موسوعة كتاب القصة بمصر / الكاتب : ابراهيم عطية

سيرة ذاتية

إبراهيم عطية .

إبراهيم محمد السيد عطية

كاتب روائي وصحفي

  • ماجستير في العلوم الآسيوية بأمتياز في الأسطورة وتأثيرها علي المجتمع الهندي “دراسة في الأنثروبولوجيا الثقافية
  • مسجل لدرجة الدكتوراه فلسفة الدراسات والعلوم الآسيوية بعنوان ” السيرة الذاتية في أدب غاندي “دراسة في سسيولوجيا الأدب”

ولدت في 21يونيه 1966بقرية الإسدية مركز أبو حماد التابع لمحافظة الشرقية

– رئيس فرع اتحاد كتاب مصر بالشرقية وإقليم القناة وسيناء .

– مدير تحرير مجلة الرواية التي تصدر عن الهيئة المصرية العامة للكتاب

– عمل محررا بجريدة أخبار الأدب – مؤسسة أخبار اليوم

– رئيس مجلس إدارة جريدة الأجيال المصرية .

– عضو نقابة الصحفيين المصريين المستقلة

– عضو نقابة العاملين بالصحافة والإعلام

– عضو النقابة العامة للإعلام الالكتروني

– عضو مجلس محلي الثقافة بمحافظة الشرقية

– عضوية فخرية بنقابة المهن السينمائية

– عضو اتيليه القاهرة .

– عضو نادي القصة بالقاهرة

– عضو أمانة أدباء مصر من 1998حتي 2002.

– رئيس نادي الأدب المركزي بالشرقية عدة دورات منذ تأسيس نوادي الأدب.

– عضو أمانة أدباء مصر دورة2010-2011

– عضو أمانة أدباء مصر الدورة الحالية 2016-2017 .

– عمل رئيسا للقسم الثقافي بجريدة الإقليم

– عمل رئيسا للقسم الثقافي بجريدة رأي الأمة

– عمل رئيسا للقسم الثقافي بجريدة أخبار الشرقية

– عمل رئيسا للقسم الثقافي بجريدة جماهير الشرقية

– عمل رئيسا للقسم الثقافي بجريدة الكنانة

– رئيس تحرير مجلة رؤى الثقافية – الصادرة عن فرع ثقافة الشرقية

– رئيس تحرير سلسلة خيول أدبية .

– عضو نادي الطيران المدني بالشرقية .

– درس الأدب العربي واللغة العربية في كلية دار العلوم – جامعة القاهرة .

–  دبلوم في علوم الحاسب الآلي .

-دورة ICDL من جامعة الزقازيق.

– دورة تدريبية في الثقافة العمالية من الجامعة العمالية .

–  دورة تدريبية في الويندوز من وزارة الاتصالات ووزارة الثقافة .

– قدم العديد من الرؤى النقدية في البرامج الثقافية بالإذاعة التليفزيون .

– نشر العديد من الأعمال  القصصية والرؤى النقدية في الدوريات الأدبية المتخصصة في مصر والأقطار العربية ( أخبار الأدب-الأهرام – الجمهورية -مجلة الهلال – جريدة القاهرة – الثقافة الجديدة – مجلة القصة – مجلة قطر الندى _ الجمهورية – المساء – الأهرام المسائي – الأخبار المسائي – عمان الثقافية – كتاب أخبار اليوم- أدب نقد- دبي الثقافية – الجسرة – الحياة اللندنية وغيرها ) .

– أهم الجوائز التي حصل عليها :

– المركز الأول  للقصة القصيرة في جامعة القاهرة  1990

– الجائزة الأولي في القصة القصيرة ثقافة الشرقية  2000

– جائزة الإدارة العامة لثقافة الشباب والعمال  (القصة القصيرة) عام 2001م

– جائزة الهيئة العامة لقصور الثقافة في النشر الإقليمي المركز الأول كرئيس تحرير لمطبوعات ثقافة الشرقية 2001  .

