حطموا جمود الشعر

قراءة في كتاب :حطموا جمود الشعر للشاعر الكبير :محمود حسن بقلم المستشار صالح شرف الدين

أولا :المقدمة:
……………
حطموا جمود الشعر-كل إنسان سوي يمتلك مهارات وقدرات عقلية تبدأ بالقدرة على الحفظ والاستظهار ثم الملاحظة والتصنيف ثم القدرة على التحليل والتركيب ثم الإبداع والتأليف ،وفي أعلى سلم القدرات والمهارات التي جبل عليها الإنسان الموازنة والمقارنة وإبداء الرأي والنقد …
هذه المهارات تنمو وتتطور عبر القراءة والتدريب المستمر ،والتجارب العملية والمواقف الحياتية المؤثرة …
-والبون شاسع بين النقد كمهارة عقلية جبل الإنسان عليها وبين النقد المنهجي الذي يقوم على منهج علمي له أسسه الثابتة ،وآلياته المحددة الراسخة ،ولنأخذ مثالا على ذلك (المنهج الاستقرائي ) الذي تقوم أسسه على :فرض الفروض ،ثم اختبار صحة الفروض ،ثم الوصول للنتائج التي ظهرت من خلال التجريب العملي ،أو الاستبيان العلمي الممنهج …
وكثيرا ما يخلط الناس بين وجهات النظر الانطباعية والتي تختلف باختلاف المتلقي تعليما وثقافة وخبرة والتي تتباين بدرجة كبيرة ،وبين الرؤى النقدية التي تقوم على أسس منهج شامل في التعامل مع النصوص ،ومن خلال المنطق وأصول البحث ،والخبرة الواسعة بعناصر ومكونات النصوص ،وما يتلاءم معها من المناهج والنظريات النقدية عبر تاريخ طويل
من النقد بدءا بقيم الشكل والمضمون وحتى النقد الثقافي والعوالم الرمزية ،و الأنساق الظاهرة والمضمرة والتلقي الحر ،وبينهما التأثيرية والبنيوية ،والنقد النفسي ،والثقافي ،والاجتماعي …
-وإذا كان المبدع الناقد الأول لنصه بما يملكه من قدرات عقلية ،وخبرات فنية وتجارب مسبقة مع النقد الأدبي لنصوصه ،ونصوص غيره ،وبما يتمناه لنصه من ذيوع وانتشار وحسن استقبال من النقاد والمتلقين له ،فإن الناقد الذي يحترم نصه النقدي لا يتورط في نقد سريع
وفق الهوى أو الموقف من المبدع قربا أو بعدا ،ذلك لأن النص النقدي كأي نص إبداعي هو نص قابل للنقد أو ما يسمى :نقد النقد ،وأحسب أن ذلك السبب الرئيس في حرص النقاد الرواد
على أن يكون نصهم النقدي مبدعا قلما يجد فيه إنسان أية ثغرة ،وكل إشكالية يتناولها ،يتوقع
تأثيرها على المتلقين لها ،وردود أفعالهم ،فيضمن رؤيته الأسانيد والأدلة من العقل والنقل التي
تسهم في تحجيم أي اعتراض أو نقد موضوعي لما يطرحه من رؤى ،ويحتفظ لنفسه بكثير مما يحسم المسائل الخلافية لصالحه ،فيحكم الصياغة ، ويبدأ بالنص وينتهي إليه ولا يغادره إلا ليؤكد حقيقة لها علاقة به …
-ونحن بصدد قراءة كتاب من الكتب التي ظهرت حديثا (حطموا جمود الشعر ) لشاعر ومثقف وفاعل في ميدان الأدب له وزنه ومساهماته المتنوعة في المشهد الأدبي الآني (الشاعر محمود حسن) ،وقراءتنا له –رغم كونها قراءة سريعة –ستلتزم النهج العلمي في تناول الآداب والفنون الإبداعية ،ولن يفوتنا في هذه المقدمة أن نشير إلى احتفالنا بهذا الكتاب لأنه يقوم على أساس من الواقعية وطرح عشرات من القضايا والإشكاليات الأدبية والثقافية يموج بها المشهد الأدبي والثقافي المضطرب ،والذي لم يستقر ولم يهدأ منذ نهاية العصر العباسي الأول وحتى الآن عبر ثمانية قرون على الأقل ،وهذا الاضطراب الممتد عبر الزمان والمكان والإنسان يجعلنا نحتفل –أيما احتفال –بكل الرؤى الإبداعية المخلصة والتي ترنو لتخليص المشهد من الشوائب ،وأن تستقر بحاره المضطربة ،ونحسب أن قراءتنا بدءا من هذه المقدمة وحتى كلمة الختام ستضيف لنا وللكاتب وللمتلقي بعضا من الرؤى التي تتماهى مع الهدف الأسمى لكل الفنون والآداب : زيادة مساحات الحق والخير والجمال ،والوقوف بحسم ضد الباطل والشر والقبح …
ثانيا :العتبات النصية :
(لون الغلاف ،والغلاف الخلفي ،والعنوان والصورة الرئيسة على الغلاف الأمامي ،والإهداء والاستهلال ،والمقدمة ،الخاتمة) نجدها تضوي على أربع إشكاليات نقدية على الأقل:
( موت الشعر ،جمود الشعر ، علاقة الشعر بالواقع ،حيادية الناقد،النقد إبداع مواز )
أ-لون الغلاف :
اللون الأبيض اللامع ،والكتب المتراصة ،والشمعة الموقدة تجعل الإحساس بالراحة والسرور ،والإشراق يسيطر رغم الدعوة الصريحة في العنوان :
(حطموا جمود الشعر ) فهذا اللون المبهج لا يشي بعنف التحطيم ،ولا بمشكلة الجمود.
