التردد مقبرة الفرص مقال بقلم /سليم محمود

الحياة الاجتماعية لا تخلو من الآفات العقلية التى تضيع الفرص ، وتتراكم العقبات ويتعثر لها الطريق وتضع المعوقات فى سبيل المجاهدين من أجل النجاح ، لذلك اكتب تحت مصباح من المحبة من اجل نفوساً ضاقت عليها الآمال ، وشق عليها الدروب ، وصاحبتها الازمات فإنى أنقش بقلمى تحت منارة بيضاء ناصعة لتضئ لك الطريق نحو هدفك فى سطور كادت أن تبكى قائلاً (إياك والتردد) وحروف خائفة ترتجف من خطورتها. اسرد اليكم هذا المقال لتنبيه الاشارة ، وتصريح العبارة ولسانى يعجز عن التدفق بتلك الكلمات التى تحمل فى طياتها خطورة لا يمكن تحملها.
كثيراً منا تواجهه مواقف عديدة لنقف أمامها دون تفكير فى نظرات مليئة بالخوف ، ونبضات قلباً مرتجفة من التردد والحيرة فى تحديد اتجاهنا إياها ، ولكن الى متى سنظل واقفين فى موضعاً لا يليق إلا بمفقدين الامل ؟ ! ومهدرين العزيمة ، وتاركين للارادة ، وعاجزين عن مواجهة عقباتهم. بل أن هؤلاء كانوا على خطوة من تحقيق أحلامهم ، والوصول الى أهدافهم والبلوغ الى يأملون به. ولكن تخلو عن كل هذا بسبب ترددهم ، كان بينهم وبين أهدافهم مسافات لا تذكر ، وخطوات لا تقاس ، وسيظل التردد يلازمك فى كل شئ مادمت عاجزاً عن ترتيب أولوياتك ، وتحديد خطاك ، وقياس نتائجك ، ومواصلة إهمالك،،
إذا أردت أن تحيا مسالماً من غدر الطريق وضماناً للوصول إلى ما تريد فعليك أن تودع ترددك ولا تفكر فيه تارة اخرى ،،
فكم من نجاح ضاع منك بسبب تكاسلك عن خوض الطريق لحظة واحدة ، فكم من حلماً تخيلت عنه بسبب استسلامك فى مقدمته ، كم من علاقة دمرتها بسبب أنانيتك التى تكاد أن تنفجر من أعماق قلبك ، كم مرة تجاهلت أخطاءك ولم تتعلم منها ومازلت تبحث عن مبررات خارجية للفشل وتلوم الاخرين عليها ، كم مرة صاحبك الاهمال فى كل دقيقة من عمرك القصير الذى يوشك على الانتهاء وأنت مازلت فى غفلة ، كم من قرار اتخذته ولم تشعر بخطورته وقتها بسبب عشوائتك التى مازلت لا تدركها ، كما مرة لازمك الاحباط من الاخرين ، وعجزت أن تنهض من جديد وتحقق أحلامك ، كل هذه الاسئلة ستبقى من ذهنك طالما بقيت فى طريق التردد ، ستضيع أحلامك وأنت مازلت واقفاً أمامها تتردد ، سيخاطبك حلمك (لماذا تخليت عنى) وانت واقفاً فى ذهول منه ومازلت تتردد ، سيلومك عقلك (لماذا لم تستغلنى) وانت مازلت تتجاهل وتتغافل عن كل هذا.
الكتاب الذى كان يستغرق قراءته اسبوع تكاسلت عنه لقد مضى الاسبوع فى لمح البصر وضاعت منك فائدة عظيمة بتكاسل ساعة ،، البحث الذى كان يستغرق شهراً فى إتمامه فتكاسلت عن البدء فيه لطول مدته لقد مضى الشهر سريعاً ولم تنجز فيه شيئاً.
فالتردد يتناسب تناسباً عكسياً مع نجاحك فكلما زاد ترددك قل نجاحك وانهارت فرصتك للوصول. وكل منا لا يخلو من التردد لكن بنسب مختلفة فعليك بقدر المستطاع أن تقلل منه الى أقصى حد فهو لغة الفاشلين ، وحيلة العاجزين ، وآفة المدركين.
القرار الذى كان يستغرق منك يوماً واحداً لاحكام التفكير واتخاذه لقد ضاع اليوم ولم تتخذ القرار. كل شئ تقاعست عن الزام نفسك به فى محمل الجدية خشية أن يسرقه منك سيف الوقت ستراه بعينيك يمضى دون وداع أو تمهيد ستراه يتقدم بينما أنك لازلت فى ذات المكان (تتردد)… وتظل تتردد حتى ينتهى عمرك ولم تتذوق لذة الوصول…. لاى شئ أحببت أن تحيا وهو فى حوذتك، الخوف من الفعل لن يكون مثل بشاعة الندم على عدم ذلك الفعل ، الحياة ما هى إلا تجارب ومن لم يبادر ويبدأ سيسبق الى احلامه غيره ويمتلك طموحاته سواه ، ويهنأ بأمانيه من أجدر منه بها دون تتردد. لابد أن نفق قبل أن ينقضى بنا العمر ، وتنتهى عزيمتنا ، ويتخلى عنا الجميع. فلا تكن من هؤلاء الذين يذقون مرارة الفشل دون أن يدركوا. فكيف تتردد وأنت ترى الغيوم تتراكم والعقبات تتعاثر فى طريقك ، بعض الفرص تستحق منك أن تخشى فواتها ، ترددك لن يشفع لك وقت الندم ، تكاسلك سيكون أول من يتخلى عنك حينها ، مبرراتك ستنهار مع أول شعور بالندم يسكن قلبك.
كون قائداً فى طريقك فالقائد هو من يشق الصعاب ويلتهم العقبات ويحطم عثرات الطريق ويشعل الحماس وليس من يقف أمامه ويتردد ويجمع الثمار على حساب غيره.
فلا تتردد