موسوعة كتاب القصه بمصر / الكاتب : محمد عجم

  المؤلف فى سطور  
1- كاتب صحفى أعماله نشرت بالجرائد المحلية والعربية
2- عمل مستشارا إعلاميا لأحد أبناء مستشارى الشيخ زايد لشؤن القبائل .
3- عمل بحريدة البلاغ الدولية ديسك مركزى من عام 89 حتى عام 92 عندما كان يرأس تحريرها ومجلس إدارتها الكاتب الصحفى عبد المجيد الشوادفى مساعد رئيس تحرير الأهرام.
4- سافر إلى الخليج ونشرت أعماله بالجرائد الخليجية من عام 93 حتى عام 98 .
5- عمل بجريدة الخليج والإتحاد بالإمارات بالخليج ونشرت أعماله بالكثير من الصحف هناك.
6- عمل محررا ثم مديرا للإنتاج بمؤسسة الشرق الأوسط للإنتاج الفنى والإعلان ” بالعين ” بالخليج .

7- المنسق العام والإعلامى لاتحاد كتاب مصر بالشرقية ومدن القناة وسيناء .

8- عضوا عاملا بالنقابة العامة للصحافة والإعلام – اللجنة النقابية المهنية بالجيزة .
9- عضو نادى أدب الزقازيق بقصر الثقافة بالشرقية .
10- عضو بالنقابة المهنية للصحافة والإعلام بالشرقية .
11- عضو بالمجلس المصرى لشعر العامية الذى يرأسه المبدع محمد عبد القوى حسن مقرر شعبة العامية باتحاد كتاب مصر.
12- عضو بمجلة مبدعو مصر
13- عمل مديرا للتحرير بمجلة بانوراما النجوم .
14- المستشار الإعلامى لرابطة عزف الأقلام العربية وجمعية صالون الأدباء العرب .

الإصدارات :-
1- ديوان أنشودة القلب فى مقتبل حياته الصحفيه ” .
2- كتاب حوار البلابل .
3- أميرة بلا فارس .
4- تحت الطبع هى مواجهة مع الضمير .

