الدفع مقدماً مقال بقلم /سليم محمود

الدفع مقدما

مهما يظهر لك من عقبات متراكمة وأمور متخبطة إياك أن تعلق أهدافك وطموحك على شماعة تلك الظروف التي تدعو إنها قاسية مدمرة لكل ما تخطط له. لن تكون سعيداً، راضياً، ممتناً، إلا إذا قمت بهذه المهمة، وعرفت ما الذي تعنيه الأشياء لك، فلربما كانت المفاجأة بانتظارك!

مفاجأة أنك تملك كل ما تريد، وأن عوامل رضاك حولك، وأن أزمتك ليست فيما لا تملك، وإنما في أنك لا تعرف بأنك فعلاً تملك، وأنك أغنى مما تظن .. أغنى بعملك الذي يسره الله لك، وبأحبابك الذين يحيطون بك، وفوق هذا بربك الذي طالما رعاك، وأعطاك، بالرغم من أنك ـ للأسف ـ متأخر في دفع ضرائب الشكر والامتنان.

،لن تصبح شخص ذو مكانة ،ذو قيمة وأنت غارق في وحل العلاقات التافهة، وسلسلة النفاقات الأجتماعيةالضائعة هذه. حتي لو ملكت الموهبة ليس ذلك  فحسب بل لو امتلكت كل المواهب مجتمعة ،ففظيعة قدرة هؤلاء علي إمتصاص طاقاتك ووقتك في سبيل إحالتك لنسخة بائسة شبيهة بهم ….
..أجعل رضاء الناس عنك غاية خلف ظهرك ،
فأنضج بعقلك وقلبك ولملم شتات طاقاتك قبل  إبادتها إلى الأبد. لابد أن تعترف في دستورك بأن الأحلام لا تنال إلا بالمغامرة ،وإقتحام التحديات والصبر علي المتربصين بها دون تفريط فيها أو إفراط عليها وفي كل الأحوال لا يضيع الله  أجر من أخلص حلماً وعمل له مجتهداً.

لابد أن تدرك جيدا أن الحياة أبسط بكثير مما تخدعنا به من زخرف ومتاع ،وأروع بكثير مما نتصوره عنها من قبح وفساد،وأقصر بكثير مما نتوقع وتغرنا بها الأماني ،وفي مجملها منتجنا البشري النهائي وصناعتنا الإنسانية  الفريدة

وفي النهاية فإن خطأ المنتج يقع علي عاتق المصنع وليس المُصنِع.
.
في علم الادارة والمحاسبة تقوم الشركات بدفع الضرائب أخر العام وهذه الضريبة تكون على صافي أرباحها وليس على الإجمالي حيث تخصم جميع تكاليفها التي نص عليها القانون …إلا لم تحقق الشركة ربح لا تفرض عليها أي ضرائب تذكر… فتحقق الربح شرط لفرض الضريبة… وتأمل معي حياتنا بتلك الصورة فنحن ندفع الضرائب على عكس هذه الشركات حيث إننا ندفعها مقدما وليس آخر العام دون أن نعي أو ندرك أننا هل سنحقق ربح أم لا؟؟!!
فلكل شيء ضرائب وليس ضريبة واحدة والعامل المشترك بين كل هذه الضرائب هو (الصبر).هذه الصفة التي تجعلك تقاااااوم وتعافر من أجل ما تريد. فقد تكون تلك الضريبة وقت ضائع. أو فرصة تركت. أو حلم تخليت عنه أو حتى قرار قمت باتخاذه يوم ما دون دراسة سابقة له فما كانت النتيجة إلا ندم وحسرة …. .. فإذا علمت أن كل ذلك دفع مقدما.. فماذا تنتظر؟؟!!! .

ولما لا تندهش أن كل ذلك دفع رغما عنك دون إرادتك.. إن لم تتدبر الأمر جيدآ لسوف تقضي طيلة حياتك في دفع تلك الضرائب دون أن تحقق أي ربح يذكر لمقابلتها… فلابد أن تستغل تلك الموارد التي سخرها الله لك لكي تصل إلى ما  ما تريد .. فكل ما ينفق من وقت وجهد دون تحقيق منفعة فهذه هي الخسارة الوخيمة لك……

ودعني أخبرك بشيء مهم لا تقضي عمرك بأن تنتهي الفترة كذا…. والفترة كذا. أن تنتهي فترة الدراسة…. أن تنتهي فترة التجنيد… ألخ… فسوف تجد حياتك صارت مجموعة من الفترات يجب أن تنتهي وتكتشف إنك بلغت نهاية العمر دون أن تنعم بحياتك يوما ما……
فكيف للبذرة أن تدرك  أن بداخلها شجرة مخبأة ؟!!!
ما تبحث عنه هو بداخلك