مبدعو مصر
د. ابراهيم عطية يكتب : سماسرة الأدب
بدا الواقع محزنا ، وذاعت الصراعات بين الأدباء والأدعياء ، مما جعلني أشعر بغصة في حلقي من هذا المناخ الزائف ، وبدت الصورة معتمة فمن يُكْتَبْ له يعتلي في بجاحة منصة الشعر ،ويقف متعاليًا فوق الرقاب ويقول : أنا الشاعر ولا أحد غيري ،بل ربما يأخذ فرصة تتحق له ولا تتحقق لغيره من الشعراء والأدباء الحقيقيين الذين يؤثرون علي أنفسهم السلامة والابتعاد عن الصرعات الزائفة ، التي لا يكون من ورائها سوي الندامة ، وبينما أنا غارقٌ في تلك الهموم جاءني أحد الشعراء وباغتني بسؤاله :
هل هناك سماسرة للأدب يا أستاذ ؟!
تعجبت من سؤاله ، ولا أعرف لماذا تذكرت قصة يوسف إدريس (العتب علي النظر ) ، وانتابتني حالة من الحزن والأسي مصحوبة بابتسامة ساخرة وقلت :
ربما ، ما هو في كل مجال سماسرة ، في ظل طغيان المادة علي كل شئ
وتذكرت مأساة أحد الشعراء الحقيقيين الذين يعانون من ظروفهم المادية الصعبة مما اضطره إلي الكتابة للغير مقابل مبالغ زهيدة لا تُسمن ولا تُغني من جوع ، يسد بها احتياجات يومه ، وبادرني بسؤال آخر :
هو اللي بيشاركوا في المهرجانات والاحتفاليات خارج مصر علي أي أساس ومين بيرشحهم ؟! خاصة ما يتم من فعاليات ثقافية في دولة الأمارات
قلت : أكيد المؤسسات الثقافية المسئولة عن ذلك
قال :وإذا كانت هذه المؤسسات لاتعرف شيئا عن هذه الترشيحات ، وسألت فيها جميعها فأكدوا أن المسؤل عن ذلك هو أحد السماسرة من صغار الشعراء ، لا نعرف كيف توفرت له الفرصة عن طريق تواصله مع جهة ما ويقوم بترشيح الشعراء بعد الاتفاق معهم على سمسرة في الخفاء مقابل ترشيحهم وتمثيلهم في هذه المهرجانات وخذ علي ذلك الكثير والكثير من أمثال ذلك أما عن النساء فحدث ولا حرج ، يكتب لهم ،ووصل بهم التبجح بانشاء صالونات ثقافية خاصة بهم يشارك فيها من ليس لهم علاقة بالإبداع والكتابة..
انتابتني حالة من الحزن زادت من أوجاعي وقلت : عليه العوض لقد كانت فعلا نبوءة وواقعًا مريرًا من واقعنا المخزي بعد ما أصابه من خزي نظرت إليه وقلت :العتب علي النظر يا صديقي لقد أصاب واقعنا الأدبي البلاء والابتلاء وانتشر السماسرة وعليه العوض ومنه العوض …!!
المصدر: صفحة الكاتب ابراهيم عطية _ الفيس بوك
قد يهمك أيضا