ب-الغلاف الخلفي :
صورة الشاعر متأملا ، ومقولة لويس عوض :”..حطموا عمود الشعر ،لقد مات الشعر العربي ،مات عام 1933م مات بموت أحمد شوقي ،مات ميتة الأبد ،مات …”
،ويحسن الكاتب الظن به لأنه ألقى حجرا في الماء الراكد ، ويؤكد أن بعض الشعراء الخليليين
أشد خطرا على القصيدة الخليلية من القائلين بموتها ؛لأنهم جمدوا ،وقلدوا ،وتقوقعوا داخلها ،
ودون إسقاط للنص في أرض الواقع .
ويتساءل :”ماذا وقال لويس عوض :” حطموا جمود الشعر ،ولم يقل حطموا عمود الشعر .” ونبدأ بإجابة السؤال الأخير : لو قال لويس عوض :”حطموا جمود الشعر” وأثبت أن هناك جمودا فعليا يشكل ظاهرة واضحة الملامح ،ودلنا على الوسائل التي نجعل بها الشعر غير جامد ؛لو فعلها لأضاء شمعة في طريق تطور وقوة الشعر العربي ،لكنه لم يفعلها لأسباب
كثيرة لن نذكر منها إلا ما نحن متأكدون منه ،وتنضح به مقولاته التي تتجاوز حدود النقد إلى الرغبة الحميمة في النقض ،وما يثبت ذلك دعوة إلى العنف غير المبررة (حطموا) وعدم منطقيته واستخفافه بعقولنا ،فإن كان يظن أن الشعر مات كما يؤكد ب (لقد) ؛فلماذا يدعونا
إلى تحطيم عمود الشعر ،وكيف نحطم التراث ،وإذا سمعنا دعوته ،ولم نكتب في الشكل العمودي ،فماذا نفعل في آلاف القصائد العمودية منذ العصر الجاهلي وحتى الآن ..؟!
ومع فساد الدعوة لتحطيم أي تراث إنساني ؛ فإن هذه الدعوة (حطموا عمود الشعر) لم
تثمر طوال عشرات السنين وفشلت فشلا ذريعا فمازال الشعراء يكتبون شعرا عموديا
وقصائد كثيرة منه تستحق الاحتفال ،هذا الفشل عابر للزمان والمكان والإنسان ،فمازال البعض يعادي عمود الشعر لا لشيء إلا لرغبات حولها علامات استفهام كثيرة ،فكيف يتورط كاتب تحتفي الصحف بمقالاته –يتورط في رجم الغيب ويقول :”…لقد مات الشعر ميتة الأبد…
ويؤكد لنا عدم مصداقيته زخم مستمر من القصائد والدواويين يصدرها يوميا في جميع أنحاء العالم الناطقون بالعربية …
لذلك نقول :إن من فقد المصداقية للأبد هو قول لويس عوض السابق غير المنطقي وغير السوي ،وكل قول يشبهه ،وقد رد عليه الواقع بحسم ،واستمر الإبداع شعرا ،ولا نعرف كيف يغفل كاتب مثل لويس عوض ومن يلف لفه عن حقيقة واقعية ومنطقية تقول :” إن القديم لا يمكنه أن يمنع التطور فهو سنة الحياة ،وإن الجديد لا يمكنه أن يقضي على القديم تماما لأن بعضه في نسقه عناصر الخلود
ج -العنوان :حطموا جمود الشعر(محاولة لإسقاط النص في أرض الواقع ) :
أمر للنصح والإرشاد للمتلقي ليحطم جمود الشعر ويبني شعرا فيه حيوية ،ويرتبط بالواقع
،وهو محاولة وجهد يهدف لتجاوز التقليد ،والتكرار ،وعدم التحليق بلا مبرر في عوالم الخيال ،التقوقع ذاتيا ،والحياة في أبراج عاجية ،وتحكم الذهنية والغموض بعيدا عن حيوية الحياة ،
وثراء الواقع ،وكثرة مشكلاته الإنسانية التي تحتاج للإبداع ليساهم في جعل الحياة أكثر نفعا وجمالا .
