لوعة الفراق وفقدان المحبوبة فى قصيدة ” إخيه مشناها ” للشاعر الليبى : أشرف الزرقانى

لوعة الفراق وفقدان المحبوبة فى قصيدة ” إخيه مشناها ” للشاعر الليبى : أشرف الزرقانى

قراءة بقلم : محمد عبد القوى حسن

الشاعر الليبى اشرف الزرقانى يبكى ويتباكى على رحيل الام التى رحلت واخذت كل شىء جميل معها ويضرب لنا الرقم القياسى فى الوفاء للمحبوبة التى عاشت تعطى ، عاشت توجه ، عاشت تسهر وتلبى ، ومنح من قلبها لكل الحنان لولدها .

فينوح الشاعر على حاله ويدخل بنا فى مرحلة الحزن الشفيف ويتباكى على رحيل الغالية ويغفر له انها عند ملاها فى جنان عدن ان شاء الله ، ومنذ ان رحلت والدة الشاعر الليبى الصديق اشرف الزرقانى الشهير بـ ” أسير النجع ” وهو لم يكتب الا لها ، العديد من القصائد التى يبكى رحيلها ، يجلس يتذكرها ، يتذكر حضنها ، حنانها الدافىء ، فى كل مكان بالدار كان له معها ذكريات جميلة ، وشريط الذكرياد يسرد له كل شىء فيزداد الحنين الى جلسات الام واحضان الام وكلمات الام الحنونة .

واليوم يخرج علينا بنص جديد ايضا كتبها عن المحبوبة التى رحلت فجعلت كل الكون سواد وخيم الحزن على كل الاماكن ،

هو هنا يفتقدها فيبكيها فيقول فى م\طلع قصيدته .

(( إخيه مشناها ))

 

إخيه مشناهـا

لما تقعد يوم بروحك

بين همومك دوم حبيس

إخيه مشناهــا

لما ما ضمدش جروحك

ترجى ما تلقاش ونيس

إخيه مشناها

تلقى كُل الدنيا سودة

ونار الحُزن إللي ميقودة

وتلقى إللي يِخّلف فـي وعودة

يُظلم عينك ويبكاها

إخيه مشناها

 

اللوعة والحرقة ونار الفراق اصبح يكسو الاماكن بالوان الحزن ، المدار لم يعد يروق للشاعر ، والغناء قد ولى الى حيث لا رجعة مرة اخرى ، انها مرحلة الفقد .

يفقد اغلى مالدية ، اعز الناس ، يفقد روحة التى كانت تمده بالسعادة .

فيبحث الشاعر عن الونس عن الالفة عن الجمال عن الروعة ، عن الحب الحقيقى فلم يجده ، أين ذهب ؟ من الذى اخذه معه ؟؟؟!!

ان رحيل الام غير كل الطقوس ، فكانت تمثل الفرحة مهما كبر سنها بالدار .

 

إخيه مشناها

لما ما تلقاش الناس

إللي تكافي بالود الزين

إخيه مشناها

لما ما تلقى الإحساس

مجاويد وناس ووفيين

إخيه مشناها

ما تلقي كان إللي إيجرّح

سرك بين الناس إيبرّح

يكذب بين الناس إيصرّح

بي يطببها زاد عماها

إخيه مشناها

هو يبحث الان عن الوفاء والصدق والاخلاص ، اين ذهب ، يبحث عن اهل البوح والفضفضه ، لم يجده ، اين ذهبت مصدر كل الجمال الروحى ” لقد رحلت وابكاها الشاعر القدير ، وستظل تمثل له اغنية الحزن والغياب والفقد والضياع ابد الدهر .

 

إخيه مشناها

لما تقول معاي أصحاب

وتتلفت ما تلقى حدْ

إخيه مشناها

حقيقة طُلعت كان سراب

تلاشى فيها كُل الودْ

إخيه مشناها

خلوني نبكي خلوني

هذا دمعي ودمع عيوني

بفقد الصاحب ما تلوموني

زهى عيني كاين ورضاها

إخيه مشناها

*********

هو يبحث عن الخلان والاصحاب ، ربما يلتف حوله الكثيرين لكن اين الصادقين منهم واين المخلصين واين المحبين هل برحيل الوالدة قد اخذت كل عالمه الجميل وبعد ان كان يتغنى لها الان يفتقدها فيبكيها ويطلب ممن حوله ان يسمحوا له بالبكاء .

 

إخيه مشناها

لما يغيب عليك الحِن

وحن أمي ما كيفه كيف

إخيه مشناها

بعد يُمه بنقول إلمن

قطع قلبي تقطيعة سيف

إخيه مشناها

حُضن أمي ما نملش منه

حُضن أمي دافي ما حنّه

إن شاء الله يا يُمه في الجنّة

في إيدي قاعد عطر رداها

إخيه مشناها

يتلخص كل الفقد فى فقدان الام يتلخص كل شىء حل مكان الحب بفقدان الام يتلخص مغادرة الوفا بفقدان الام ، فماذا تبقى للشاعر بعد امه ؟؟!!غير عطرها ورياحينها ، لم يتبقى له غير سيرتها العطرة واعمالها الطيبة وكل مازرعته فى الارض الخصبة من بساتين حب ووفاء وحنان سيعيش الشاعر على ذكراها ابد الدهر ولا ينساها .

ونحن نسعد بفراءة قصائد هذا الشاعر العربى الكبير ونتمنى ان يخرج من حالة الحزن ويبدأ مرحلة الدعاء للمحبوبة وقراءة القرآن لها وندعوا جميعا لها بالفردوس الاعلى ان شاء الله .