مصطفي معاذ
مصطفي معاذ

مصطفي معاذ يكتب | -(الدرر البهية )فيما لا يسع العالم جهله عن عمارة الواحات الشعبية وعلاقتها (بهوية )الواحات الأصلية في واحات الوادي الجديد عاصمة الثقافة المصرية،،

-(الدرر البهية )فيما لا يسع العالم جهله عن عمارة الواحات الشعبية وعلاقتها (بهوية )الواحات الأصلية في واحات الوادي الجديد عاصمة الثقافة المصرية،،
إن (الجبرتي) رحمه الله تعالى هو الذي قال..ومما يمتاز به شعب مصر قوة التحمل،وصلابة العزم والمراس وشدة الحيوية والعمارة الشعبية تعبر بشكل مباشر عن الإنسان الساكن فيها عن شخصيته الحقيقية التي تتجسد في صورة المسكن الذي يعيش فيه،فمسكن الإنسان هو امتداد لذات الإنسان وطبيعته فإذا تم وصف المكان كان ذلك وصفا لساكنه كما أقر بذلك مؤلفا كتاب( نظرية الأدب).وهذا هو ما يهمنا بالفعل الإنسان المصري الذي عاش في بيوت متلاحمة ودروب مسقوفة وحميمية مقسمة الى حارات ولها بوابات تغلق على أهلها في وجه الأخطار التي تجعل العمارة الشعبية هي حائط الصد المنيع وعامل الحماية والدفاع فى مواجهة الغزوات المتكررة من البدو النهابة الذين كانوا يتسللون من الصحراء الليبية غربا وربما من القبائل الزنجية السافانية جنوبا وهو ما جعل الواحة برمتها تبدو وكأنها بدنة واحدة على قلب رجل واحد إن الأمان الذي هو السمة المميزة للشخصية المصرية في واحاتها العريقة ما جاء إلا من خلال أن جادت فريحة المصري العائش في هذه المنطقة الهامة من لحم مصر الحرة أن الاحتماء بالترابط والاتحاد في مواجهة النهابة والغزاة هو الحل الأمثل لحماية هذه البلاد المباركة فكانت النتيجة النهائية هو الانتصار بل والعمران والخير الذي عم هذه البلاد المصرية الأصيلة.هذا وقد أورد د( جمال حمدان) في كتاب (شخصية مصر) أن الواحة كلها قد تسور أو تغلق طرقها ودروبها الضيقة المعتمة بالبوابات الداخلية ليلا كما تبدو المباني كالقلاع والحصون في معمارها وذلك بجدرانها السميكة الغليظة وفتحاتها القليلة وابوابها الخفيضة.ان محاربة الغزاة بالعمارة الشعبية ما جاء إلا من روح جميلة طاهرة نقية صافية سمحة ترفض حمل السلاح في الوقت الذي ترفض فيه أن تكون هذه البلاد المصرية الأصيلة النابضة بالعطاء مطمعا لأي غاز وقد نتج عن ذلك انخفاض أو قل انعدام لنسبة الجريمة في أيام الواحات الفائتة ونتج عن ذلك أيضا عدم وجود ظاهرة الثأر حيث السلام والمحبة والتسامح كملامح مميزة لشخصية الإنسان المصري.الواحة وكأنها بيت واحد كبير يجتمع على أن الأمان هو مصدر كل خير وسعادة وطمأنينة.ان تلك الروح الوثابة الطاهرة المطمئنة التي تتركها روح الجماعة هي التي جعلت الأهالي يتركون كل هذا الاتساع الشاسع ويعيشون في واحة مسقوفة وحميمية تتسع بيوتها الضيقة بالأمان وبمحبة الإنسان لأخيه الإنسان وبشدة انتماء الفرد لاهلة وبلاده وبالفكر الذي يتخذ من السلام طريقا ومن الأمان غاية ومن المقاومة سبيلا معبدا للحفاظ على أرضه وبلاده
مصطفى معاذ
الوادي الجديد عاصمة الثقافة المصرية
2023/2/15
قد يهمك أيضا