عنكَ أتحدث / شعر : سليمان أحمد العوجي

عنكَ أتحدث
———————-
شامخٌ بياني إليك
بغيرِ أبجدية..
كلُ الأدلةِ والبصمات
تدينكَ وتدنيكَ مني
أنا المفتونُ بتورطي
الأزليّ فيك..
معجبٌ بقدري
حينَ يخلطُ أوراقنا
فلاأعد أنا أنا
ولا أنتَ أنت
أحتسي تعبَ الوجوه
وأتعلقُ بقشةِ الندى
في بحرِ سرابك..
تتكدسُ على رفوفِ عقلي
أسمالُ حلول
وزبدُ أفكار
فأدفنُ الحسرةَ
بهدوء كاهن
وقوةِ نصفِ إله
أعبرُ ليلكَ برغم
فزاعاتِ النعاس
وقطاعِ البهجة
حاولتُ ذاتَ هذيان
أن أخرجَ من جلدك
أسرني الحبل السري
الممتدِ من محيطكَ
إلى خليجكَ..
أشهدُ أني لاأملكُ
عنواناً اترككَ فيه
فأغادر دونَ أن
يجفَ قلقي عليك
أحتفلُ باليوبيل الابدي
للخروجِ من شريانكَ
فيرتطمُ جبيني بسقف
روحكَ…
وأعرفُ أنَ الإنعتاقَ
منكَ حصاد الهواء
أتذكرُ حين ظننتُ
حرائقكَ منارةً!!؟
عدوتُ إليكَ
حاورتكَ وعبثاً فعلتُ
كمن يجادلُ البحرَ
المنشغلِ بحياكةِ الغيم
لم يبقَ من صوتكَ
غيرَ عربدةِ الصدى
يعبرُ وريدي
كموجٍ تمردَ على
عبوديةِ شطآنه
أطفال أرقي يلهونَ
بثوبِ الليل
وأمي تخبزُ للمساءِ
أرغفةَ البؤس..
انفضُ منكَ راحتيَّ
فأزدحمُ بكَ ثانيةً
كلما أمطرتكَ السماءُ
شهباً ونصالاً
وأقداراً هزيلةً
فلا أعودُ حارساً
لتلكَ المقبرة الممتدة
من ضفةِ صدري اليسرى
إلى آخرِ جزيرةٍ مأهولةٍ
في أقاصي جمجمتي
أغمدُ موتي وأسيرُ
على سطورِ تاريخكَ
وأشاطرُ حروفكَ
بعثها ونشورها
..عن وطني أتحدث.
بقلمي: سليمان أحمد العوجي

شاعر وكاتب ومفكر مصرى _ رئيس النقابة العامة لاتحاد الكتاب فرع المنيا_ رئيس مجلس إدارة مجلة " مبدعو مصر" شاعر وطنى يدين بالولاء لجيش مصر العظيم _ وشرطة مصر القوية_ يكره الخداع والنفاق والكذب والرياء_ يحب النقاء والصفاء والسخاء والعطاء_ يحب الخير للبشر والطير وكل الكون_ يحلم بالسعادة لمن حوله ومن بعيد عنه أيضا_ له مجموعة من المؤلفات الشعرية_ له مجموعات شعرية للأطفال_ له اهتمامات بالنقد السينمائي والمسرح ، مثل مصر في مؤتمرات دولية أدبية " حكمة يؤمن بها" _ من عقد النية على الفوز فلا ينطق بكلمة مستحيل.