– درع التكريم من جامعة كفر الشيخ.

– درع التكريم من اتحاد كتاب مصر.

– درع تكريم من صالون كنوز الأدبي.

-درع تكريم من مؤتمر أشمون الثالث لشعر العامية.

– درع تكريم من صالون النهار بالدقهلية

-درع تكريم من مؤسسة عبد القادر الحسيني الثقافية.

– جائزة مجلة النصر في القصة القصيرة  2002 م

–  درع وميدالية محافظة الشرفية ,

– درع تكريم من جمعية الزعيم أحمد عرابي الثقافية .

– ميدالية تكريم وشهادة تقدير من دار أخبار اليوم في القصة القصيرة 2006.

– شهادات تقدير وميدالية من جامعة القاهرة.

– شهادات تقدير من كلية دار العلوم .

– درع وشهادة تقدير من الهيئة الهامة لقصور الثقافة .

– شهادة تقدير من كلية التربية النوعية جامعة الزقازيق

–  شهادة تقدير من المعهد العالي للخدمة الاجتماعية ببنها .

– شهادة تقدير من كلية الآداب جامعة الزقازيق للمشاركة البحثية في فعاليات مؤتمر قسم اللفة العربية الأول والثاني.

– شارك في العديد من المؤتمرات الأدبية على مستوى جمهورية مصر العربية

– شارك في فعاليات مؤتمر اتحاد الكتاب العرب الذي عقد في مدينة العريش بمحافظة شمال سيناء يولية 2007

– شارك بالبحث في مؤتمر قسم اللغة العربية وآدابها بكلية الآداب جامعة الزقازيق تحت عنوان ” الواقع الأدبي في الشرقية 2005

– شارك بالبحث في مؤتمر إقليم شرق الدلتا الثقافي في مدينة دمياط 2006

–  شارك في أمسية ثقافية بمكتبة القاهرة عن تجربته الإبداعية يونيو2008

– قدم العديد من الرؤى النقدية لبعض الكتاب في برنامج ” كتابات جديدة” بالبرنامج الثقافي بالإذاعة المصرية وغيرها من البرامج بصوت العرب .

– شارك في العديد من البرامج التليفزيونية في جميع القنوات .

الأعمال المنشورة :

147

–  طعم الوجع- مجموعة قصصية – سلسلة إبداعات- الهيئة العامة لقصور الثقافة 1998

– صيد المطر – مجموعة قصصية – الهيئة العامة لقصور الثقافة 1998- فرع ثقافة الشرقية ط1– 1998

– خيول النهار – مشترك – كتاب الأدباء – الهيئة العامة لقصور الثقافة

-حكايات شرقاوية– مشترك – كتاب الأدباء – الهيئة العامة لقصور الثقافة

– حوريات الضوء – قصص قصيرة – خيول أدبية – ثقافة الشرقية  2006

– – صيد المطر – مجموعة قصصية – الهيئة العامة للكتاب – اشراقات  جديدة  ط2– 2007

– الأدب والعولمة – مشترك – – الهيئة العامة لقصور الثقافة 1998- فرع ثقافة الشرقية ط1– 2007

– قضايا النص الأدبي المعاصر– مشترك – الهيئة العامة لقصور الثقافة – فرع ثقافة الشرقية ط1– 2008

– هرش دماغ – قصص قصيرة – الهيئة العامة لقصور الثقافة- ط1– 20011

-صلاح والي فيلسوف السرد-دراسات وحورات – الهيئة العامة لقصور الثقافة ، إقليم شرق الدلتا الثقافي 2014

– تحية العلم – قصة  للأطفال – الهيئة المصرية العامة للكتاب 2014

– الديك الأخضر– رواية، دار أطلس2017م

أعمال تحت الطبع :

–     سبــــت النــــور  – رواية

–   مس البدن  – مجموعة قصصية بالعامية المصرية

–   للزقازيق دفء القرفة – رواية

– الحلزونة – رواية

– مدن الأرجوزات – رواية

–  أولى أوَّل  – قصص للطفل

– ابن اراجوز – مسرحية للطفل

– دموع سعيدة – قصص قصيرة

– على بلد المحبوب – مسرحية

– شيخوخة الظل . قصص قصيرة

– عشاق النهار – قصص للأطفال

– شرفات – قصص قصيرة

– قبلة الروح – رواية

– أطياف الملائكة – رواية

– فلسفة السرد ” قراءات في الرواية المعاصرة ” دراسات نقدية .

