مبدعو مصر
يوسف شواني..
……….
المعركة المرتقبة على مشارف كركوك ان حدثت لا سامح الله، لا علاقة لها بالاستفتاء الكردي بل هي مخطط مسبق ضمن ستراتيجية الحكومة العراقية وأجندتها قبل البدء بعمليات الموصل و خير دليل على ذلك تأجيل معركة الحويجة و المضي باتجاه موصل و ترك مساحات واسعة خلف الجيش العراقي تحت سيطرة داعش و هذا يعد بحد ذاته غباء في المنطق العسكري ان لم تكن وراءه مؤامرة مدروسة و لكن يبدو انهم كانوا على ثقة من عدم مهاجمة داعش لهم من الخلف بسبب وجود اتفاقات سرية ، و لم يعد خافيا على احد التنسيق الذي كان يربط الطرفين بعد كشف السيد حسن نصرالله بعض ملامحه و تبين للعالم اجمع ان داعش لم يكن سوى مؤامرة إيرانية تركية مالكية لتدمير المناطق السنية في العراق و الحفاظ على نظام الأسد في سوريا اضافة الى تدمير اقليم كوردستان لذلك فان تحضيرات الحكومة ليست آنية بل مخططة بشكل تدريجي و صامت و ان استعجال السيد العبادي في هذه المرحلة بهدف كسب المزيد من الأصوات قبل الانتخابات القادمة و هو يدرك بأن اقتحام كركوك يعني حسم ولاية جديدة له و خاصة بعد ان اثبت معظم الشعب العراقي العربي طائفيته المفرطة حيث بدا انه يحمل عداءا تاريخيا ضد الشعب الكردي و يتمنى استئصال جذوره من العراق نهائيا و هذا مالم تستطع الحكومات المتعاقبة من إنجازها ولن يستطيع احد بالرغم من تجربة كل الطرق التعسفية بدءا بالاتفاقات الإقليمية المعادية و مرورا بعمليات الانفال سيئة الصيت و التي دفنت مئات الآلاف من العوائل الكردية أحياء في القبور الجماعية بعد ان تم هدم آلاف القرى بحجة انها تأوى البيشمركة ووصولا الى استخدام الأسلحة الكيمياوية في أنحاء كوردستان، لذلك إن أرادت الحكومة حل المشاكل العالقة دون اراقة الدماء والإبقاء على العراق الموحد، عليها ان تعود الى طاولة الحوار و تطبق الدستور بكل مواده ومضامينه وأبعاده دون تميز و فصل السلطات بشكل فعلي ليكون القضاء للعراقي عادلا ،مستقلا و نزيها و لا يكيل الكيل بمكيالين الى ان يعود العراق تدريجيا الى مصاف الدول الاتحادية الحقيقية و بعكس ذلك فان الحرب ستقضي على ماتبقى من البلد و تمضي كوردستان الى الاستقلال و تكون الاعتراف بها أمرا لا مفر منها ..