ابو عبد الرحمن العمراني يكتب : بدء بث التلفزيون السعودي

قال الله تعالى *{وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَامًا}* *﴿وَإِذَا سَمِعُوا اللَّغْوَ أَعْرَضُوا عَنْهُ}*. قال رسول الله ﷺ *(ليسَ الصيامُ منَ الأكْلِ والشرْبِ ، إِنَّما الصيامُ منَ اللغوِ والرفَثِ ، فإِنَّ سابَّكَ أحدٌ ، أوْ جَهِلَ عليْكَ ، فقلْ إِنَّي صائِمٌ إِنَّي صائِمٌ.)*
● بدء بث التلفزيون السعودي. في عام 1385هـ من محطتي الرياض وجدّة بالأبيض والأسود، وكان الإرسال على قناة واحدة.
ارجع زمان الأمس من صفحاتي
ما أجمل الأيام بعد فوات.
زمن تولى من ربيع حياتنا
في ظله ما أجمل الأوقات.
■ قبل ثلاثين عاما كنا نتحلق حول التلفزيون لمشاهدة الحلقة اليوميه من البرنامج التلفزيوني السنوي الشهير *على مائدة الإفطار* الذي يبث بعد الافطار وصلاة المغرب في شهر رمضان لمقدمه الشيخ علي الطنطاوي رحمه الله والذي أستمر بثه لأكثر من 25 عاما. حيث أطلقت أولى حلقاته عام 1386هـ وحتى العام 1412هـ. وقد استمر هذا البرنامج بثراء وتنوع طيلة هذه السنوات مقدماً روح الإسلام الحقيقية بعمقها ووعيها وتسامحها بما يبثه الشيخ الطنطاوي من أفكار إنسانية سابقة لعصره. عقدان ونصف العقد مرت على هذا البرنامج بديكور واحد وسلة خضار على طاولة الطنطاوي، ليسكن البرنامج في وجدان المشاهدين بعفويته وبساطته الآسرة التي لا تخلو من عمق وثراء فكري، أصبح البرنامج بفضله جزءاً أساسياً من المائدة الرمضانية التي لا تكتمل إلا بوجوده. وعندما غاب البرنامج، ورحل الطنطاوي إلى رب العالمين، افتقد مشاهدي التلفزيون السعودي نكهة رمضانية مميزة لا يمكن تعويضها.
● الشيخ الطنطاوي من أقدم المذيعين العرب. واسع الثقافة، خفيف الظل، جميل الطلة، حسن الصوت، مرتب الهندام، حلو الكلام. والشيخ اسمه مركب «محمد علي» مصطفى الطنطاوي ومعروف بـ «علي الطنطاوي» من اسرة علم فوالده وجده من العلماء وكذلك خاله محب الدين الخطيب. والشيخ الطنطاوي، فقيه وأديب ومعلم وقاضٍ ، يُعد من كبار أعلام الدعوة الإسلامية والأدب العربي في القرن العشرين. ترك تراثا جما من المطبوعات والتسجيلات. حصل على جائزة الملك فيصل العالمية عام 1990م لخدمة الإسلام. عاش في مكه المكرمة بجوار الحرم 35 عام .وتوفي الشيخ الطنطاوي عام 1420هـ، ودُفن في مكةالمكرمة.
▪︎رحم الله شيخنا الجليل علي الطنطاوي، وأجزل له المثوبة عما قدّمه لأمته من عطاء، علماً وعملاً..
_تقبل الله طاعتكم وغفر لنا ولكم._
*وصّل الله وسَلّمْ عَلۓِ نَبِيْنَا مُحَمدﷺ*.