الابنودى وعبد القوى ومساجلات شعرية على صفحات الجمهورية عام 2001

الابنودى وعبد القوى ومساجلات شعرية على صفحات الجمهورية عام 2001 ، فى الزمان الجميل كان لكل شىء طعم اجمل وكان للشعر نكهته ، هكذا توض1ح الابيات القادمة ، مدى الجمال والعنفوان والمتعة .

كنا نسافر من الصعيد فى قطار الدرجة الثالثة وما ادراك ما قطار الدرجة الثالثة من ازدحام وخناقات وصراحات ونشل وبلطجة وقلة ادب ، لكننا كنا نتحمل كل شىء من اجل الشعر .

وكانت القاهرة بالنسبة لنا ، بمثابة مكة المكرمة فى الاحساس حيث كنا مبهورين بها وبنواديها وصالونتها وجمغياتها الادبيه وتجمعاتها وكان الشعر فى ابهى صورة ونشوته ، فماذا كنا نفعل ” ؟.

هل كنا نلقى اشعارنا امام الكبار .. مستحيل طبعا .. نحن فقط كنا نذهب لنستمع اليهم .. لنتعلم منهم .. وكنا اذا سلمنالا عليهم يبقى يوم عيد بالنسبة لنا مابالك اذا تحدثوا معنا.

وخصوصا حول قصيدة لنا كنا ارسلناها لهم عبر البريد العادى على مكاتبهم او على منازلهم او حتى مقر عملهم ، وكان رأيهم بالنسبة لنا فرحة كبيرة ، واذكر ان عبد الرحمن الابنودى عندما نشر قصيدة عمته يامنة .

وكان ذلك فى عام 2001 وكانت المرحومة والدتى ” ام احمد ” تعيش وكنت دائما احب اسمعها اشعار الابنودى ، فعندما سافرت من قريتى بنى عامر التابعة لمركز العدوة ” وطبعا مركز العدوة لايوجد به موزع للصحف .

لانه بعيد كل البعد عن خط السكة الحديد وصعب ان تاتيه الصحف ولكن كانت هناك اجتهادات من بائع متجول ياتى بالصحف ليطوف بها على المصالح الحكومية وعلى بعض الاعيان من الوجهاء .

” كنت باخدها من قصيره واسافر مخصوص علشان اشترى الجورنال ، بشتريه ليه ؟ وعشان ايه ، وطبعا مش بسافر كل يوم ” لا” هو يوم الخميس كان فيه صفحة ادبيه اسمها ” نادى ادباء الاقاليم “.

كان بيشرف عليها المرحوم ” محسن الخياط ” واللى مايعرفش محسن الخياط مايبقاش شاعر عامية ” لان محسن كان استاذنا بصراحة ، هو اللى كان بيعدل لنا قصائدنا ويوجههنا “.

ومش عاوز الناس تفهم الاستاذية بمعناها المعروف لان الشعر مش بيتعلم ، ولا بيدخلو مدارس علشان يصبحوا شعراء ” لا” ولكن الرجل كان بيوجهنا للصح وكان بيطالبنا بالتجويد وعدم المباشرة وعدم السطحية .

وكان بيطالبنا بتكثيف الصور واعادة النظر فى قصائدنا ” رحمة الله عليه ” وبعد ماتوفى محسن الخياط وكان يعمل معه فى الصفحة فى بداية حياته الصحفية اخى وصديقى الكاتب الكبير ” يسرى السيد” .

ويسرى السيد اكمل المسيرة بعد وفاة الخياط وراح يجوب المحافظات وكان صديقا لكل المبدعين وحاضرا فعالا لكل انشطتنا ومؤتمراتنا المختلفة .

احضرت الجريدة وجلست انا وامى نشرب الشاى وقلت لها ياامايه الابنودى ناشر قصيدة لعمته يامنه ” قالت سمعهالى ” بدات اقرا القصيدة لوالدتى رحمة الله عليها ، قالتلى قولها تانى يامحمد.

