نبيل مصيلحي يكتب عن الدكتورة عزة هيكل

مقال في الصميم للدكتورة عزة هيكل .. أثار شجوني وأعادني للكتابة في موضوع تطوير التعليم ..!! قالت وأفادت وأكدت ما قلناه عن التعليم قبل الجامعي في مصر ، هذا التعليم الذي لم يلق أي اهتمام حقيقي في عصرنا، أنما وجد عنترية وفتحة صدر من المسؤولين ، وصمت القيادات التي منحت الوزير كارت بلانش.. وكما فسدت أنظمة تعليمية كثيرة في مصر، مثل التعليم الأساسي ، ومحو الأمية ، وبرنامج التأهيل الجامعي ، والبرنامج التحويلي الجامعي ، والتعليم المفتوح الجامعي ،ويأتي شوقي بالتطوير المستحيل ، لعدم وجود أساس متين يبني عليه تطويره ، ولكن أخذ القمة ليهبط به إلى القاعدة..!! لقد ترك شوقي في نفوس الكثير ، من التربويين والكتاب ، غصة من تصريحاته المتوالية ، المغلفة بالوهم الكبير ، وعدم ذكر الحقيقة ، وكان أكثر الوزراء إثارة للمشاكل مع المدرسين الذي اتهمهم بـ ( الحرامية ) ، هذه الوصمة التى ستلصق في جبينه ولم يمحوها ماء البحار والأنهار ، وجار على مستحقاتهم ، بوقف أساسي الراتب من 2014 ، وقلل من مكافآتهم ، وضيق عليهم فيما كانوا يحصلون عليه ، حتى جعل الفارق بينهم وبين ديوان وزارته أكبر مما يتصور ، ومشاكل أخري مع الطلاب ، وفزع لأولياء الأمور .. لا أعتقد أن الكتاب عقبة في سبيل التعليم ، فالكتاب أفضل وسيلة للإطلاع ، وهو صديق بالفعل ، لن يهرب حين تنقطع الكهرباء أو يتعذر الإنترنت ، أو تقع شبكة التواصل ، وتعيق المنصة ، ولا يعجز حين تقل المعلومات ببنك المعرفة ، ولن يكون البديل أيها الوزير المحترم بالتابلت ( حتة الحديد فاقدة المشاعر )..!! ولا أعتقد أن المدرس عقبة في تطوير التعليم ، فهو أساس التربية والتعليم يا باشمهندس ، وهو الذي قام بتعليمك ، أنت وكل القيادات والزعماء والأعلام والمشاهير في مصر والعالم ، وسيبقى المدرس رغم أنف من يريد إخفاءه من عملية التعليم ، سيبقى بشحمه ولحمه ومشاعره ، ولماذا لا تنقل تصريحاتك أيها الوزير بدون صورك ، وأحاسيسك ومشاعرك على التابلت لكل الطلاب وأولياء الأمور ووسائل الإعلام ، لماذا لا تكون لقاءات مخفية ، أم أن المدرس يختفي من العملية التعليمة ويحل محله هذا التابلت ، لتثبت التعليم عن بعد ، والذي لن يجدي مع ملايين الطلاب في القرى والنجوع والكفور ..!! لماذا أجلت في تصريحاتك العمل بالمنظومة الجديدة بعد أسبوعين ، لماذا لم تستعد من قبل دخول المدارس، التي فسد أيامها وجداولها ونظامها الجديد ..!! أعتقد يا باشمهندس أنك أنت العقبة بنظامك الجديد الذي فرق بين التعليم الحكومي والتعليم الإستثماري ، والذي أطاح بمجانية التعليم بفتح مجموعات تقوية في المدارس وبأسعار تهد كاهل الأسر المصرية ..!! وأعتقد أن ما يحدث على مسرح التربية والتعليم في عصرنا هذه تجارب وهمية ، ستؤدي بالفعل إلى نتائج وهمية ..!! وأعتقد تماما أن التاريخ سيسألك عن هذا ، كما سيسأل كل مسئول ، منحك هذا الكارت البلانش ، لإعاقة التعليم في مصر من أجل الفلوس المفروض تجلبوها من جيوب الغلابة الغير قادرين على دفع مصروفات لأولدهم ، بجانب أعباء الحياة الكثيرة من إيجارات ، وفواتير كهرباء مجنونة ومياه وصرف صحي ، ومواصلات ، وغاز وبوتاجاز ، وضرائب عقارية ، وأكل وشرب وملابس ، وهمّ أسود وأزرق ، فأين المرتبات التي تواجه كل هذه الأعباء ، كل شئ أصبح بالفلوس ، رسوم من وقت الميلاد حتى الوفاة . برغم أني زهقت من الكلام كغيري من الكتاب ، في موضوع التربية والتعليم ، إلا أن ما زلت أشعر بمسئولية الكاتب الإنسان ، الذي يهتم بأمر مجتمعه ، ويطرح رؤاه وأفكاره ، لعل وعسى أن يخرج من أصلاب الواقع من يحسن التعامل مع مسئولياته تجاه هذا الوطن الطيب ، الذي يحتاج إلى كل من هو مخلص ، يقدم له قيم الإنتماء الحقيقي والولاء والإخلاص ، والعطاء الخالص لوجه الله . الكاتب الصحفي نبيل مصيلحي