عصام عبد المحسن يكتب بالعامية المصرية. وميزان الخال ..عبد الرحمن الابنودي.

عصام عبد المحسن يكتب بالعامية المصرية. وميزان الخال ..عبد الرحمن الابنودي.

عصام عبد المحسن يكتب بالعامية المصرية.
وميزان الخال ..عبد الرحمن الابنودي.
.
.
الله يخرب بيت البرد
ويخرب بيت اللي جاب لينا البرد
البرد صداع وأنين
كحه ورشح
وعضامنا ملاها التكسير
منخير ملتهبه من حك المناديل
النوم مش عايز يرقد بينا
لا على جنب شمال
ولا على جنب يمين
طول الليل بنقلب ف التفكير
أولادنا غلابه
ملهومش ف شغل التطبيل
ولا بيحبوا التضليل
وإن روحنا فطيس
مين هيعبرهم بشوية ملح
ونص رغيف.
الشغله معدتش تسيع أنفار
والمكن الدائر
اتباع بالقنطار
وحيطان مصانعنا اتهدت
علشان يبنوا الأبراج العاليه
ويطلوا من آخر دور فيها
يشوفوا صحيح
فوق السموات فيه ناس عايشه
مش خلق زيينا
بيقولوا عليهم أنبيا
وملايكه
فاكرين
لما هيطلعوا بالبرج العالي
يبقى هيتمسحوا ف الجيره
أو يرشوا الواقفين ع الباب
بشوية بترول
أو شئلت دولارات
ويعدوا من الأبواب
ويخشوا الجنه.
الله يخرب بيت البرد
ويخرب بيت اللي جاب لينا البرد
البرد عذاب
في زمن كداب
وصاحبنا الوالي الكداب
طول الليل سهران
بيعد ف أوجاعنا
علشان م الصبح يقوم
يجري على البنك
يفُك الكَحه بعشرة ريال.
صاحبنا الوالي
عامل ودنيه
من طين وعجين
وأحنا
سفينا كل البراشيم
وشراب الكحة وكل بديل
علشان ما نطيب
ومفيش
ولا أي نتيجه
وكل علاجنا بدون فايده
من شح العقاقير
يا غفير الدرك العالي
عرف سيدنا الوالي
إننا بنموت م البرد
بنموت
من قفل الجمرك
على جيت العقاقير
عرّفه إن إحنا
مش راضيين
إنه بيعالج الاسفلت
وناسي البني آدمين
بيبني كباري
وإحنا بنتهد
وإن الضحكه الصفرا
مش هتسد
ف بطونا الجوع
والناس اللي حمينك
دولا عبيد المال
الواحد فيهم
بيبيع نفسه بنص ريال
مش فارقه معاه
والي
ولا عتال.
يا سيادة الوالي
العطس الزايد ف بدنا
بيهز كل كيانا
زي الزلزال
والكحه الزاعقة
بتخرج تشرخ فينا حلق الصمت
وأكيد
خوفنا من الموت
هيخلينا نطق
ونخرج تاني زي ولادنا في فلسطين
بالطوب
ونبال العصافير
هنصيد الدبابير الواقفه
على الأبواب
ومسكّره كل الميادين
وأكيد ف ساعتها هتطير
وهتفضل واقف وحدك
منتوف الريش
ماهو هما الريش اللي مغطيك
وهما المنقاير اللي بتنقر قوطنا
تتعشى
وتعشيك
وناهيك
عن كل الخوف اللي زرعته ف قلوب الناس
وبتطعم بيه الجعانين
الخوف …
زاد
والجوع بقا أكتر منه
وإن زاد عن حده الشيء
عارف طبعا بيوصلنا لفين.
أنا بلعن دلوقتي البرد
وصوت الكحه وصداها
والشارع
المرصوف بخداعنا
والكوبري اللي مجهز تحتيه مطرحنا
والضحكه الصفرا
والقسم الكداب
ومالكش آي عتاب
لا عندي
ولا عند الأغراب
اللي ساقينك زيف ونفاق
وساقينا عشانهم
كل الفقر
وكل الجوع
وغرقنا معاك ف عذاب.
يا أبو الزمن الكداب
خليك فاكر
دي آخر كحه في زوري
مش مكتومه بمنديل
وهتطلع من جوايا
وصداها
هيملى الميادين
يا أبو قلب حجر
أصلك فعلا
مخلوق من نار
وما تعرفش البرد
بيعمل إيه ف الطين.
……….
عصام عبد المحسن

 

لا يتوفر وصف للصورة.