مصطفي معاذ يكتب: لوامع الطوالع المروية بقدوم خير الشهور الهجرية

لوامع الطوالع المروية بقدوم خير الشهور الهجرية
قبس من بهجة وسرور أهل بلادي بالاحتفال بالأنوار الرمضانية في سياقات شعبية تنضح بالأصالة والخصوصية كرافد من روافد معرفية أثرت في تكوين الهوية الوحاتية في واحات الوادي الجديد عاصمة الثقافة المصرية
إن دراسة الاحتفالات الشعبية في الواحات المصرية تعكس جانبا هاما من جوانب الشخصية الأصلية وما كان من معارف وقبم شكلت حياتها الروحية ومن ثم فإن الاحتفالات التي تعكس صورة جميلة من صور مصادر تكوين الهوية في هذه المنطقة الهامة من الأراضي المصرية وما كان من تواريخ منسية وروافد معرفية وقبم روحية شكلت وجدان الجماعة الشعبية والاحتفال بقدوم شهر رمضان المعظم يبدأ في الواحات من أواخر شهر شعبان حيث الاحتفال (بالمحمل) ويذكر ذلك اللواء أحمد شفيق باشا في كتابه الشائق مذكرات عن واحات مصر والصحراء الغربية فيقول ليس المحمل خاصا بالقاهرة ولكنها بدعة أخري في واحة الخارجة فيذهب شيخ الطرق الي العمدة ليلة 14شعبان لأخذ التصريح منه لقيام المحمل وبعد ذلك يمر أصحاب الطرق ليلة 14علي المنازل لأخذ العادة وكذلك في صباح يوم 14, يذهبون إلى الجزارين لأخذ العادة
وبعد صلاة العصر تدار الكسوة التي تشتري بطريق التبرع ولا تغير إلا للضرورة محمولة على الأيدي ويبدأ السير بها من الجامع الكبير وتدار حول الخارجة من الشمال ثم غربا إلي مسجد الشيخ ميمون وننتظر هناك حتى صلاة العصر وبعدها توضع على الجمال ويبدأ احتفالا رسمياً ويركب داخل الكسوة الشيخ عمر شكير الذي ورثها عن أبيه،ويمشي الجمل مقودا بحبلين.تتبرك أهالي الحصة القبيلة بحبل منها واهالي الحصة البحرية بالحبل الآخر ويقوم من الجامع متخذا منزل العمدة طريقا ويمر بالخارجة وأمامه الطبالون والزمارون وغيرهم من أرباب تلك الحرف الي أن يصل إلى عرسة خاروف.. وينتظر هناك فيصلي جميع أهل الخارجة المغرب وبعد ذلك يتوجه المحمل إلي منزل الشيخ محمد حسن محمد خضير جمال المحمل فيببت هناك حتى الصباح وفي صباح يوم 15شعبان أي قبل قدوم الشهر الفضيل باسبوعين كاملين تحمل الكسوة محمولة على الأيدي الي منزل الشيخ سراج الدين فيشرب الشاي وتدق الطبول في احتفال شعبي مصري بهيج ثم تحمل الكسوة الي منزل العمدة وهناك تنتظر عنده اسبوعا..ثم ترسل إلي الجامع الكبير بالخارجة وهناك تحفظ في غرفة مختصة بالكسوة إلي العام القادم.. فسبحان الله العظيم.
من هنا تبدأ الواحة في الاستعداد لقدوم شهر رمضان المبارك في سعادة أهل الواحات المصرية الأصيلة بهذا الشهر المعظم الذي يستقبله الأهالي بالفرحة والسعادة والبهجة والسرور والأمل في نيل الرحمة والمغفرة وبلوغ رضا الرحمن في شهر رمضان والذي يبدأ الاحتفال به من منتصف شهر شعبان وحتي يوم الوقفة وهناك تنطلق الاحتفالات الشعبية في الواحات المصرية بالطبول والإعلام وتجوب الخارجة ودروبها في إعلان شعبي بأن شهر رمضان شهر الرحمة والغفران يبدأ من الغد ويقول الكبار في سياق منتظم وجميل لا اله إلا الله محمد رسول الله
مصطفى معاذ
الوادي الجديد