    من كتاب أميرة بلا فارس
أميرة بلا فارس      
كانت تظُن أنها ستكون أسعد أميرة ، بعد أن تقدم إليها ذاك الشاب الممتاز من أكبر مدن إقليم الشرقية ، أيقنت أنه سيكون فارسها الأول والأخير الذى يُريحها من عناء وزحام القاهرة الشديد ، وأنها ستأتى إليها زيارات قصيرة فقط للإستمتاع بنيلها الساحر والأماكن التى نشأت وترعرعت بها ، أيقنت بأنها ستكون أميرة بموطنها الجديد بالفعل ليكون لها نصيب كبير من الإسم الذى تحمله ، يعنى باختصار شديد أنها باتت على يقين تام بأنها ستكون إسم على مسمى كما يقولون
أنا أيضا كنت أظن بل كنت على يقين تام بأن أميرة إبنة القاهرة هى أسعد زوجة بالشرقية ، إلى أن فوجئت بمقابلتى لها منذ أيام قليلة بالقاهرة مع طفلها الصغير ، قالت بأنها تركت منزل الزوجية بمدينة الزقازيق بالشرقية وعادت إلى بيت أبيها بالقاهرة ، أميرتنا الجميلة فى ربيعها الخامس والعشرين ، تعرفت عليها عندما كنت طالبا بالجامعة ، كانت طالبة معنا بالجامعة ، وكونى من إحدى مدن محافظة الشرقية بهرنى جمالها ، كانت ذكية ، أنيقة ، تسبقها رائحة عطرها الذى نشمه من بعيد ليعلن عن قدومها ، فنعرف أن أميرة قادمة ، باعدت بيننا دروب الحياة لسفرى إلى الخليج بعد أن تزوجت أميرة بالزقازيق بشهور قليلة ، إلى أن التقيت بها فى الربيع الماضى بأحد الأماكن مع طفلها الذى لم يتعلم الكلام بعد .
فى البداية لم أعرفها ، فلم يكن بها مايشبه أميرتنا الجامعية التى أعرفها سوى عينيها الداكنتين اللون البنى المائل إلى العسلىّ .
سلمت علىّ أميرة قائلة هل تذكرنى ؟
تذكرتها على الفور ، قالت لى إن الكثيرين يمرون بها فى الأسواق فلا يتعرفون عليها ، مثلما حدث معى تماما ، كونها بدأت مرحلة جديدة فى وجودها ، لا لم تتغير أميرة ، لكن فقط مظهرها هو الذىتغير وانقلب رأسا على عقب ، لقد تخلت عن فساتينها الأنيقة ، عن شرائط شعرها الحريرية ، عن الأصباغ الكثيفة التى كانت تًزين وجهها الجميل ، تخلت أيضا قبل كل ذلك عن عطرها الفواح الذى كان يسبقها إلى أى مكان معلناً عن قدومها .
إنها اليوم سيدة هادئة المظهر ، لاتلفت الإنتباه إليها ، تمسك بيد طفلها شأنها شأن كثيرات من السيدات أوبمعنى أدق وأرقى شأنها شأن كثيرات من الأمهات الحنونات فى هذا العالم ، لكن بريق السعادة كان لايزال يُطل من عينيها الداكنتين .
فقد عرفت منها أنها تزوجت شابا ممتازا من مدينتنا بالشرقية ، لم أعرفه ، وأنجبت منه هذا الطفل الذى هو قًرة عينها .
تذكرت أنى التقيت بالفعل بها وهى مع زوجها ذات مرة عندما انتسبا إلى النادى الكبير بمدينتنا “نادى الشرقية الرياضى” التى غالبا ماأقضى أوقات فراغى وأجازاتى به ، وكنت أتردد عليه كثيرا ، فازدادت قناعتى بأن أميرة زوجة سعيدة ولاينقصها شيىء ، وأنها متعلقة بزوجها تعلقا شديدا وهو يبادلها حبّ بحبّ .
سمعت خبر الإنفصال ، لم أصدق فى البداية وقلت أن الأمر لايعدو أن يكون خلافا بسيطا بين زوجين شابين عنيدين ، وأن أهل الخير سيتدخلون لإعادة المياه إلى مجاريها .
لكنى هذه المرة شاهدت زوج أميرة وهو بصحبة أحد المحامين لإنهاء إجراءات الطلاق ، عرفت السر بعد ذلك من أميرة .
قالت : اشترط علىّ زوجى أن ألبس وأتزين على ذوقه ، أىّ أنها تتخلص عن أسلوبها السابق كله ، وأن تتحول إلى سيدة تتزيا بالزىّ الشرعىّ وغطاء الرأس ، وأن لاتلون وجهها الجميل الطبيعىّ الذى خلقها الله عليه فى أحسن صورة .
لم توافق أميرة على شروط زوجها إرضاء له فحسب ، بل باتت على قناعة تامة بوجهة النظر هذه ، ووجدت فى زيها الجديد شخصية جديدة عامرة بالثقة والإيمان .
سارت الأمور طبيعية وعلى مايُرام إلى أن بدأت أميرة تلاحظ عند خروجها مع زوجها إلى النادى والرحلات أن عينىّ الزوج لاتتوقف عن ملاحقة النساء الأنيقات والمتبرجات وذوات العطر الفواح والألوان الأنيقة .
صارحت أميرة زوجها أنها تتضايق من نظراته للأخريات ، بل تجد نفسها فى مواقف محرجة أو حرجة وهى بصحبة زوج يأكل النساء بعينيه ، لكنه اعتبر كلامها نوع من الغيرة وتجريحا له.
صار يتعمد المغالاة فى نظراته السافرة نكاية بزوجته ، أنذرته أميرة بأنها لن تخرج معه مرة أخرى إلى الأماكن العامة إن استمر على أسلوبه هذا ، أما هو فقد اعتبر تصرفها هذا غيرة من النساء الجميلات وحسدا على أناقتهن وذوقهن الرفيع كان هذا الرأى هو القطرة الأخيرة التى طفحت بها الكأس أو القشة التى قصمت ظهر البعير ، فقد ارتضت أميرة الأميرة بجمالها وأناقتها وذوقها الرفيع الحشمة لنفسها عن قناعة تامة وطيب خاطر ، كانت على قناعة بل إيمان تام بأن الحشمة مطلوبة للرجل أيضا ، فى تصرفه وفى كلامه وحتى فى نظراته ، لكن زوجها لايغض الطرف ولا ينتهى عن تصويب نظراته للنساء واعتبرها بل ووصفها بالمرأة الغيوره .
حينها أيقنت أميرة بأن الرجال مواقف ، والرجل مهما كان ثريا صاحب ثروة كبيرة وشابا ومركزا مرموقا ، وتضاءل فى مةقف ما ! يُكتشف معدنه فى هذا الموقف ، والمرأة دوما على استعداد للتخلى عن مثل هذا الرجل .
أخيراً …
هل تتخلى الأميرة الجميلة الأنيقة عن حشمتها التى ذاقت حلاوتها بثقتها وإيمانها بنفسها كى تستحوذ على نظرات زوجها التى تعامل معها بغباء شديد ” شأنه شأن أىّ غبىّ ” ؟ لم يُقدر أنها باتت سيدة فاضلة ، رشيدة ، نقية ، أنيقة ، طاهره ، تحترم نفسها .
المهم أنها اختارت أن تتخلى عنه هو وأن لاتتخلى عن حشمتها لأن حشمتها باتت طبعا فيها ومسلكا لاتحيد عنه ، تنازلت عن الحياة الزوجية وعن البيت الجميل ، وعن الرحلات ، والنادى .
أىّ قرار صعب هذا الذى اتخذته الأميرة . وقررت أن تكون أميرة بلا فارس ” لتعيش لطفلها الذى هو قُرة عينها ليشب فارسا رشيدا صاحب خُلق قويم نافع لدينه ووطنه .
تمت

اترك تعليقاً