معروف صلاح شاعر الفردوس  يكتب : ( لَيْلَةُ قُرْمُزِيَّة )

 

معروف صلاح
شاعر الفردوس
يكتب : ( لَيْلَةُ قُرْمُزِيَّة )
……………………………
(1)
فِي لَيْلَةٍ حَسْنَاءَ قُرْمُزيَّةٍ
أَعْطَارُها أنْوَارُ فَجْرٍ هَامَسٍ
كَانَتْ ( بَهِيَّة )
تَخْتَالُ رَائِحَةً بِخَمْرَتِهَا الذَّكيَّة
وَكَأنَّهَا مُزِجَتْ بِخَمِيرَةٍ حِنْطِيَّة
وَكَأنَّ حُمْرَتَهَا فِي خِمَارِ وَطَنِيَّتِهَا
مُشَعْشَعَةٌ وَمُنَكَّهَةٌ وَمُفَكَهَةٌ وَأَلْمَعِيَّة
بَأفانينِ شَقَائِقِ النُّعْمَانِ العَرَبِيَّة
مُنَمَّقَةٌ بِالتِّرْيَاقِ وَالرَّقَائِقِ الوَرْدِيَّة
وَمُعَهَّدَدةٌ وَمُوَطَّدَةٌ وَمُنَمْنَمَةٌ
وَمُنَعَّمَةٌ بِأَكَالِيلِ الغَارِ
وَمُزَوَّدَةٌ بِالنَّرْجِسِيَّة
وَمُرَصْعَةٌ بِصَبْغَةٍ نَدِيَّة
وَمُعَتَّقَةٌ بِضَيْعَةٍ مُحْوَرِيَّة
تَحُوطُهَا أَحْجَارٌ مَرْمَرِيَّة
وَرَيْحَانَةُ اللُؤلُؤِ فِي ذَاتِهَا
مُطَهَّمَةٌ بِأَبْرَاجِ العَاجِ
وَمُسَمَّكَةٌ بِالعَسْجَدِيَّة
مُدْمَجَةٌ وَمُفَكَكَةٌ وَمُصْمَتَةٌ
وَمَحْشِيَّةٌ بِعَنَاقِيدِ المشْرَبِيَّة
وَمُدَعَّمَةٌ وَمُفَعَّمَةٌ وَمُطَرَّزَةٌ
شَوَاشيهَا بِالمَكْرَمِيَّة
وَبِغَزْلِ وَتَشْكِيلِ حُرُوفِ الأبْجَدِيَّة
وَمُغَازَلَةِ غُزْلَانِ الأَيَائِلِ المَنْسِيَّة
وَمُلَوَّنةٌ وَمُعَنْوَنَةٌ وَمُدَجَجَةٌ بالعَبْقَرِيَّة
وَخُيُوطُهَا بَزَغَتْ بالأقْانِيمِ الحَرِيرِيَّة
وَمُتَمْتَمَةٌ فِي فمى وَمُدَمْدَمَةٌ فِي دَمَي
فَلَا تَسَلْ مَنْ أَنَا وَمَنْ هِي ؟؟
وَمَنْ الشَّرْقِىُّ وَمَنْ الغَرْبِيَّة ؟؟
………………………………..
