تذاكر .. بقلم الدكتور / ذر الشاوي _ العراق

هرول مسرعاً ، ليصعد القطار الذي بدأ تواً بالحركة و صافرة تنذر بتسارع الانطلاق . وضع قدمه على عتبة العربة وتمسك بمقبض الباب ليترنح قليلاً ثم يثبت قدمه الأخرى ليجد نفسه داخل ممر العربة فيلتقط أنفاسه ويعيد حزام حقيبة الكتف الى موضعه بعد ان تهدل خلال الصعود ..تقدم ما بين المقاعد ليجد مكانه المخصص حسب ما مثبت في التذكرة ..يجلس ليلتقط انفاسه ويستقر مطمئناً.. حاول النظر من النافذة وقد اختلط الظلام سوى بعض الاشباح للبيوت والمصابيح المتسارعة واعمدة الكهرباء ، وأضواء الاعلانات الخاطفة وعتم داكنة متقطعة وصوت هدير القاطرة وإيقاع فواصل حديد السكة ، يرافقه صوت صافرة القطار الممتزج بشيء من الحزن مودعاً المصابيح المندفعة الى الماضي لتؤشر لحظة ذكرى سفر في خاطره .. كان المقعد الى جانبه خالياً . حاور ذاته ، ترى هل سيبقى كذلك الى نهاية السفرة أم سيشغل خلال المحطات القادمة . من الذي سيشغله ؟ سؤال دار في خلده فأجابته المحطة التالية حين صعد الى العربة إثنان ؛ فتاة وفتى ، وتوقفا عنده يدعيان أن المقعدين لهما وكما مؤشر في تذكرتيهما ، ترك لهما المكان بعد أن علم أنه ارتقى القطار المعاكس ..

…………