– موسوعة أعلام الشرقية .

– شعراء من ذاكرة النسيان.

– فتحي قورة .. تملي في قلبي يا حبيبي

– يوسف بدروس ..شاعر من الزقازيق

– مرسي جميل عزيز.. زمان يا حب

– الواقع الأدبي في الشرقية”دراسة ف أنثروبولوجيا الثقافة”

– سحر الأسطورة الهندية.

– التنين العظيم دراسة في أنثروبولوجيا الثقافة الصينية

البريد الإليكتروني :                                ebnatia21n@yahoo.com

تليفون : مكتب – 01022472944- 01227097335 -01113171700

 

 

قصة قصيرة

               

              كلام ليل

إبراهيم عطية

 

 

 

الليل  سكون ، وفى الليل يحلو السهر والسمر ، وفى السهر ثلاثة أصدقاء يتقابلون كلَّ ليلة أسفل صهاريج المياه في ميدان المنتزة ، وكلما جلسوا تطايرت النكات والحكايات عن صنوف من البشر والمخلوقات بعد يوم من التعب والمشقة ، يخففون على أنفسهم بكلام الليل المدهون باللطائف .. والليل أنيس المجروحين ، يشكون لوعتهم وآهاتهم من جرح الزمان ، والجرح بعادٌ وفراق وهجر الحبيب …

يسود الصمت وتترقب نظرات الجالسين .. قطة تتربص بفأر يطل من فتحة صغيرة في جدار دورة المياه العمومية .. تنقض عليه وتدغدغه بين أسنانها وتتركه متجاهلة إياه غارقا فى ذعره إلى أن يشعر بالطمأنينة ، تقفز منقضة عليه وترفعه إلى أعلى فيموت في جلده ، ويبدو كما لو مات ألف مرة ، تتركه متجاهلة وتذهب بعيدا ، يلتقط أنفاسه ويسرع بالفرار لكنها تنقض عليه مرارا ، والدهشة تغرق الوجوه بالضحك ، إلا أن صرخة دوت زلزلت الأرض ، برقت كسيف شق السماء ، فأمطرت أسرابا من القطط .

صدقوني .. ليس من سبيل الدعابة أو لمجرد التسلية ، والكلام ليس للت والعجن كما يفعل بعض “اللكاكين” فى هذا الزمان ، وما أرويه عن عجائب المخلوقات طبيعي جداً بالنسبة لمحافظة كل جنس على نوعه ، ومن أسرار الطبيعة أن يحن الذكر إلى الأنثى وتحن الأنثى إلى الذكر إلا من شذ .. أليس كذلك ..؟! ويمكن إحداث طفرة فى النوع فتنشأ علاقات استثنائية ينتج عنها نوعاُ آخر من المخلوقات ، و الحياة دائما تحلو بالمتعة ، والمتعة قد تأتى من وزة شيطان للإنسان ، لكن السؤال الذي يحيرني ويراودني كثيراً ..

 هل المتعة فعلاً وزة شيطان ..؟

وإذا كان كذلك هل يوز الشيطان الحيوان ..؟!

أعتقد إن كان ولابد من تفسير ذلك الحدث الذى يسمونه المتعة الناتجة من منبع الإحساس باللذة والحنين إلى التكامل النوعي.