د-وفي العنوان الداخلي :”النقد إبداع مواز”:
هل النقد فعلا إبداع مواز ؟
نعم …
النقد عندما يخرج لحيز الوجود ،يعد نصا إبداعيا بالمعنى اللغوي ؛فقد أضاف للمشهد ما لم يكن موجودا من قبل ،ويحمل سمات الناقد في بناء الجملة والعبارة ،واستخدام الحقيقة والمجاز ،والقدرات الخاصة في التلقي ،وإقناع المتلقي بوجهات النظر النقدية .
هـ – الإهداء :“إلى ناقد …ليس في نفسه من المبدع شيء
يشير إلى إشكالية كبرى يعاني منها الكثيرون (حيادية الناقد) ،ونحسب أن الناقد الذي في نفسه شيء إيجابي لا يعد ناقدا حقيقيا فهو (مجامل ) لن تتضمن رؤيته الجزء الفارغ من الكوب ،ولا يوجد نص بشري كامل ،ويضر ذلك المبدع الذي يحسب نفسه قد بلغ القمة فيظل يكرر أخطاءه ،ولا يبلغ القمة أبدا ، والناقد الذي في نفسه شيء سلبي نعده (ناقضا) وليس بناقد لأنه يتصيد الأخطاء ويهيل التراب على ما في النصوص من جمال ،ويغفل جهدا بذل في التأليف والتدوين والنشر ،وهو يفقد الكثير من المصداقية لأنه لم ير الجزء المملوء من الكوب وقد يكون أكبر مساحة من الجزء الفارغ ،وقد يهجر بعض المبدعين ميادين الإبداع جراء ناقد تحول إلى ناقض…
و-المقدمة :قصيرة (13 سطرا )حاولت بيان أهمية النقد في كسر جمود الشعر ، وإلقاء الضوء على مهمة الناقد ،ودوره ،والخطوات التي يجب أن يتبعها ،وعناوين أقسام الكتاب (8أسطر).
،وفي الغالب تمتد مقدمات الكتب النقدية لتستشرف الموضوعات والإشكاليات التي يعالجها
الكتاب ،وطرق العلاج بإيجاز ،ورؤى تمهد لعرض الموضوعات ،وتجذب الانتباه إليها ،وقد
تتناول المناهج التي ستستخدم ،والفلسفة التي تهيمن على الرؤى الناقدة في الكتاب ،وعندما
نستعرض الموضوعات سنتبين سر عدم الإشارة الموجزة للموضوعات المعالجة في الكتاب
في مقدمته.
ز- الخاتمة :الفقرة الموجودة على الغلاف الخلفي نفسها(10أسطر) ، وهذا التكرار يؤكدها ،و يشي بأهميتها، ويشير إلى أن الهدف من الكتاب وهو تحريك الماء الراكد كما فعل لويس عوض، وأن التساؤل مازال موجودا ،ومازال انتظار الرد يخيم على المشهد ،وكأنه يشير إلى مسؤولية السابقين من الكتاب عن الجمود الذي حدث …
ونحسب إن إجابة السؤال :”ماذا لو قال لويس عوض :حطموا جمود الشعر بدلا من :حطموا عمود الشعر “
لو قالها لتحول من لويس عوض إلى محمود حسن ،ومن المؤكد أن الفرق بينهما كبير جدا
في الثوابت والقواعد الفكرية والأهداف المعلنة والخفية ،وما أنتجه كل منهما من إبداع
إنساني ،وهو أمر يحتاج كتابا مستقلا يعالج المسألة(الموازنة بين لويس عوض ومحمود حسن ) من الألف إلى الياء …
وغالبا ما تكون خواتيم الكتب النقدية والدراسات الأكاديمية متضمنة للنتائج التي وصلت إليها الدراسة (خلاصة البحث)
……………..
ثالثا :المتن:
…………..
الكتاب مائة وثمانون صفحة ونيف ،ويتناول أكثر من ستين إشكالية أدبية وثقافية ونقدية ،
ومادته في أغلبها وجهة نظر الكاتب ،ورأيه في الإشكاليات التي تواجه المبدعين ،ويستشهد ببعض الرؤى التي تؤيد وجهة نظره ، وكثيرا ما عرض المشكلة في صيغة استفهام وتساؤل يتمنى لو استطاع المتلقي الإجابة ،وذلك محمود جدا لأن الاستفهام يحث المتلقي على المشاركة
وعلى التجاوب مع القضايا المطروحة ،وسنكتفي بعرض أهمها من وجهة نظرنا ،وطرح استفسارات حولها ؛وبعض رؤيتنا لها ؛لأن المقام يضيق عن حصرها ،وتناولها بنقد منهجي وفق أكثر من منهج : أولها الاستقراء حيث فرض الفروض واختبار صحة الفروض ثم الوصول للنتائج ،ومنهج النقد الثقافي الفاعل فيما بعد بعد الحداثة ،ومنهج العوالم الرمزية والأنساق الظاهرة والمضمرة ،وقبلها جميعا النقد وفق قيم الشكل والمضمون الذي برع فيه العرب قديما خاصة البلاغيين في عصر تفوق الحضارة العربية …
ولتسهل المتابعة وتزيد الاستفادة سأذكر الموضوع متبوعا بالصفحة في الطبعة الأولى 2021م:
………….