(2)
فِي لَيْلَةٍ حَسْنَاءَ قُرْمُزِيَّة
مَا زَالَتْ ( هَنِيَّة )
حُورِيَّةٌ بِشَرَاشِفهَا وَطَرْحَتِهَا النَّقيَّة
تَحْتَالُ زَائِغَةً بِشَذَرَاتِ عُيُونِهَا المزْدَكِيَّة
وَنَظَرَاتِهَا اللوْذَعِيَّة
وَمَا طَغَى الفؤَادُ بِلفْتَةٍ سَنِيَّة
تَعَطَّرَتْ بِكُحْلِ عَيْنَيْهَا الزَّرَادَشْتِيَّة
السُّنُونُ وَالمَدَى وَالعَنْجَهِيَّة
وَسَوَاجِي جُفُونِها المَانِيَّة
صَارَتْ فِي الأعْرَاقِ عَتيَّة
وَعَلَى غُصُونِ هُدبِهَا النَّعْسَانِ
كُحْلُ عَينيهَا يراودنِي بِمِرْوَدِهَا
وَقدْ مَادتْ الوَرْقَاءُ بِالوَرَى لَوْلَبِيَّة
تنسَالُ دافقةً بِطَيْفِهَا أبَارِيقٌ إشْعَاعٍ
مُزَهَّرَةٌ وَمُزَهْزَهَةٌ دَنيَّة
تَنْسَابُ طَائِعَةً وَرَاكِعَةً وَسَاجِدَةً
كَمَلِكَةِ فَيْرُوزٍ شَرْقِيَّة
وَحُسْنِ مِيَاهِهَا بِسُمْرَةِ طِينِهَا
كَصًفْوِ شلَّالَّاتِ إلهَامَاتِهِا العَلِيَّة
وَكَقِصَّةِ ذَاتِهَا الأُسْطُورِيَّة
بِعلَامَةِ النُّورِالدُّعَائِيَّة
وقِلَادةِ الفِرْدَوسِ المَائِيَّة
…………………………………
(3)
فِى لَيْلَةٍ حَسْنَاءَ قُرْمُزِيَّة
صَارَتْ ( وَهِيبَة )
مَصْلَ سُمٍّ بِوَخْزَةٍ مَهَيبَة
تَشْتَاقُ دَامِعَةً وَجَامِعَةً وَعَالِقَةً
وّدَافِقَةً مُرِيدَةً شُطُوطَ نِينَوَى
وَدِجْلًةَ وَالأَعْظَمِيَّة
تَدُقُّ بَابَكَ عَلَّهَا مِنْ مُزنِ قُدْسِهَا
نَارُ المَوَدَةِ وَنَهْرُ الهَوَى
وَطَّهَارةُ الأحْدَاقِ الجَليَّة
والأَمْرُ يَجْتَالُ بِفُرَاتِ كَوْثَرِهَا النُّهَى
وَمَنْ أَدْارَاكَ بِالمَضْمُونِ وبِالمَاهِيَّة ؟؟
فِي وَجْهِهَا أَلَقٌ مِنْ لَوْعَةِ الحُبِّ الحَفيَّة
فِي جِيدِهَا مَسٌّ مِنْ حُرْقةِ العِشْقِ الخَفيَّة
فِي وَجْنَتَيْهَا نُورٌ سَرَى بِرَعْشَةٍ مَلائِكِيَّة
بِمُهْرِهَا وَلجَامِهَا أَضْحَتْ بِمَهْرِهَا عَفِيَّة
وَتَرْحَلُ مِن قَيومَتِها بالأزْبَكِيَّة
لِعَفَارِيتِ إِقَامَتِهَا بِالإسْكَندَرِيَّة
مِنْ خَوْفِ صَاحِبِ السِّيَادَة
فَلا شَبِيهٌ مِثْلُهَا فِي القِيَادَة
وَلَا كَلُبْنَى أوْكَمَىٍّ أَوْ زِيَادَة
وَلَا كَفَدْوَى أَوْ كَحَفْصَة
بِأَبْوَابٍ رُّكُونِيَّة
وَلَا كَلَيْلَى أَوْبُثَيْنَة
أَوْ كَسَلَّامَةِ القَسِّ بِفَجْرِ زَيتُونة
يَبِيعُ السَّمَا بِأُنْشُودَةٍ أَوْ بِليْمُونَة
وَعُبَيْلةُ مِنْ حُسْنِهَا الَفتَّانُ
أَضْحَتْ كَالرَّسُولَةِ وَالنَّبِيَّة
جشأَ تِمْثالُ رَوْعَتِها
جَمَالَ نُضْرَتِها المَخْمَلِيَّة
مَمْسُوخَةً بِشَبِيبَةٍ عَبْسِيَّة
مِنْ رُعُودِ عِشْتَارِ الدَّائِرِيَّة
وَنَبِيلَةُ مِنْ سِحْرِهَا الوَسْنَانُ
أضْحَتْ كَالمَجْدِلِيَّة
وُأَصْغَى حُلْمُهَا وَكَأَنَّهَا
زُنْبُقَةُ عَشْرَاءٍ بِهَرَمِيَّةٌ
وَقَفَتْ أَمَامَ مِرْآةِ الصَّبيَّة
وِفِي يَدِيْهَا الصِّينيَّة
كَبَدَوِيَّةٍ مَلْفُوفَةٍ بِالعَفَافِ
مَسَحَتْ للْمَسِيحِ قَدَمًا
بِعَهْدٍ وَحَلَّتْ حَنِيَّة
كَالثَّمَرَاتِ الجَنِيَّة
…………………………….