 وقد يتصور البعض إن ما حدث شئ طبيعي يحدث بين سائر المخلوقات ، بل نرى الكلاب فى الشوارع بمجرد أن تشم رائحة كلبة فى مكان ما تتجمع كلاب الحى بأكمله حولها ويلاحقونها ، ناهيك عما يحدث طوال الليل من نباح ومعارك طاحنة بين الذكور إلى أن يظفر بها من هو أحق وأقوى .. هذا المنظر أربك الفتاة المارة فى الطريق مع زميلتها وحاولت الإسراع فى الخطى ، لكن حب الاستطلاع شدها للنظر ورؤية المشهد بتفاصيله التى حمرت خديها ببدرة الخجل وحرارة الموقف الملتهبة .

والصرخة التى انفجرت ، شرخت زجاج النوافذ المطلة على الميدان ، حفرت حفرة غائرة في جدار الصمت وظلمة سكون الليل ، بدا الموقف محيراً لدرجة أصابت الجميع بشلل مؤقت أوقف حركة الشارع تماماً لثوانٍ أو ربما دقائق مرت أو ربما توقف الوقت ، لكن ما حدث حدث ..

ويبدو السؤال ..ألا يستطيع كبت جماح غرائزه ، وبالذات هذه الغريزة التى لا يستطيع السيطرة والتحكم فيها أمام ضعف العاطفة الجبارة التى تجتاح الجسد وتغرق في جبروتها العتاة ، يضعف ويلين ويستسلم دون وعى ، وبلا يقظة ، يغيب عن الحياة ويحدث ما يحدث لتكامل النوع .

وإذا حاولت تجاهل ما يحدث فإن دافع ما يدفعك نحو الالتفات إلى المشهد والانجذاب إليه بتلقائية وعفوية حب الاستطلاع ، ويمكن أن تعيد النظر للتأكيد ، وقد يتوارد لديك شعور بالرغبة أو خواطر حول الدوافع التى أدت إلى حدوث هذا الفعل في الطريق العام ، وتقول في سرك ..ليس غريبا ما يجرى فالشيطان شاطر ، وشطارته أن يوسوس للناس بالشر .

وما جرى في ميدان المنتزة جعلني أتقصى حديث الناس وأصغى إلى نوادرهم عن القطة الرومي الصفراء التى سوف أخبركم من أمرها عجباً ، والعهدة على الراوي ، والراوي محمد غريب أحد الثلاثة الذين يتقابلون عند فرشه كل ليلة يفرشون أحلامهم فوق صفحات الجرائد والمجلات والكتب المرصوصة فوق الأرفف تستمع إلى أحاديث السمر حتى امتلأت وتضخمت ، يقول ابن غريب متندراً عن القطة .. ذات صباح فوجئ أصحاب المحلات والعمال بقطة صغيرة ، تسير وسط الشارع بين أرجل المارة و السيارات وما نبههم إليها سوى نونوتها المسرسعة التى تخترق الآذان ، تقاذفتها الأرجل إلى جانب الرصيف وحين رآها أحد المارة المحبين للقطط صعبت عليه ووضعها فوق الرصيف .

لم يخطر ببال أحد السؤال إن كانت ذكراً أم أنثى ، وليس الذكر كالأنثى ، الفرق شاسع بين السماء والأرض كما تعرفون ، على الأرض قطة بلدي صفراء ، صغيرة ، هزيلة ، لا تستطيع الحراك ، مغمضة العينين ، بيضاء كالقطن المنفوش بصفار باهت ، يشمئز لرؤيتها الناظرين .

وماذا يفيد السؤال إن كانت ذكراً أم أنثى ..؟! الأمر عادى جداً ، ما هى إلا ساعات قلائل أو أيام وتموت جوعاً ، فكم القطط التى في الشوارع يساوى عدد الأولاد الذين ينامون على الأرصفة ، والقطة البلدي لا تساوى شيئاً ، وليس لها صاحب يسأل عنها ، ترى لو كانت قطة سيامي أو رومي أو شيرازي مثلاً هل كان سيصبح هذا مصيرها ..؟! بالطبع  لا ، لكنها مشردة مثل هؤلاء الأطفال المشردين في شوارع المدينة بلا أهل ، يشمون – الكُلة والبنزين – ويأكلون من صناديق القمامة .. لا وألف لا ..!!