1-نظرية النقد العربية بين حقيقة وجودها وإنكار البعض لها ،والمطالبة بنظرية نقد عالمية
(ص8) وهي إشكالية كبيرة ؛ وإجابة السؤال الآتي في غاية الأهمية : هل يمكن أن ينهض أدب ويستمر في النهوض مئات السنين وتخلد بعض نماذجه دون وجود نظرية نقدية تعضده ؟
كون الإشكالية كبيرة لا مراء فيه ،والإجابة عن السؤال السابق بنعم أولا يحتاج بحثا طويلا
مستقلا يتناول كل جوانب الموضوع .
وأحسب أن هناك نظرية نقد إنسانية عبر التاريخ فكل أمة تستفيد من التراث النقدي الذي سبقها ،وتأخذ منه ما يناسبها ،وتضيف إليه ،والأمم التالية تفعل الشيء نفسه .
………………
2-“نقد الكاتب لإنتاجه الخاص أعظم إنتاج في النقد” (ص10)
وهي إشكالية لأنها تخلط بين المهارات العقلية التي يملكها كل الأسوياء من البشر وبين النقد المنهجي ،وإذا كان نقد الكاتب لنصه الأهم ؛فمن المنطقي أن يتوقف الجميع عن تناول أي نص لأي كاتب بالنقد ،والمقولة السابقة لأليوت ، فهل هو مرجع في النقد؟
……………..
3- وظيفة الشعر ونطاق هذه الوظيفة والخروج عنها (ص11)
وأحسب أنها إشكالية تحتاج شروحا كثيرة لأن كل الآداب والفنون وظيفتها زيادة مساحات الحق والخير والجمال ،وإذا كان هناك أي تأطير آخر فيجب أن يكون ممنهجا ،وإشكالية
الفن للفن أم الفن للمجتمع إشكالية نقدية كبرى تناولها النقد في العالم كله ،وأغلب النقاد منحازون للقيم الفنية للإبداع ،لأن قيم المجتمع تتغير كثيرا ،وبسرعة ،والمساحات واسعة بين المجتمعات المختلفة ،بينما القيم الجمالية الإنسانية تتطور تطورا طبيعيا ،ولا يرسخ منها إلا
ما يستحق الخلود عندما تكون الأفكار إنسانية ،والانفعالات صادقة ،والصياغة الفنية منضبطة
…………….
4-التغريد والتغريب ،والفرق بينهما ،وقضية الانتحال في الشعر الجاهلي ،والإشكاليات التي أثارها طه حسين (ص14)
وهي إشكالية غاية في الأهمية وتحتاج علاجا موسعا لأن كل ما لا تقوم عليه براهين لا شك فيها من حقنا ألا نقتنع به تماما ،وأن نشك فيه ،وقد حسمت مسألة الشك في النص القرآني آية سورة البقرة رقم (23)” وَإِن كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِّمَّا نَزَّلْنَا عَلَىٰ عَبْدِنَا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِّن مِّثْلِهِ وَادْعُوا شُهَدَاءَكُم مِّن دُونِ اللَّهِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ”
هذه الآية تحدت العرب قديما ،وكل المشككين حديثا في أن يأتوا بمثل القرآن الكريم وهو أمر يبعد النص المقدس عن أي شك من كائن من كان يملك عقلا يعي ،ولسانا ينطق وقدرة على التأليف …
…………..
5- اللغة الوظيفية (ص18) معنى المصطلح ودلالاته فيها إشكالية في كون اللغة وسيلة لنقل الأفكار والمشاعر قد تنجح وقد تخفق ،فماذا نسميها إذا نجحت ،وبماذا ننعتها إذا أخفقت؟
………….
6- المعلقات (ص19) الاشكالية في عددها ،وفي سبب تسميتها بذلك ،وإذا كان القدماء
والمحدثون لم يتفقوا على شيء حول العدد أو التسمية ،فهل لنا أن نؤكد أو ننفي رواية ؟
……………..
7-الدعوة إلى تعريب العلوم (ص20) وهي دعوة لها وجاهتها وأحسب أن التقدم العلمي الحقيقي لن يحدث إلا بترجمة دقيقة لكل العلوم والآداب ترجمة شاملة ومحدثة حتى آخر لحظة آنية كي لا يقف عدم إتقان لغات الأجانب المتقدمين عائقا أمام علمائنا الواعدين ،وبدلا من أن ينشغل المتفوقون عندنا بدراسة واتقان تلك اللغات يركزون في سعيهم للتطوير والابتكار، فمتى يأتي مخلصون للحاضر والمستقبل فيفعلون هذا ؟
……………
8- الرواة القدماء وخلط شعر الشعراء (ص21) ،احتمال الخطأ البشري وارد ،ولكن لا يصبح الراوية راوية فعلا إلا بعد أن يثبت أن ذاكرته قوية ،وقدرته على الحفظ فائقة ،وقلما روى
راوية لأكثر من شاعر قبل عصر التدوين ،ونحسب أن لكل شاعر بصمته الشعرية الخاصة التي تشير إليه .
