مصطفي معاذ يكتب : الكواشف الجلية عن هوية الواحات الأصلية

بدأ ياقوت الحموي حديثه عن الواحات بتعريف كلمة واح واعتبرها كلمة قبطية.مصرية قديمة وقال إن هذا صحيح وأن كلمة واحة تعني الأراضي الزراعية وسط المحيط الصحراوي وهو ما أكده صاحب شخصية مصر عندما قال إن الواحة منخفض حي مأهول بالسكان وهي محيط زراعي وسط محيط صحراوي والواحة في الصحراء وليست منها وقال ايضا أن الواحات المصرية شامات خضراء تزين وجه الصحراء الغربية هذا من ناحية الجغرافيا وهي عندي غمازة حسن خجولة تزين وجه العالم كله إذن فالواحة خضار وعمار وقال أبن حوقل صاحب كتاب صورة الأرض أن غلات الواحات المصرية فوق حاجاتهم من القمح والتمور الجليلة والاعناب والقطاني إلي جميع الفاكهة والبقول ما يزيد عن حاجاتهم وبفيض عن فاقاتهم ثم أشار إلى أسواق الواحات المصرية في عصره التي كان يغشاها التجار نريد من كل ما سبق ذكره أن نقول أن الواحة ليست صحراء على الإطلاق وانما هي محيط زراعي يقوم على الآبار الجوفية والعيون الجارية وإن كان ذلك وسط الصحراء.فالصحراء كما يتبادر إلى الذهن جرداء لا زرع فيها ولا ماء والواحات غير ذلك تماما الإنسان المصري الذي عاش في هذه المنطقة الجميلة من أرض الوطن بدأ تاريخه الطويل من صناعة الحضارة العريقة منذ العصر الحجري القديم بشواهد خالدة في جبل الطير ودرب الغباري ومنطقة الشيخ مفتاح وهضبة الجلف الكبير وكهف الجارة في الفرافرة قبل الحضارة الفرعونية والتي كانت هذه البلاد المصرية الأصيلة عامرة بالشواهد فيها من حضارة الدولة القديمة في مقابر حكام الواحات في بلاط الفرعونية بواحة الداخلة وكذلك معبد هيبس الشهير في واحة الخارجة والذي تتعاقب عليه الحضارات القديمة من الفرعونية والبطلمية والرومانية والقبطية ومن الآثار الرومانية القديمة معبد قصر الزيان وآثار الضباشية ومعبد دوش وغيرها الكثير والكثير من الآثار المصرية كما يوجد من الآثار القبطية جبانة البجوات الشهيرة في واحة الخارجة وعندما دخل الإسلام إلي مصر 641ميلادية وبعد ذلك التاريخ بفترة دخل الإسلام إلي الواحات وترك مجموعة من الآثار الهامة مثل قرية القصر الإسلامية لؤلؤة العمارة الشعبية في محافظة الوادي الجديد واثار الخارجة القديمة وبلاط الإسلامية.اوضح وبكل أمانة أن هذا بعض من كل وأن هوية الواحات هي محصلة كل ما سبق من حضارات أثرت في تكوين شخصية وهوية المصري العائش في هذه المنطقة الهامة من لحم مصر الحرة وأن التعريف بالواحات المصرية ومن ثم تجلية حقيقة تاريخها الطويل العريق الضارب بجذوره في أعماق المصرية والخصوصية والجمال أمرا بات حتميا بعد تتويج هذه البلاد كعاصمة للثقافة المصرية وكذا حتى تجيب هذه السطور المتواضعة عن كل ما يدور في ذواكر المثقفين والفنانين واهل بلادي ملح الأرض وسكر القصائد عن هذه الواحات المصرية الأصيلة التي كتبت بحروف من نور وكفاح اسمي آيات الانتماء والعطاء والتجرد والعمران في تاريخ مصر .

قد يهمك أيضا