تبادر إلى ذهني اسم بوسي حبيبتي صورتها تماما وعيناها اللتان تشعان بريقاً ساحراً يأخذ بالألباب ، وخفة روح تؤسر القلب ، لم أقصد إيذاءها ، وما دفعني إليها سوى وزة شيطان رجيم أنساني وأنساها الدنيا وضعفنا وحدث ما حدث .

أليس من حقي أن أحبها وتحبني وأضعف وتضعف ونستجيب لنداءات الجسد المتكررة وأشبع رغباتي المكبوتة منذ سنوات والظروف التى لا تريد أن تنصلح والحصول على شقة أصبح أمراً مستحيلا يا ناس فدلوني ماذا نفعل فى زمن ضاعت فيه الأحلام ..؟! ولا أدرى لماذا تصر بوسى على التمسح بي كلما رأتني كل ليلة ، قطتي بوسي وحبيبتي بوسى ، ونساء العالم كلهن بوسي ، فيا ليتك يا بوسى كنتِ ترفضين الضعف وتقلعين عن عادتك التى تسكرني كلما التقينا وتكفين عن الدلال وتتركيني أعانى الوحدة المريرة ، تصدين وتتمنعين ، كأنك يا بوسى تتلذذين بحيرتي وعذاباتي .. يللاقسوة قلبك يا بوسى حين تركتينِ وتزوجتِ المال ..

وقال ثالثنا وهو على علم بصنف النساء إن الأنثى عندما تدب فيها الروح ويصبها خراط البنات فى قالبه ، يبان جمالها وتتبغدد وتسوق الدلال على الرجال ، والدلال دلع وزينة وعيون تسحر ، وتخطف القلوب ، ولا يملأ عينها أجدع ذكر على وجه الأرض ، إلا من تهفو إليه وتقع فى حبه ويشكمها .

واستكمل ابن غريب الذي عنده علم بالحكاية قائلاً ..

القطة التى أصبحت أنثى بهرها حلاوة عينيها الزرقاوين بزرقة السماء الصافية ، كلما رأت قط يقترب منها يناوشها ويطلب ودَّها ويريد خطبتها رفضته ، وماءت مواءً مفزعاً ، أفزع سكون الليل في الميدان المظلم ظلمة الموات ، نفشت شعرها الجميل بصفرة الذهب ، تقوست وزامت رافعة ذيلها المنفوش …نـو نــو  …نـــــــــــــــــــــواو واو … بخ ..

وما أكثر من تقدم لخطبتها طالباً يدها راجياُ حتى امتلأ الميدان كل ليلة بقطط  المدينة ، من جاء متوددا بمد أواصر المودة ، أو مغازلاً يطلب العطف  ، لكنها في كل مرة توبخه ، ويكون جزاءه البهدلة وقلة القيمة ..

قال صاحب الخبرة .. النساء كلهن هكذا صنف واحد نمرود ، إذا امتلكن القدرة تجبرن وحمن بجبروت القادرة ، والقادرة لا تعفو ولا تترك رحمة أو شفاعة إلا من رحم ربى .. وقدرة المرأة تكمن في كيدها ومكرها ، وإذا شعرت بضعف الرجل قادته ، وعضت اليد التى مدت إليها ووزها الشيطان على العصيان ، لكن ترى هل يوز الشيطان الحيوان ..؟

وأضاف من له علم بباقي الحكاية .. كلما اقترب منها قط غريب نهرته وتنمرت كاشفة عن أنيابها وزامت ..امممممــــ واواواو واواو .. والتنمر رفض ، والرفض نفور واختفاء الطيبة والمسكنة والدلال .