……………
9- أشكال الكتابة الشعرية(ص26 )وقد حصرها الشاعر في ثلاثة أشكال ،تحتاج لتطبيقات أفقية تشمل الشعر في كل العصور ،وكل أنواع الشعر ،وتطبيقات رأسية تشمل قصائد طويلة
،ومتوسطة وقصيرة ،ذلك لأن الشعر القديم اعتمد على كون البيت وحدة القصيدة أي أن لكل بيت معنى مستقل ،ويمكن للبيت أن يكون في أول النص أو وسط النص أو آخره ويؤدي دوره تماما في المعنى المراد ومثال ذلك أبيات الحكمة ،وفي شعر الرمانسيين ،والواقعيين صار الموضوع واحدا (وحدة موضوعية) وصار كل بيت يتصل بسابقه ولاحقه (وحدة عضوية)
،وفيما بعد الحداثة صار الغموض هدفا فاضطرب كل شيء ،وصارت بعض نصوص الشعراء ألغازا يعجز مبدعها نفسه عن حلها ،والإشكالية هنا :هل الإبداع يسبقه قرار أم هو ابن للحظات التوهج ،ونتيجة لقوى كثيرة تسبق عملية الإبداع ؟
……….
10- الشعر والشاعرية ،وخلافات القدماء والمحدثين ،ووقوع كبار الشعراء في شرك النظم الجاف (ص33) وهي إشكالية كبرى أيضا ، فإذا كانت الشاعرية أفكار إنسانية ،وأحاسيس حارة صادقة ،وخيال مبتكر مبدع ،وموسيقى بديعة ،فكيف يسمي البعض نظم العلوم والفقه (شعرا تعليميا ) ؟
أليس الشعراء بشر يصيبون ويخطئون ،ولا يمكن أن يكون لهم أي نص مقدس ،ولا يوجد نص لهم أعلى من أن يتناوله النقد ؟
أليس المبدع مجموع ما أبدع ؟
………………….
11-نعريف قصيدة النثر(ص37) ،وهل ما قالته سوزان برنار عنها يعد مرجعا أم تعريف المعاجم الغربية ؟
وهل عدم وجود تعريف لها في معاجم اللغة العربية له دلالة ؟
وإذا كانت قصيدة النثرمرحلة طبيعية من مراحل الشعر فلماذا لا نسميها (شعرا حرا جدا)
…………………
12-القصيدة الدرامية(ص41) ،مصطلح يحتاج لتأطير ،وتطبيقات شاملة ،وأحسب أن الدراما في الشعر قديمة منذ أمرؤ القيس وحتى الآن ،وأحسبها تحتاج دراسة موسعة مستقلة .
……………….
13-ثقافة الناقد ،وأركان عملية النقد (ص43) ما الأطر التي يجب أن يلتزمها الناقد ،ومتى يعد الناقد ناقدا ،وهل النقد إبداع ، وما أنواع النقد؟ وهل مناهج النقد تضبط اتجاهات النقاد وهل للناقد مطلق الحرية في أن يقول كل ما يحلو له دون ضابط أو رابط؟
أحسب أن ما نقوم به الآن (نقد النقد) هو الضابط العملي لكي يلتزم الناقد بالموضوعية ولا يشخصن رؤاه النقدية بل يحرص على أن يبدا بالنص وينتهي إليه ،وفق منهج عقلي تكون مخرجاته إبداعية بالمعنى اللغوي للإبداع .
……………..
14- اللغة العربية إبداع وهوية …أمة بلا لغة هي أمة بلا هوية(ص48) ما الإبداع ،وما الهوية ،وهل هناك أمة بلا لغة ؟
إشكالية كبرى (اللغة ،اللهجة ،اللكنة) وكيف تتحول اللهجة إلى لغة ؟ ومتى تموت اللغات
وكيف تحيا ؟ وهل يوجد صراع بين اللغة ولهجاتها وهي التطبيقات الشعبوية للغة الأم ،
ولماذا يساند المستعمرون اللهجات المحلية ؟
أحسب أن إجابة هذه التساؤلات تحتاج بحثا موسعا مستقلا وقد كتبت في ذلك آلاف الصفحات
ووصل العلماء بعد بحوث كثيرة إلى نتائج يغفلها الكثيرون وهم يتحدثون عن اللغات واللهجات:
(تتحول اللهجة إلى لغة بقوة كبيرة تصنع لها نحوا وصرفا ،وتجعلها صالحة لأن تكون لغة رسمية للدولة، وتربطها بقوة بالحاجات الضرورية للناس لتظل قوية )
فهل عندنا من يخلص للغة العربية فيربطها بحاجات الناس الضرورية بعد أن صار لها نحو وصرف ،وصارت اللغة الرسمية من الماء إلى الماء؟
…………..