قولتهالها تانى وتالت وامى ردت على قالت لى ” رد عليه” شوف مدى ثقافة الام التى ساهمت فى تشكيل المشهد الشعرى لدى ولدها ” قلت لها حاضر ياامايه هارد عليه ” واخذت بعضى وطلعت لطابق ” بيتنا ابو الطوب اللبنى ” .

واغلقت المقعد على نفسى وقعدت اكتب للابنودى وكانما الابنودى امام عينى احاكيه وكانما عمته يامنة رحمهما اللة قاعدة تشكيلى وكانما اهل ابنود كلهم واقفين وبدات اكتب اكتب لحد ما انتهيت من قصيدتى.

ونزلت جرى على امى سمعتها الرد قالت لى ارسلها للجمهورية وبالفعل ارسلتها للجمهورية يوم السبت على عنوان دار التحرير ” وانتظرت الاسبوع بفارغ الصبر ورحت اشتريت العدد الاسبوعى.

والدة الشاعر محمد عبد القوى حسن
والدة الشاعر محمد عبد القوى حسن

لم تنشر القصيدة لكن كانوا ناشرين رد لخيرى شلبى على القصيدة ، رجعت زعلان ” قالت لى امى ماتزعلش نفسك ان شاء الله الاسبوع الجاى هاينشروها يامحمد” وفعلا الاسبوع اللى بعده اشتريت الجريدة.

ولقيت قصيدتى منشورة واشتريت اكثر من عدد ورجعت طاير من الفرحة وامى قالت لى قصيدتك احسن من قصيدة الابنودى ” قلت لها علشان انا ابنك ياامايا” رحم الله امى والابنودى ومحسن الخياط وخيرى شلبى وعمتنا يامنا واترككم مع القصيدة .

محمد عبد القوى حسن

 

 

ماكتبته الجمهورية عندما نشرت قصيدة الابنودى ” يامنة”

نجحت ( نجحت الجمهوريه الاسبوعى ) فى فك النحس الذى اصاب شاعرنا الكبير عبد الرحمن الابنودى منذ شهور طويله فى عدم كتابه قصائد عاميه جديده بعد ان انفردنا بنشر اخر قصائده ( الكلاب) ولاقت ردود افعال ابداعيه كثيره لم تحدث لقصيده منذ فتره طويله .

وقد كتب الابنودى هذه القصيده منذ ايام واهداها للجمهوريه الاسبوعى وهى انسانيه شعريه تفتح افاقا جديده فى سيرته الابداعيه ..

يـــــــــــامنـــــــــــــــه !!

شعر: عبد الرحمن الابنودى

الابنودى ووالدته
الابنودى ووالدته
عبد القوى بمعرض الكتاب
عبد القوى بمعرض الكتاب
 محسن الخياط
محسن الخياط
يسرى السيد
يسرى السيد
الابنودى وعبد القوى
الابنودى وعبد القوى

 

والله وشبت ياعبد الرحمن

عجزت ياواد ؟

مسرع ؟

ميتى وكيف ؟

عاد اللى يعجز

فى بلاده

غير اللى يعجز ضيف

هلكوك النسوان ؟

شفتك مره فى التلفزيون

ومره ورونى صورتك

فى الجورنان

قلت كبر عبد الرحمن !!

امال انا على كده مت

بقى لى ميت حول !!

