نبش القبور تعدي على حد من حدود الله !!


قضية انسانية من الدرجة الأولى ،والحكم فى مثل هذه الأمور الحساسة ،لا يأخذ عن جهل ،بل يحتاج إلى اثباتات ودلائل تبنى عن علم ومعرفة جيدة تمس الحقيقة ،والواقع المحيط بنا ،وأن تكون واضحة وصريحة ،وتحمل اسمى معانى الانسانية والشفافية للرأي العام ،وأن تكون رادعة لكل من تسول له نفسه ارتكاب مثل هذا الفعل المشين فى حق الانسانية الغير أدمي
يقول الحق سبحانه :-
“والله انبتكم من الأرض نباتا ثم يعيدكم فيها ويخرجكم إخراجا”
أن النشئة الأولى في الخلق هي الأرض ،فكل البشرية خرجت من رحم الأرض
فعند موت الإنسان يرجع مرة أخرى إلى رحم الأرض
أي نوع هذا من الإنسانية يقبل خروج شيء من رحم شيء
يقول الحق سبحانه وتعالى فى سورة المائدة :-
“واتل عليهم نبأ ابني آدم بالحق إذ قربا قربانا فتقبل من أحدهما ولم يتقبل من الآخر قال لأقتلنك قال إنما يتقبل الله من المتقين ، لئن بسطت إلي يدك لتقتلني ما أنا بباسط يدي إليك لأقتلك إني أخاف الله رب العالمين ،إني أريد أن تبوء بإثمي وإثمك فتكون من أصحاب النار وذلك جزاء الظالمين ،فطوعت له نفسه قتل أخيه فقتله فأصبح من الخاسرين ،فبعث الله غرابا يبحث في الأرض ليريه كيف يواري سوأة أخيه قال يا ويلتى أعجزت أن أكون مثل هذا الغراب فأواري سوأة أخي فأصبح من النادمين”
هذه الآية الواضحة والصريحة ،التي لا تحتاج إلى تفسير،
بل تحتاج إلى فهم وتدبر مراد الله تعالى فيها
هذه الواقعة التى ذكرت فى كتاب الله الكريم عن أبناء سيدنا أدم عليه السلام،عندما اختلفا الأثنين مع بعضهم وقام أحدهم بقتل الأخر،ولم يعلم كيف يتصرف في جثةاخاه،
فأرسل الله غرابا يبحت فى الأرض ،لكي يعلمه ويريه كيفية الدفن،
ومن هنا كان أول ما تعلمناه نحن أبناء البشر أكرام الموتى عن طريقة الدفن،هذا هو تكريم الله للإنسان،الذي اعطاه رونقة من بداية خلقه
كيف يعقل أن نتهاون مع هؤلاء بني البشر الذين يبحثون الأرض وينبشون القبور ؟!!
يقول الحق سبحانه في سورة العاديات :-
“أفلا يعلم إذا بعثر ما في القبور”
فإن هؤلاء الذين يقومون بهتك حرمة الأموات
هم يقومون بالتعدي على فعل الله ،وحق من حقوق الله عز وجل
فما بالك بهؤلاء الذين ماتت ضمائرهم ،وباعوا الانسانية،
مقابل حفنة من المال العفن ،من نبش قبور الأموات أو إلقاء الجماجم والعظام على الطريق، بغرض ربح غير شرعي ،عن طريق بيع المقابر لبعض الأفراد،
أو سرقة الجثمان وبيعه لأحد الأطباء ،أو أحد تجار المخدرات !!
اخاطب فيكم :-
ما تبقى لديكم من الفطرة السليمة الانسانية،اخاطب فيكم النخوة والشهامة التى تربينا عليها، أن تكفوا عن مثل هذه الأفعال الدنيئة التى تمس كرامة بلدنا أم الكنانة التى حفظها الله بحفظه وأمنها بإمنه،
وأتوجه بالاغاثة إلى علماء المسلمين وخرجي الجامعات الأزهرية الذي لم نرى منهم إلا قليل القليل من العلم الذي يتوافق مع واقعنا ،
بأن تخرجوا الى بني البشر وأن تعلموهم بما حلله الله لنا وحرمه علينا ،
وأتقدم الى كل راعي ومسئول عن رعيته
إلى كل أب وأم وأخ وأخت الى كل أصحاب الكراسي القائمين على شئون البلاد والعباد
إلى كل انسان حريص على خدمة الإنسانية بشكل عام
اوجه لكم نداء دون تلميح أو تجريح إلى أحد من بني البشر عاقل أو غافل عن الحقيقة
اعلموا أن الله عز وجل كرمك وأنعم عليك بنعمة البصيرة والتمييز بين الطيب والخبيث
يقول الحق سبحانه :-
“وتحسبونه هينآ وهو عند الله عظيم”
أن هذا الفعل الخبيث العفن نبش قبور الموتى
تبراءت منه جميع الأديان السماوية
لانه تعدي على فعل يخضع لأمر الله عز وجل
فلا تعددوا على حدود الله وفعل اختص الله به ذاته الإلهية
وكما قال الحق سبحانه وتعالى:-
“ياأيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية فادخلي فى عبادي وادخلي جنتي”
أن الله عز وجل كرم النفس بالرجوع إلى الله وجعل الجثمان أمانة فى رحم الأرض
فكيف تسول لك نفسك أنت بني البشر أن تتعدى على أمانات الله عز وجل فى الأرض
أليس هذا تعدي على حد من حدود الله
فلا تستهينوا بهذا الجثمان
أن فرعون عندما أيقن الموت وأمن بالذي آمنت به بني إسرائيل وشهد انه من المسلمين
فكانت مكافئته من الله عز وجل ليس مال أو ثروة ما
كافئه بالجثمان ونزل قوله تعالى :-
“وجاوزنا ببني أسرائيل البحر فأتبعهم فرعون وجنوده بغيا وعدوا حتى اذا أدركه الغرق قال أمنت أنه لا إله الا الذي آمنت به بنو إسرائيل وأنا من المسلمين الان وقد عصيت قبل وكنت من المفسدين فاليوم ننجيك ببدنك لتكون لمن خلفك ايه وإن كثيرا من الناس عن اياتنا لغافلون ”
ونحن إلى ألان نحافظ على جثمان فرعون الذي كفر بالله والذي قال من قبل أنا ربكم الأعلى
ولا نستطيع أن نحافظ على جثامين أهالينا الذين أمنوا واسلموا وجهم لله أي عدل هذا
فنحن الان أمام ضمير غائب ، وجريمة بشعة ،تستنكره الفطرة السليمة وتأباه النفس السوية
اذن أين العقاب ؟؟

بقلم
قطب صلاح رمضان الشريف

اترك تعليقاً