15-“…إن الشعر ينبغي أن يستهدف تمثيلا حقيقيا لتعقيدات الحضارة الحديثة في اللغة …”
(ص53) إشكالية تفك غموضها إجاباتنا عن التساؤلات الآتية :
ما الفرق بين علاقة اللغة بالشعر ،وعلاقة اللغة بالمعجم ؟
وهل هناك تعارض بينهما ؟
وما الذي يشكل المعجم الشعري للشاعر ؟
وهل علاقة اللغة أقوى بموضوع الإبداع أم بالمبدع والمثيرات التي تحثه على الإبداع ؟
…………..
16-بقاء النص ،ودهشة المتلقي (ص61) والسؤال القديم الجديد هل هناك دوافع محددة لعملية الإبداع ،وهل إدهاش المتلقي هدف أساسي لكل المبدعين ،وهل للإبداع خطوات محدد يجب أن يلتزمها كل المبدعين ،،وهل للإبداع فلسفة واحدة ،وهل المعاناة المثير الوحيد لعملية الإبداع ،وهل للنقد أسلوب واحد يجب أن يستخدمه الناقد ،وهل الأولى بالنص النقدي أن يقنع المتلقي أم يدهشه؟
لا أحسب أن هناك إجابة واحدة بالنفي أو الإيجاب على كل الأسئلة السابقة ، ولكن إجابتها تجعل من يجيب يتفق أو يختلف مع الكاتب في رؤاه حول بقاء النص والدهشة.
…………..
17-النثر وقصيدة النثر (ص66) مرة أخرى ، والإشكالية في كون قصيدة النثر لا تعريف لها في معاجم اللغة العربية ،فكيف نعقد مقارنة بين النثر الذي له تعريف محدد ،وقصيدة النثر التي لا تعريف لها ،أحسب أن المقارنة يجب أن تكون بين التعريف الغربي للنثر ،والتعريف الغربي لقصيدة النثر ليستقيم الأمر ،وإذا كانت قصيدة النثر مرحلة من مراحل تطور الشعر –كما رأى البعض –فلابد أن تلتزم الشاعرية التي تميزها عن بعض أنواع النثر الأخرى : (الفكر والإحساس والخيال والموسيقى):تقول عنه المعاجم الغربية :
“شكل تأليفي يطبع كالنثر لكنه يتسم بعناصر شائعة في الشعر مثل إيقاعاته المعقدة
،ومحسناته البديعية ،وقافيته ،فضلا عن قافيته الداخلية ،وسجعه ،وصور المفاجئة المدهشة ،وسمة التآلف فيه”
…………….
18- اللغة غاية أم وسيلة (ص74)وعلاقة المبدع باللغة ،وهل يصل بالشعر إلى اللغة أم يصل باللغة إلى الشعر ،وهل نصل بالغاية إلى الوسيلة أم نصل بالوسيلة إلى الغاية …
……………
19-الغواية ومراوغة اللغة (ص76) هل هناك فرق بين غواية اللغة ومراوغتها ؟
أحسب أن المسألة تحتاج إلى المعاني اللغوية والاصطلاحية لهما .
…………….
20-عالم حسن طلب الفوضوي المرتب (ص80) وهل المبدع حر في اختيار الشكل الذي
ينطلق منه ؟
وهل الابتعاد عن الأحكام المطلقة يوقظ العقل العربي وحده ؟
وهل تكفي هذه الإطلالات المحدودة على إبداع حسن طلب أم الأمر يحتاج لتوسع ،ولسيرة ذاتية للشاعر تكون عتبة من عتبات الولوج لعالمه الشعري ؟
…………….
21-“حجازي والعالم المملوء أخطاء (ص86)مازلنا نعاني من اللغة النقدية الجافة”
السؤال يتكرر :هل هناك فرق بيّن بين القدرات العقلية النقدية عند كل الأسوياء من الناس ،وبين النقد الممنهج المعتمد لدى النقاد ؟
أحسبها نعم ،والفرق كبير جدا ،فأي نقد لمن يكتب النص أو من يتلقاه يعكس وجهة نظر
ورؤية تحكمها عوامل ذاتية متعددة(العمر ،التعليم ،الثقافة ،التجارب ،الخبرات الحياتية ،العلاقة المسبقة بالنص وصاحبة …)
لكن النقد المنهجي شيء آخر .