والله خايفه ياولدى القعده تطول

مات الشيخ محمود

وماتت فاطنه اب قنديل

واتباع كرم اب غبان

وانا لسه حيه

وباين حاحيا كمان وكمان

عشت كتير

عشت لحد ماشفتك عجزت

ياعبد الرحمن

وقالولى قال خلفت

وانت عجوز خلفت ياخوى

وبنات ؟

امال كنت بتعمل ايه

طيلة العمر الفات ؟

دلوقت مافقت ؟

وجايبهم دلوك تعمل بيهم ايه ؟

على كل

اهى ريحه من ريحتك

ع الارض

يونسوا بعض

ماشى ياعبد الرحمن

اهو عشنا وطلنا منك

بصه وشمه

دلوك بس مافكرت فى يامنه

وقلت ياعمه

حبيبى انت ياعبد الرحمن

والله حبيبى وتتحب

على قد ماسارقاك الغربه

لكن ليك قلب

مش زى اولاد الكلب

اللى نسيونا زمان

حلوه مرتك وعيولاتك

والا شبهنا

سميتهم ايه

قالوا ايه ونور

ماعارفش تجبلك حتة واد

والا اقولك

يعنى اللى جبناهم

نفعونا فى الدنيا بايه

غيرشى الانسان مغرور

ولسه يامنه

حاتعيش وحاتلبس

لما جايبلى قطيفه وكستور

كنت اديتهمنى فلوس

اشترى للركبه دهان

ابا…ى

يامجلع قوى ياعبد الرحمن

طب دانا ليا ست سنين

مزروعه فى ضهر الباب

لم طلوا عليا احبا

ولا الاغراب

خليهم ينفعوا

اعملهم اكفان !!

كرمش وشى

فاكر يامنه

وفاكر الوش

اوعه تصدقها الدنيا

غش فى غش

اذا جاك الموت ياوليدى

موت على طول

اللى اتخطفوا

فضلوا احباب

صاحيين فى القلب

كان ماحدش غاب

واللى ماتوا

حته حته

ونشفوا حيين

حتى سلامو عليكو

مش بتعدى

من بره الاعتاب

اول مايجيك الموت

افتح

اول ماينادى عليك اجلح

انت الكسبان

اوعى تحسبه حساب

ولا واد ولا بت

ده زمن يوم مايصدق

كداب

سيبهاله بالحال والمال

وانفد

اوعى تبص وراك

الورث تراب

وحيطان الايام طين

وعيالك بيك

مش بيك عايشين

يوه …. يارمان

مشوار طولان

واللى يطوله عن يومه

ياحبيبى حمار

الدوا عاوزاه

لوجيعة الركبه

مش لطوالة العمر

اوعه تصدق الوانه

صفر وحمر

مش كنت جميله ياواد

مش كنت وكنت

وجدعه تخاف منى الرجال

لكن فين شفتونى

كنتوا عيال

بناتى ( رضيه ) “ونجيه ”

وماتوا وراحوا

وانا اللى قعدت

طيب يازمان

اوعه تعيش يوم واحد

بعد عيالك

اوعى ياعبد الرحمن

فى الدنيا

وجع وهموم

اشكال والوان

الناس مابتعرفهاش

اوعرهم

لو حاتعيش بعد عيالك

ماتموت

ساعتها بس

حاتعرف

ايه هوه الموت

اول مايجيلك نط

لسة بتحكيلهم بحرى

حكاية فاطنه

وحراجى القط

اباى ماكنت شقى وعفريت

من دون

كل الولدات

كنت مخاوى براوى

وكنت مخبى فى عنيك السحراوى

تملى حاجات

زى الحدايه

تخوى ع الحاجه وتطير

من صغرك

بضوافرواعره

ومناقير

بس ماكنتش كداب

وادينى استنيت فى الدنيا

لما شعرك شاب

قدم البيت

اتهدت قبله بيوت

واصيل هوه

مستنينى لما انوت

حتيجى العيد الجاى

وحتشرب

مع يامنه الشاى

***

حاجىياعمه وجيت

لالقيت يامنه

ولا البيت

***

رد عبد القوى على الابنودى فى نفس الجريدة ” جريدة الجمهورية ” وكتب ” يسرى السيد” المشرف على الصفحة ” صفحة نادى ادباء الاقاليم ” يقول

 

الجمهوريه الاسبوعى

كالعاده اثارت قصيدة عبد الرحمن الابنودى ( يامنه ) التى اهداها للعدد الاسبوعى الخميس قبل الماضى ردود افعال ابداعيه ونقديه .. وقد نشرنا الخميس الماضى تعليقين للكاتبين بهاء طاهر وخيرى شلبى .. اما اليوم فننشر قصيده كتبها واحد من شعراء الصعيد هو محمد عبد القوى حسن من المنيا تجاوبا مع قصيدة الابنودى .

