جابر الزهيري

الرؤيا والحلم: للكاتب/ حابر الزهيري

الرؤيا والحلم: نجد أن القرآن الكريم جاء بكل واحدة منهما لتعبر عن معنى معين، فاستخدام كلمة الرؤيا قد جاء في سياق معين، بحيث لا يمكن أن تحل محلها كلمة الأحلام، فقد تبين من السياق القرآني أن كلمة رؤيا ترتبط بالتصديق، وتتسم بالوضوح، مثلما جاء في قوله تعالى «إذ قال يوسف لأبيه يا أبتي إني رأيت أحد عشر كوكبا والشمس والقمر رأيتهم لي ساجدين. قال يا بني لا تقصص رؤياك على أخوتك فيكيدوا لك كيدا إن الشيطان للإنسان عدو مبين» يوسف: ٤-٥. وكذلك الأمر في رؤيا ملك مصر «وقال الملك إني أرى سبع بقرات سمان يأكلهن سبع عجاف وسبع سنبلات خضر وأخر يابسات يا أيها الملأ أفتوني في رؤياي إن كنتم للرؤيا تعبرون» يوسف: ٤٣. فهو على يقين أنها رؤيا وتحمل من صدق الرمز المؤدي للتفسير، لذلك قال رؤياي.
ونلاحظ أن الرؤيا إذا تكرر حدوثها يتحدث عنها الرائي بقوله إني أرى مثلما ورد في رؤيا الملك في سورة يوسف وفي رؤيا سيدنا إبراهيم عليه السلام (إنى أرى في المنام أني أذبحك)
وعند التحقق يجد الرد (قد صدقت الرؤيا بالحق) وفي حال ورودها مرة واحدة يأتي الحديث عنها بصيغة إني رأيت كما في رؤيا يوسف عليه السلام وحال التحقق يقول (هذا تأويل رؤياي من قبل قد جعلها ربي حقا)
وما يراه النائم من رؤى يأتي حاملا من صدق التحقق سواء كما رأي أو بالرمز كما جاء في رؤيا يوسف أو الملك أو أحد السجينين الذي رأي أنه يعصر خمرا، أما السجين الآخر ورد أنه كذب فيما قال لذلك جاء النهي عن الكذب في الرؤى.
أما كلمة الحلم فتأتي في صيغة الجمع وتدل على التداخل وعدم الوضوح، وتبين ذلك في رد الملأ على طلب ملك مصر بتفسير رؤياه: «قالوا أضغاث أحلام وما نحن بتأويل الأحلام بعالمين» يوسف: ٤٤.
والله أعلى وأعلم.