………………
22- هل كان العقاد على صواب حينما طلب إحالة شعر حجازي وعبد الصبور وغيرهم إلى لجنة النثر ؟
هل كان العقاد على صواب عندما عندما قال : إن الشعر سيعود عموديا خليليا خلال أعوام قليلة؟
هل بالفعل اعتذر العقاد عن هجومه على أحمد شوقي ؟(ص94:96)
أحسب أن العقاد ليس معصوما من الخطأ ،وقد أخطأ في موقفه من الشعر الحر ،وهو خطأ لا يقلل منه كمفكر وكباحث وكشاعر ،ولم يؤخذ برأية الذي يقف ضد تيار التطور، وصار الشعر الحر مدرسة لها منهج وأصول راسخة ،ولا يعنيها أي إنكار لوجودها فهي مستقرة بتيار شعري لا ينكر وجوده وقوته أي صاحب عقل سوي …
أما كون الشعر سيعود عموديا خليليا إن كان قالها العقاد فذلك رجم بالغيب لا أحسب العقاد
يتورط في قوله كرأي علمي ،قد تكون أمنية ،ولو أنصف العقاد ومن مازال يدور في هذا الفلك لما وقفوا ضد أي تطور يثبت وجوده ؛لأن القديم لا يستطيع منع التطور ،ولا الجديد يستطيع القضاء على القديم الذي امتلك سر الخلود .
أما اعتذار العقاد عن الهجوم على أحمد شوقي ؛فأحسبه لم يعلنه بوضوح ؛ ولكنه لم يهاجم صديقه حافظ إبراهيم الذي بايع شوقي بإمارة الشعر :
أمـــير القـــوافــي قد أتيتُ مــبايعًا
وهـذي وفود الشرق قد بايعت معي
…………..
23-“الشهاوي مجذوب يكتب النقد شعرا (ص103)
” إن المنتج الإبداعي لابد أن يحمل جينات مبدعه الرئيسة “
والسؤال : هل يحدث ذلك بوعي من المبدع أم أن النص الإبداعي يحمل بصمة صاحبه في كل الأحوال ؟
لأن الإبداع غالبا لا يأتي بقرار ،وآليته معقدة جدا ،وتختلف من مبدع لمبدع ،وقد أفرد علماء النفس لهذه المسألة عشرات الكتب ؛فإن أي نص إبداعي يعد كاتبه عتبة رئيسة له في كل الأحوال .
……………
24-يكتب الشهاوي النقد شعرا مجذوبا صوفيا (ص109) لدينا أربعة مصطلحات يجب فض الاشتباك بينها بتعريف جامع مانع ، قبل أن نوافق على ذلك:(النقد ،الشعر ،المجذوب ، الصوفي ) ،وقد أورد الكاتب بعض أبيات يستشهد بها .
……………
25-الفيلسوف الشاعر أم الشاعر الفيلسوف (ص112)
“إن الشعر يستطيع أن يتحول إلى فلسفة ،لكن الفلسفة لا تستطيع أن تتحول إلى شعر “
الفرق كبير بين المقولتين السابقتين ، فيمكن للفيلسوف أن يقول شعرا تبدو فيه قناعاته الفلسفية ،ويمكن للشاعر أن يتبنى التنظيرات الفلسفية وتظهر في شعره .
……………..
25-الشهاوي حلاج جديد وسهروردي جديد (ص115)
من الشهاوي ؟
ومن الحلاج ؟
ومن السهروردي ؟
أحسب أن المسألة تحتاج سيرة ذاتية ،وموازنة ثلاثية تثبت التماهي بين الشهاوي وبينهما رغم وجود فروق كثيرة بين الثلاثة .
……………..
26-الحلول مع الله والحلول مع الشعر (ص116)
نحسب أن في المسألة جهل ممن تناولوا المسألة شكليا وحاكموا الحلاج وصلبوه،لقد يناولوها بجهل سوء طوية ،(أليس الله ماليء السماوات والأرض) ،إذا سلمنا بها عقليا ،فلا مشكلة في قول بعضهم (وما في الجبة غير الله).
،وطبعا لا مشكلة في الحلول مع الشعر .
الإشكالية كبرى تحتاج بحثا مستقلا للموازنة الممنهجة الشاملة .
……………
27-عزت الطيري شاعر يتوضأ بالضوء (ص120)
عزت الطيري المغرد بحثا عن الحقيقة (ص123)
أحسب أنه يحتاج ترجمة وافية وأمثلة كثيرة أكثر تثبت التفرد لمن لم يقرأ له .
…………..
28-عبد الحكم العلامي يكتب الشعر جماعة ليبعث فردا (ص127)
رغم الاسهاب في شرح ماسبق حتى (ص153) فمازال في المسألة غموض
قد تفك اشتباكنا معه ترجمة وافية ،وشروحا أكثر لإبداعات العلامي المتنوعة .
………………..
29- الشعر الحر ،وتجربة أكثر اتساعا (ص 156)
نحسب أن الشعر الحر ليس حرا ،ولكنه خرج من قيد الوزن الواحد ،ليحصر نفسه في نصف بحور الشعر (البحور الصافية) وقد تحرر من وحدة القافية ليلزم نفسه بقواف داخلية أكثر صعوبة .
وأحسب أن الشعراء عندما يدخلون تجربة الشعر الحر يحتشدون أكثر من احتشادهم وهم يسطرون القصيدة العمودية ،ويصير الاحتشاد أكثر قوة عندما يجربون في قصيدة النثر ،وهذه
رؤيتي ،والتي تحتاج لاستيبان علمي لإثباتها يتناول مجموعة من الشعراء ممن كتبوا في الأشكال الثلاثة .