خدتك ليه الايــــــــــــــام !!

شعر: محمد عبد القوى حسن

مهداه الى الشاعر الكبير

عبد الرحمن الابنودى ردا على رائعته الحزينه ( يامنه) !!

 

 

 

خدتك ليه الايام يابو ايه

وسبت الاهل ايتام

ويجيلك قلب ازاى تستنى

لحد ماترحل يامنه

مع البيت

امال كيف ياصعيدى بتكتبهم

رغم انى انا عارفك جد حاسبهم

وحاسسهم فى اشعارك

وملحنهم فى اوتارك

لكن الغربه دارك

لابتعرف ليلك ونهارك

مشغول على طول

يابو آ يه ونور

***

لكن لمؤاخذه فى دى القوله

كنك عن اهلك مسحور

عمال فى الغربه تدور وتدور

بس ان جيت تلاقيهم

حاتلاقى الدار والبيت

وتلاقى كمات ميت يامنه بتستناك

من عقب الباب ببخور

***

يووووووه

كيف واحد زى بيعتب

والشاعر منا

عن وقته ودمه

خاله وعمه

سته وامه

وكمان ولده ومرته دايما دايما مسروق

تقدر مره تفكلى الطوق

***

او كيف الواحد منا فى مره يدوق

ويعيش المكتوب

امال ازاى موهوب

يمكن للاوجاع

والعمر الخداع

وعموما .. انا شايفك مدبوح

والجرح معول خالص

واهو منك بيفوح

بس ياخويا كفايا عليهم

سكنة لشعار

بتغيب عنهم مشوار للدار

لكن ساكنينك

فى رحالك والغربه

وحنينك للتربه

سنينك

هما الشادينك

قدام الخلق وصالبينك

بارزينك

دينك

وعشان ذلك دايما وابدا

ماتميل للتلوين

ولا مره بتلوى لسانك

وتخلى الجيم ( كيم )

ولا حتى القاف لام

ولا تدمن تسكين

وعشان ذلك برضك

داخلاك الملايين

راسماك الميادين

وانت كل ماتتقدم خطوه

بتتشعب فى الطين

***

شايفك دلوقتى وقاعد

ساند راسك

على كتف الكرسى

وفكرك كالعاده بيشرد منك

فى القطارات ام فلنكات

بتفكر فى الشايلين القضبان

راصينها

ورابطين المسامير

من مصر لحد اسوان

على قلب المكتب

متكومه جسمان

للقط وفاطنه

ونبويه

السد العالى

وعبد العال

وبتتعجب جدا

على رسيم الجورنال

اللى قدر يبرز

تجاعيد عمتى يامنه

بصدق واخلاص

وكمان مبسوط منى

اللى دخلتك

من ضرى شيلتك

تقلت عليك لحمال

لكن انت اللى بتعصرنا

وتملى تمررنا

وكمان بتصغرنا

وتشيلنا بكلتنا

بمحاسيبنا ومكاتيبنا

وتجريبنا وتهريجنا

وم الدور التلاتين

الخمسين الستين

السبعين

ع الاسفلت وترقعنا

لكن لما نفوق م الدهشه

ونرجع لحظه بلحظه

ونوعى لكدب الايام

ونلاقى عشوشنا بتتسرسب

والريح فى حيطانا تخرب

تضرب تندب

من اول خضه نسلم

نرجع يتما

فى صدغ وعقب الباب

اغراب

ونقولك

خدتك ليه الايام

ياابو ايه

عنا

وعن عمتى يامنه

وع البيت

محمد عبد القوى حسن

رئيس نادى الادب بالعدوة

الابنودى وعبد القوى ومساجلات شعرية

قد يهمك أيضا

ايامنا الصعبه / الحلقة الثانية من السيرة الذاتية للشاعر محمد عبد القوى حسن

اسماء شعراء العاميه الموجودين بالموسوعه لحد الان وننتظر اعمال من لم ينشروا بالموسوعه