمته الادارة العامة للجمعيات التابعة لهيئة قصور الثقافة ،، وكان ذلك المهرجان هو المتنفس الوحيد أمامها لتقدم نفسها ، أمام من يهمهم الأمر !! هدفها نبيل وجميل ،وهو إضفاء السعادة علي المحيطين بها ، من أهالي الحارة التي تعيش فيها ، فضلا عن اشباع هوايتها في التمثيل الذي أحبته ، هي وبعض النسوة من جاراتها .
ولقد قام المخرج الصديق ( جمال قاسم ) بإنتاج فيلم تسجيلي عن تلك السيدة ، يُعد وثيقة هامة جدا ، لنشاطها الفطري ، سيدة فقيرة تقدم فنا مسرحيا راقيا ، وغنيا ، بإمكانيات بسيطة ، وتريد من خلاله النهوض بواقعها ، وتغيير حياتها ، وواقعها .
تذكرت هذا حين شاهدت سيدة أخري مثل ( بثينة ) وهي ( دميانة نصار ) بطلة فيلم (ريش ) المُتهم من قبل بعض النجوم ،بأنه يسيء إلي سمعة مصر ، وكأنهم أرادوا تحريض الدولة ضده ، وضد العاملين فيه !! .. وأقول لهؤلاء أنتم الذي تسيئون لسمعتكم، بتصريحاتكم ، المُتعجلة ، وتحريضكم الواضح .. ولا تملكون القدرة علي مناقشته مناقشة فنية ، وبوعي ، خاصة وأنكم شاهدتم الفيلم . الاتهامات السياسية لفنانين أرادوا التعبير عن أنفسهم ، وواقعهم ، والافصاح عن رغبتهم في التغيير ، إلي الأفضل ، لا يسيء لأحد ، طالما أن الغاية نبيلة ، وغاية الكشف عن السلبيات من أجل تغييرها ، هي غاية نبيلة ، لابد أن نشجع من يقوم بها ، لا أن نتهمه في وطنيته ، أو انتمائه .

قد تكون صورة لـ ‏‏احمد عبد الرازق ابوالعلا‏‏

قد يهمك أيضا

الجواز .. قصيدة بالعامية للشاعر عبد الهادي الشعراوي