إذا ما اقترب غريب نهرته مدت ذراعها فو وجهه تهوشه ، كاشفة عن أنيابها ، نافشة شعرها الطويل وتقوست ، تتوعده …واواواو .. واواو .. ويا ويل من تسول له نفسه الاقتراب منها ، مجرد محاولة جر شكلها ، تختفى طباع البراءة والوداعة والألفة وتهجم عليه لعضه من رقبته .. اممممــواواواواو …

وإذا جاءها قطٌ عجوز متودداً يطلب يدها تثور وتزوم تمنعا ونفوراً ، وتبدو كفهد يتربص بفريسته ، تقوس ظهرها وتكشر عن أنيابها وترفع ذيلها امممـ نونو واواواو … …

ليتك يا بوسي انتظرتِ ولم تخوني عهد حبنا وتنمرتِ على أيبكِ ورفضتِ هذا الكائن الذى استلب عذريتك ، لماذا لم تقاومي مثل القطة ..؟

فلا أحد يستطيع ترويض النمرة وإجبارها على شئ دون أن يهفها المزاج والرغبة فى الاستسلام ، والاستسلام ضعف ، والفطرة استجابة لقوة الغريزة التى تتساوى فيها جميع الكائنات ، والليونة دلال واستجابة للغريزة ، يسبقها نونوات هادئة وتسبيل عيون وتمسح في الحائط .. ربما أحست بأنوثتها الطاغية وأدركت حاجتها إلى ذكر يؤنس وحدتها التى طالت أياماً وشهوراً وسنوات من عمرها ضاعت فى الانتظار ، والوحدة صعبة في ليالي الشتاء الباردة ، ربما أدركت يا بوسى ذلك وشعرتي بحاجتك للتكامل النوعي أو من يؤنس وحدتك أو سيطر عليك إحساس الأمومة الذى يولد مع الفطرة في الأنثى ، فهل شعرتي بالحاجة أن تصبحين أماً بعد فقدك الأمل فى ارتباطنا ورفض والدك لى عندما تقدمت لخطبتك ..؟

وما الدافع الذى جعلكِ تقبلين زواجاً تقليديا ..؟

قولي يا بوسى ..كفاكِ صمتا ، وواجهي نفسك قبل أن تواجهيني بالدموع …!

 فى هذه الليلة الباردة ماءت مواءً ناعماً ، نعومة الحرير أو إن شئت قل نعومة المرأة العاشقة الوالهة ،أما القط الوقف منتصباً ، متباهيا بشبابه ،مزهوا بلونه الأسود اللامع وصدره الأبيض ، ماء بنعومة العشق .. نواو نواو مقتربا منها ، تشمم الهواء وحك جسده بجسدها ، تولدت حرارة أشعلت رغبة التلاقي ، رفعت ذيلها وهزهزته يمنيا ويسارا ، ربما حنت إلى الأمومة بعدما عشقت ورغبت ، وفي العشق عطاء ، وعطاؤها الحب روحاً وجسداً ، جريا بعيدا فى الخفاء  وكانت صرخة مدوية حين اشتبكا ومارسا الحب في الطريق العام أمام أعين الناس جميعا ، فهل يعتبر ما يمارسه القط مع القطة فعل فاضح في الطريق العام ، يعاقب عليه القانون …؟!

أعتقد أن ما فعلته بوسى حقاً مشروعاً في الحياة ، هزمت حواجز الخوف من القيم والظروف وتزوجت من أحبته ..

 أليس من حقها أن تعيش وتتكاثر زى كل الناس … ؟

يا ليتنا يا بوسى هربنا سويا وفعلنا ما فعلته القطة بوسى مع القط الذى أحبته ، ولو كنا فعلنا ما فعلاه وهما أجرأ منا .. هل كنا نستطيع هدم الحواجز وقيود التقاليد ..؟!!

مع بزوغ نور الفجر انصرفنا نحن الثلاثة إلى بيوتنا ، ولم يبق من كلام الليل البارد سوى آهات وجع ووعد باللقاء ومواء قطط  واواو … واواو                   

 

اترك تعليقاً