عادل صابر
عادل صابر

سبوح الشيخ برعي !! بقلم | عادل صابر

سبوح الشيخ برعي !! بقلم | عادل صابر
ومن الطرف التى لا أنساها ، حكاها لى الخال سيد ابو وجلة أطال الله فى عمره ، وهو أحد ظرفاء قريتنا الرائعين وكان فى شبابه يعمل مداحا للرسول صلى الله عليه وسلم ، يقيم حلقات الذكر أو الحضرة فى الليالى الخالية ، فى كل قرى ونجوع الصعيد ، هو والمرحوم جهلان ابو المجد ، والمرحوم عبد الغنى ابو نجيب ، فقال لى وهو يروى الطرفة بأسلوبه المبهج : رحنا فى يوم ياعادل ياوَدّ اختى ذكر فى بلد بعيدة ، وكنا ميتين من العطش من المشوار والحر الشديد ، وأول مادخلنا واستقبلونا الناس ، قلنا اسقونا الأول والنبى ..العطش هلكنا من المشوار ، فردوا علينا : استنوا شوية خدوا نفسكم الأول وبعدين نجبلكم المية ، انتو حظكم حلو ، هى اصله للموعودين ، والله انتو محظوظين حتشربوا ميه ماشربتوهاش قبل كدة ، استنوا بس خمس دقايق ، وقعدنا منتظرين ، ونفكروا ، ياترى مية من زمزم ، ولا حيبعتوا يشتروا مية معدنية ، وقعدنا منتظرين ، هنا تاجى المية ، مفيش، لغاية العطش ماقتلنا ، وفى الاخر جابولنا بستلة مية كد البرميل ، وجايبينها بزفة وفرحة شديدة ، وقالولنا المية وصلت.. المية وصلت ياجماعة اتفضلوا اشربوا ، بس اشربوا كتير على كد ما تقدروا ، عشان البركة تروى جسمكم كله ، وشربنا كلنا واحد ورا التانى ، شربنا لما بطننا بقللت من المية وطعمها الغربب !! وفى الاخر سألنا على سر المية ، فقالولنا بدهشة وفرحة ، دى مية سبوح الشيخ ، استنينا الشيخ برعى الولى الكبير لما يخلص سبوح وملينا ليكم اللى نقدروا عليه من مية سبوح الشيخ ، عشان تستباركوا ، مية بركة عما نستنوها كل سنة والله، انتو محظوظين والليلة حتكون مباركة ان شاء الله ببركة الشيخ الكبير ، شالله يااهل الله، نظرة يابرعى ، بس ياعادل ياود اختى ، واحنا سمعنا كدة واللى خدنا ماجابنا ، كل واحد بطنه طبقت فيه ، وماقادرينش نهرجوا ، ناس مايتفاهموش ، وقعدنا نستفرغوا ، ونقولوا اووووع الليل كله من مية سبوح الشيخ ، وفجأة دخل علينا الشيخ برعى فى الذكر وحضر الطبقة الأولانية ، اول مرة نشوفوه فى حياتنا ، شيخ طويل واسود زى مدخنة القطر ، وهام الشيخ فى الذكر وقعد يطفطف ويريِّم ، والسلابين نازله من خشمه ، وكل مانشوفوه نتفكّروا مية سبوحه اللى بققللنا منها نزعقوا من قحف راسنا ونقولوا اووووع ، لما جبنا اللى فى بطننا كله ، ويضحك الخال سيد ويقول : جهلان ده طبق فى بطنه وقال خد عندك ، وماقدرش يكمل الذكر وكانت حالته يجيرك ربنا ياوَد اختى ، وعمك عبدالغنى قعد على قرن بعيد ويزعق ويقول اووع كان حيفطس منينا ، وسبنا الذكيرة هايمة لوحديها من غير منشدين هههههههههههههههه وكانت ليلة مطيّنة مايعلم بيها غير ربنا !!