مبدعو مصر
احمد الشافعي يكتب : إحسان عبد القدوس في ضيافة نادى أدب أسيوط الجديدة
رغم أننى ما زلت أعانى من آثار حادثة موتوسيكل الوادى الجديد ؛ فإننى لم أستطع الإبتعاد عن بيتى بنادى أدب أسيوط الجديدة أكثر من ذلك و شجعنى على ذلك أيضا العرض الكريم من الصديق المبدع الكبير مصطفى البلكى الذى اصطحبنى بسيارته ذهابا و عودة .
حيث شهدت مكتبة الطفل والشباب بأسيوط الجديدة برئاسة الأستاذة شيماء عبد العال Shimaa Abd Elal التابعة لفرع ثقافة اسيوط و إقليم وسط الصعيد الثقافى برئاسة الأستاذ ضياء مكاوى أمسية أدبية استثنائية لنادى أدب أسيوط الجديدة بإشراف الفنان محمد عبد المجيد ميسرة أول أمس الاثنين ١٦ يناير ٢٠٢٣ احتفاء بالذكرى الثالثة و الثلاثين لوفاة الأديب الكبير إحسان عبد القدوس.
تحدث فيها الأديب مصطفى البلكي عضو اتحاد كتاب مصر عن إحسان عبد القدوس الإنسان و المبدع و الصحفى و المناضل و الروائى الذى تحولت معظم أعماله لأعمال درامية و أجاب عن سؤال مهم هل أنصفت الدراما أعمال عبد القدوس أو ظلمتها .
و ألقى الضوء فى البداية على نشأة إحسان عبد القدوس الذى ولد في 1 يناير عام 1919 في قرية الصالحية التابعة لمحافظة الشرقية، و والدة إحسان هي السيدة “روز اليوسف” واسمها الحقيقي “فاطمة اليوسف” وهي لبنانية الأصل، نشأت يتيمة إذ فقدت والديها منذ بداية حياتها. بدأت حياتها الفنية مع إسكندر فرح صاحب فرقة مسرحية.
وتعرفت فاطمة اليوسف على المهندس محمد عبد القدوس، المهندس بالطرق والكباري، وكان عبد القدوس من هواة الفن، فأعجبت به فاطمة وتزوجته، فثار والده وتبرأ منه وطرده من بيته لزواجه من ممثلة، فترك الابن وظيفته الحكومية وتفرغ للفن ممثلًا ومؤلفًا مسرحيًا.نشأ إحسان عبد القدوس في بيت جده لوالده الشيخ رضوان،.
وكان متدينًا ومحافظًا، يفرض على جميع أفراد عائلته الالتزام والتقيد بأوامر الدين وأداء الفروض وصون تقاليده، فكان محظورًا على جميع النساء في عائلته الخروج بدون حجاب. و ارتبط عبد القدوس وقتها بعمته السيدة نعمات وفي الآن ذاته، كانت والدته روز اليوسف سيدةً متحررة، لها صالونها الأدبي الذي تعقد فيه ندواتٍ حواريةٍ ثقافية وسياسية، يتواجد فيها كبار الشعراء والأدباء والسياسيين ورجال الفن.
درس إحسان في مدرسة خليل آغا بالقاهرة 1927-1931، ثم في مدرسة فؤاد الأول بالقاهرة 1932-1937، ثم التحق بكلية الحقوق بجامعة القاهرة، وتخرج من كلية الحقوق عام 1942.
أثناء طفولته، كان يتنقل بين منزل جده في الصالحية، حيث يلتقي بزملائه من علماء الأزهر، ويتلقى الدروس الدينية، وبين ندوةٍ أخرى على النقيض تمامًا يصحب فيها والدته ومجموعة من المثقفين والسياسيين . أثر هذا التناقض في كتابات إحسان، وأنتج روايات تخطت الحدود المحلية وتُرجمت إلى عدة لغاتٍ أجنبية.و أكد البلكى على غزارة إنتاج إحسان عبد القدوس موضحا انه كتب أكثر من ستمائة رواية وقصة، قدمت السينما المصرية عدداً كبيراً منها حيث تحولت 49 رواية إلى أفلام، و5 روايات إلى نصوص مسرحية، و9 روايات أصبحت مسلسلات إذاعية، و10 روايات أخرى تحولت إلى مسلسلات تليفزيونية، إضافة إلى أن 65 من رواياته ترجمت إلى الإنجليزية والفرنسية والألمانية والأوكرانية والصينية.
ومن رواياته: لن أعيش في جلباب أبي- يا عزيزي كلنا لصوص- وغابت الشمس ولم يظهر القمر- الحياة فوق الضباب- في بيتنا رجل.
و حصل على الكثير من التكريمات والجوائز من أهمها :
• منحه الرئيس جمال عبد الناصروسام الاستحقاق من الدرجة الأولى.
• وسام الجمهورية في عهد الرئيس حسني مبارك.
• جائزة الدولة التقديرية في الآداب.
و توفى فى ١٢ يناير عام ١٩٩٠
و قال البلكى إن الدراما أنصفت أعمال عبد القدوس لانها كانت تنقل أعماله تقريبا كما كتبها و قد كان عبد القدوس حريصا على ذلك و لهذا فقد كان يكتب الكثير من سيناريوهات الأفلام الماخوذة عن أعماله و لا يتعاون إلا مع مخرجين يثق فى توافق رؤيته معهم مثل صلاح أبو سيف و حسين كمال .
شهدت الأمسية مداخلات ثرية من الحضور الدكتور جابر عبد الغفار Gaber Abdel Ghaffar أستاذ الأدب الإنجليزى بجامعة أسيوط و الشاعرات حفيظة العطيفى كوين الرحمة و سناء عبد الوهاب Sanaa Abd Elwahab و هند محسن و إيمان عيسى Eman Essa و القاصة سارة الليثي و الموهبة الواعدة جنى الكاشف.
قد يهمك أيضا
صدر عن دار ميتابوك للنشر ديوان ” آثار الغواية” للشاعر محمد فتحي ذكي
احمد رجب دكتور عظيم | قصيدة للشاعر محمد عبد القوي حسن