(4)
فِي لَيْلَةٍ حَسْنَاءَ قُرْمُزِيَّة
سَبَقَتْهُم ( وَصِيفَة )
وَكَانَتْ للعُلَا حَصِيفَة
وَبَيْنَ النَّغَمَاتِ سَارَتْ رَزِينَة
وَزَرِيَّةٌ وَرَزِيَّةٌ وَسَجِينَة
فَسَمَقَتْ نُخُولٌ فِي بَسَاتينِ النَّوَى حَفِيفَة
وَشَهَقَت رِيَاحُهَا لِغَرَابِيبِ الذُّرَا عَفِيفَة
تَكْتَالُ المَوَازِينَ بِالجَوَى وَكِفَّتُهَا خَفِيفَة
بسَقَتْ تُخُومٌ فِي حَوَانِيتِ الشّذَّى
وَأَرِيجِ بَنِي ثَقِيفَة
بِمُرُوجٍ رَوَابِيهَا فَوَّاحَةٌ نَظِيفَة
فَاقَتْ فَرَاشَتُهَا بَشَاشَةَ النَّحُولِ
وَبِالوَمَا طَرِيدَة
وَشُهُودُ السِّوَى فِي مَعَارِكِ التَّحْرِيرِ
كَالرِّمَاحِ عَنِيدَة
وَعَزَّةٌ مِنْ بَدْرِهَا صَارَتْ قَضِيَّةٌ مُفِيدَة
رَاقَصَتْ بِالمِسْكِ الزَّعْفَرَانَ
منْ عُهُودٍ بَعِيدَة
وَغَزْةٌ مِنْ صَدْرِهَا تَتَجَسَّدُ العَنْبَرِيَّة
وَبِصَدِّهَا تَشَبَّقَتْ مَرْضِيَّة
رَصَدَتْ أَبَارِيجًا كَأَنَّهَا
مَحَارِيبَ أُقِيمَتْ للعِبَادَة
وَآهٍ مِنْ تَبَاريحَ الجَوَى
وَتَعَارِيجِ فِرَاقِ نِارِ الكَوَى
عُلْوِيَّةٌ مِنْ صُغْرِهَا عُدَّتْ أَبِيَّة
الموتُ دُونَ ثَغْرِهَا كَالوَثِيقَة
يُلَاكُ بِشَوْكٍ يَاِبسٍ
فِي مَجَارِيرِ الحَقِيقَة
تَكْتَالُ هَشِيمَهَا وَقَتَادَهَا
لَسْعَاتُ الجَرَادَة
وَبِمُهْجَتِي نَوْمُ الكَرَى
وَفِي يَدِي تِرْحَالُ الزَّمن
وَسِلَاحُ إِيمَانِي يَبْغِي الثَّمَن
وَعَلَى بَطْنِي حِزامُ وَ أَحْجَارُ جُوعِي
وَعَلَى الرِّمَالِ بالصِّعَابِ تَخْطُو البيادة
وَقَلْبِي حَارِسٌ علَى الدَّوَامِ وَفي العِيَادَة
وَفُؤادِي عَلَى الغَرَامِ بِالوِئَامِ وَبِالقِيَادَة
افْتَحْ لهَا سِجْنَكَ وَضُمْهَا
للقَلْبِ عقْلًا بِالرِّيَادَة .
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
معروف صلاح احمد – شاعر الفردوس- القاهرة – مصر

 

اترك تعليقاً