شط خوفك الآمن

حديثي اليوم عن جريمة من ضمن أهم جرائم من وجهه نظري التي قد يرتكبها فرد بحق نفسه إما عمدا او جهلا او رغماً عنه .
إنها صناعة سجن النفس وإحكام القيد ،قد يصنع البعض سجوناً لأنفسهم او قد تُصنع قهراً لهم ومع الأسف تكون الآثار السلبية الناجمة عن ذلك واحدة بالحالتين ، إنها الإرادة التي قد تسلبها انت نفسك من نفسك او قد يسلبها احدهم منك إما لقوته وجبروته او لضعفك او لإفتقارك للخبرة والتجارب أو أن يكون الفرد بطبعه مسالم لدرجة كبيرة وعلي قدر كبير من الخلق ، إن سجن الإنسان لنفسه يكمن في السيطره الكاملة او الجزئية علي افكاره وسلوكه أو حتي إحساسه بطريقة سلبية ،وكما اوضحنا سابقاً قد يفعل الفرد بنفسه هذا لأسباب مختلفه وقد يكون ضحية لآخر استغله وسيطر عليه أيضاً لأسباب مختلفة .

قد تتفاجأ عزيزى القارئ إذا علمت بأن سجن الإنسان وافكاره السوداويه قد تكون هي اكثر الأماكن المريحة والآمنة بالنسبة له!!! لعلك تتساءل الآن كيف هذا ؟!! هذا غريب فعلاً ولكن دعني أوضح هذا الأمر، إن هذا الإنسان نتيجه طول مده الإحتباس داخل إطاره الفكري هذا إإتنس به حتي مع الآلام النفسيه والعضوية التي قد يسببها له واصبح شعوره بالخوف دائم من مجرد فكره التغير أو محاولات الإقناع بأي طريقة للعيش بخلاف طريقته حتي ولو تألم منها فتصبح حينئذ الحياه العادية البسيطة هي الغريبة والغير مريحه أو الصعبه والمملة بل واحياناً المخيفة حتي لو صادرت طريقته هذه علي عمره وأوقات كان من الممكن ان يستمتع وينتفع بها بل ويؤثر من خلالها علي من حوله فهو يفضلها وترضي شعوره بتأنيب الذات دائماً .إن هذا الإنسان قد يتحول من مرحلة السجين إلي مرحلة العبودية بذلك خاصة مع طول مدة إستسلامه وإنصياعه لأفكاره السوداويه، فيصبح سجنه لنفسه هو الأكثر راحه !!!…….. اعزائي بعد توضيح هذه النبذة المبسطة لهذا الأمر اود أن أوضح أن السجن فكرة او حزمه من الأفكار قد تسيطر عليك سلباً والغريب أنه بعد ان يحررك سجانك أو بعد ان تجد المخرج من أزماتك ويجزل عليك ربك العطاء قد تستكمل دور السجان وتمارس الظلم علي نفسك وتحتبس نفسك في افكارك فأرجوك امامك فرصة للنجاة إنتبه…..فقبل أن تبدأ افكارك السلبية او حتي الحزينة بإمتلاكك والسيطره علي سلوكياتك واحاسيسك تحرر منها جميعاً حتي لا تتحول من اسير إلي عبد و صاحب الشخصيات الإيجابيه من حولك تابعهم وتابع نشاطاتهم شاركهم افراحهم ونجاحاتهم ، تأمل في خلق الله فأنت مأمور بعبادة التأمل تجول وتفكر بخلق الله من حولك ومخلوقاته أقصد الأماكن الجميله والمشاهد التي تتجلي فيها عظمة وقوة الخالق عزوجل ، ففي كل تفصيلة ولو بسيطة بالكون ستجد الخالق عز وجل وسيكشف لك الحجاب عن بعض الأسرار بكونه فكلما تقربت إليه ذراعا تقرب إليك باعاً وإذا اتيته مسرعاً أتاك مهرولاً سبحانه الرفيق والحبيب مالك الملك اللطيف الخبير. عزيزى.. حب..ساعد ..سامح …تجاوز وترفع عن الصغائر ..حافظ ونمّي ثقتك بمن جاورك في احلك مواقفك واحلاها واثبت حبه لك وإخلاصه صدقني ستصبح هذا الإنسان بمعني الكلمة راضي بكل شيئ ،يري نعمة ربه ،هو دائما راضى تمام الرضي فلم يعد هناك شيئ يسعده السعاده الكامله فهو بالفعل يشعر بها بدون أسباب بشرية موضوعة ولم يعد هناك شيئ يحزنه الحزن الشديد فهو رااااضي دائماً متقبل ما يأمر به خالقه الرحيم دائما يقول( كله حلو كله خير كله فضل ونعمه كله رضا من رب العالمين كله نعمه من ربي العظيم ) ….تذكروا دائماً قد تكون الأفكار سجنك وسجّانك …وأخيراً وليس آخراً اقول قد تكون أعظم نجاحاتك وإنجازاتك علي شطك الآخر من شط خوفك والقناه بينهما هي تحدياتك وتجاربك وخبراتك المكتسبة التي تُكسبك الحنكة و مهارة العيش وإتخاذ القرارات وليس إخفاقك وليس فشلك كما تسميها أحياناً … عزيزى القارئ اود ان استعرض بعض الأقاويل المأثورة لبعض المشاهير نتيجه تجاربهم بالحياة وتحدياتهم وخبراتهم بعد إخفاقاتهم علّ ذلك يُكسبنا طاقة للتغيير او لتعديل المسار الفكري الخاطئ.(الشجاعة هي مقاومة الخوف والتحكم به وليست عدم الخوف) مارك توين
(القوة التي تضع حبة الرمان واحدة واحدة داخل قشرتها تعلم في أي قلب تضعك فلا تقلق.)جلال الدين الرومي
(قليل من الشجاعة يمكن أن تغير التاريخ) جاسوس روسي شهير
(الشجاعة ليست غياب البأس وإنما القدرة علي المضي قُدماً رغم اليأس.) رولو ماي
(ما اسهل ان تتحدث عن الشجاعة وأنت بعيد عن أرض المعركة..) نابليون بونابارت
وأخيراً اختتم مقالي بمقولة الماهتما غاندي (القوة لا تأتي من الأشياء التي تستطيع فعلها بل من الأشياء التي إعتقدت يوماً انك لن تستطيع ان تتغلب عليها …)