………………..
30- المسئول عن انصراف الناس عن الشعر (ص160)
لا تهمة إلا بجريمة ،ولا إدانة إلا بدليل ،متى انصرف الناس عن الشعر ، ولماذا انصرفوا عنه ،وكيف يعودون للشعر؟
أحسب أن المسألة ليست مسؤولية الشعراء المعاصرين وحدهم ؛ لأن انهيار الشعر ،وانحدار مستواه استمر مئات السنين منذ نهاية العصر العباسي الأول وحتى البارودي ،وبعد انتعاشة قصيرة أصيب في مقتل بعد سيطرة اقتصاد السوق ،والإعلاميات العابرة للحدود ، والأجهزة التي توجه رغبات الناس ،وتشكل وعيهم وفق ما يريدونه من مكاسب آنية وبعيدة المدى .
،وهناك عشرات من المسائل التي تحتاج لوقفات ،ومناقشة ،ونتمنى أن نتناولها في قراءة أوسع وأشمل إن شاء الله.
………………………………………………………
رابعا :الختام
……………
أ-نقد الواقع :مسألة تناولها الكثيرون ،ومن زوايا مختلفة ،وفي هذا الكتاب يدلي فيه الكاتب بدلوه ؛فينقد الواقع الأدبي والثقافي والنقدي ،والواقع الإنساني حيث انصراف الناس عن الشعر والشعراء أحيانا وإقبالهم في أحيان أخرى .
وقد تطرق الكتاب إلى عشرات من القضايا الثقافية والأدبية والنقدية والإنسانية ،وقد ألقينا الضوء على بعضها فيما سبق .
ب-واقع النقد : لا يمكن لعاقل أن يغفل أننا نعيش أزمة نقدية ،وأن هناك إشكالية كبرى في
النقد المنهجي الفاعل والمؤثر في المشهد الأدبي والثقافي ،ونحسب أن ذلك يرجع إلى :

قد تكون صورة ‏‏شخص واحد‏ و‏نص‏‏

كون قضايا النقد قضايا شائكة ومتشابكة في الوقت نفسه ، شائكة لأن المجتمعات التي تحاول التقدم تعوقها عوائق كثيرة ،مجتمعات لم تتعاف بعد من نوازل تعوق تقبلها للنقد وتقدير النقاد ؛فالأمية القرائية التي تنتشر في هذه المجتمعات تعوق استيعاب أهمية النقد ودوره الرئيس في التقدم والرقي ،والأمية الثقافية التي تنتشر فيها تعوق تقبل النقد ،وربما تحاربه ،و لا يقبل أحدهم نقدا إلا إذا كان من جماعته أو حزبه أو توجهه الفكري ويرفض ما سواه ربما بطريقة أسوأ من أميّ القراءة والكتابة…
وقضايا النقد متشابكة لأنها تتعلق بالناقد وثقافته وأدواته ،وبالنص موضوع النقد ،وبصاحب النص ،وبالمتلقي للنقد ،وكم يعاني المبدع من الرؤى الذاتية التي يجهر بها بعض المتلقين للنص على أنها نقد ،بينما لا تعد سوى رؤية انطباعية لمتلقٍ ،والمعاناة تنبع من البون الشاسع بين تلك الرؤى بعضها يرحب ويمدح بلا دليل عقلي من واقع النص ،والبعض يبالغ في إبداء المساويء متصيدا بعض الأخطاء الكتابية ،ومركزا على محاكمة النص أخلاقيا ولا يتناوله فنيا ،ويفقد الاثنان المصداقية أمام كل متابع منصف ، يظن المبدع أنه عملاق فيركن إلى المدح ،ولا يطور من نفسه ولا يبذل جهدا في التجويد والإتقان فتصيبه الرؤية المادحة بالضرر الشديد ، ويحبط المبدع من النقد القادح وربما ترك ميدان الإبداع وهو يملك موهبة حقيقية تحتاج فقط إلى صقل ، فنخسر في الحالتين.
ج-إننا نحتاج لعشرات الكتب مثل هذا الكتاب الذي يجهر بوجهة نظر مبدع كبير يأمل في
إصلاح حال الإبداع والنقد ،ورقي الثقافة حرصا إيجابيا سواء في إبداعه الشعري أو رؤاه
النقدية التي نتمنى أن يتناولها المخلصون في ميدان الإبداع والنقد بالقراءة والكتابة عنها
وفق رؤاهم التي ستثري المشهد الأدبي والثقافي والنقدي ،ونتمنى أن نكون قد أدينا بعض الواجب نحوها .
نقول هذا ونتمنى سدادا وتوفيقا للجميع .
صالح شرف الدين
مارس 2022م
قد تكون صورة ‏شخص واحد‏
قد تكون صورة ‏شخص واحد‏
قد تكون صورة ‏شخص واحد‏
قد تكون صورة ‏شخص واحد‏
قد تكون صورة ‏‏شخص واحد‏ و‏وقوف‏‏