موسوعة كتاب القصه بمصر / الأديب : عادل العجيمى

 

السيرة الذاتية

عادل العجيمي

الاسم : عادل يحيي صابر يوسف

الشهرة :عادل العجيمي

تاريخ الميلاد : 20 / 6 / 1972

محل الميلاد : المتانيا / العياط / الجيزة

اﻹقامة : المتانيا / العياط / الجيزة

المهنة : معلم لغة عربية

العضويات : عضو اتحاد كتاب مصر (عامل)

المؤلفات :

  – لوحات زجاجية لعدة رجال – مجموعة قصصية 2003

– ((أفق يحتضن الصدى)) – مجموعة قصصية 2006

– رقصة في الهواء الطلق – مجموعة قصصية 2009

– حبات التوت – مجموعة قصص قصيرة جدا 2011

– وجوه من الحلم الجميل (مجموعة قصص قصيرة جدا 2013

6- – لن ترى -مجموعة قصصية 2014

الجوائز :

المركز اﻷول في مسابقة نادي القصة بالقاهرة 2008

ملحوظة:

– نشرت أعمال قصصية ومقالات متفرقة في الكثير من المجلات والدوريات العربية والمصرية

– تمت ترجمة بعض القصص للغة الانجليزية والتشيكية والسلوفانية

 

 

(( بقايا هامشية ))

 

فأغلق عينيه كأن شيئاً ل    فتح عينيه بصعوبة استجابة ليد تهزه برفق ليقوم من رقاده الأزلي .. لم يستفق وعاد م يكن.. فتحولت اليد الرفيقة إلى يد ثقيلة نوعاً ما تهزه في عنف خفيف فنهض.. وتلفت حوله حتى ظهرت أمامه أشكالاً كثيرة ومفردات لها علاقة بالحياة وأخرى لا علاقة لها بأي شيء .. فدارت رأسه وغامت عيناه ثم استسلم لرقاده وعاد إلى ما كان عليه وراح يبحث عن أشياء كثيرة كانت في يده فلم يجد منها شيئا.. تحولت اليد الرفيقة التي ثقلت إلى يد خشنة لطمت وجهه الجامد ولكمته في مناطق عدة ثم حملته وألقت به أرضا ثم أجلسته وكبت عليه نهر ماء بارد ففتح عينيه بصعوبة وعلى وجهه ابتسامة باهتة ونظر حواليه ولم يهتم بما وقعت عليه عيناه هذه المرة وشعر برغبة في الوقوف فاستند إلى أحد الجدران الملساء فانزلق وتكومت جثته على الفراش ومرت عليه لحظات لا يدري على وجه اليقين ما دار فيها لكنه رفع يديه بصعوبة واستند على نفسه التي ساعدته على الوقوف فوقف وجالت عيناه في المكان الضيق باحثاً عن ركن يؤويه .. تقاربت أركان المكان بصورة سريعة  فلم يجد عناء في البحث حيث ألقى بنفسه في ركن قريب وأمامه الأركان الثلاثة الأخرى وراح إلى عالمه الساكت الصامت الساكن الغائم النائم فما كان من اليد الرفيقة التي ثقلت ثم خشنت إلا أن تبحث عن سكين حاد لم تتعب كثيراً في العثور عليه حيث كانت السكاكين مدلاة من السقف على كل شكل ولون فاختارت سكيناً بحدين يلمعان بطريقة مغرية في ذلك الظلام المهيمن بقوته الأبدية على المكان منذ زمن بعيد .. التقطته وطوحته يميناً ويساراً فاخترقت به ركود الهواء  وراحت تمزق شرايينها وتترك الدماء تسيل وتغرق المكان فيطفو الراقد في ركنه البعيد على سطح الدماء التي تجرفه إلى الشارع فينضم إلى كثيرين على وجوههم بقايا حياة هامشية..

 

(ابتسامة ثابتة )

يبدو أنه لم يجد في الوجوه التي نظر فيها ما يبغيه لذلك تركته ينظر في وجهي الذي لن يكون بالتأكيد عادي الملامح كما نظر في تلك الوجوه ربما أكون شبيهاً بمن يبحث عنه أو ربما أكون أنا ذلك الشخص الذي يبحث عنه لكنه لم ينظرني وجال بعينيه في كل مكان …ابتسامته الجميلة جعلتني أقف تاركا دفء كوب الشاي للهواء البارد السخيف ..وقفت معتدلا ومصلحا من هندامي في مرمى بصره فنظر في اتجاه آخر فشعرت بأن منظري قد لا يكون أليفا له لكنني طردت ذلك الهاجس وأكدت لنفسي أنني على ما يرام  فأسرعت ووقفت قبالته وتحركت مع حركة رأسه ولما لم يلتفت نحوي شككت في نفسي لكنني هززت رأسي في عنف طاردا ما فيها ووقفت فوق الكرسي وأخذت أقفز وأرفع يدي ثم آتي ببعض الحركات البهلوانية لا أعرف على وجه الدقة متى تعلمتها غير أنه لم يلتفت إلي فغطاني عرق رائحته غريبة فلملمت ما تبقى مني وعدت إلى مكاني وجلست متوقعاً أن عيوناً تنظر نحوي وشفاهاً تمصمص وكفوفاً تدق على بعضها سائلين الله أن يشفيني ، إلا أن شيئاً من هذا لم يحدث فضحكت وعلا صوتي بشكل لم أكن متوقعا له فارتفعت العيون دون أن تعبأ بي أو يسخر أصحابها مني فهدأ صوتي إلى أن  سكت تماما  فحاولت ابتلاع ريقي وفشلت فمددت يدي إلى كوب الشاي الذي وصل إلى منتصفه دون أن أدري ورفعته وارتشفت بقاياه وأنا أتابع الشخص الذي مازال واقفاً ينقل بصره بين الجالسين حتى أتى آخر يشبهه إلى حد بعيد وتأبطه ثم تلفت القادم  هنا وهناك حتى وجد مكانا لهما فجذب كرسيا وأجلسه عليه ثم جلس هو معطيا ظهره لي تاركا الآخر في مواجهتي وأشعل له سيجارة ووضعها في فمه فأخذ ينفث دخانها مصوبا وجهه الذي تعلوه ابتسامة ثابتة إلى وجهي .

يشرفنا زيارتكم لمجلة مبدعو مصر على الفيس بوك اضغط هنا

اترك تعليقاً