موسوعة شعراء الفصحى العرب / الشاعره : ريما زيدان سويد

  الاسم . ريما زيدان سويد
مكان الولاده . لبنان / رويسة البلوط
العمل الحالي : ربة منزل
العمل السابق . مديرة علاقات عامه في مجلة “لبنان الشعر والشاعر ”
اعداد واخراج مواضيع في مجال “حقوق المرأه الأرمله والمطلقه ” في جريدة لبنانيه “صوت الشوف “
كتبت في مجال القصه لمجلة خليجيه “المراه اليوم ”
وايضا في مجلات لبنانيه مجلة “الجرس ” مجلة
” كواليس ”
ليس هناك مشاركات خارج لبنان الا في عالم الفيس بوك
فزت في المرتبه الاولى في
جروب “ابداعات عربيه ” مسابقة عروس الكلمات
نلت المرتبه الثانيه في مجال القصه بجريدة “القلم الحر للأبداع ”
انشر في عدة مواقع الكترونيه

 احلام الطفوله
تشرب قهوة الصبح بمذاق احزانها …ويتعذر عليها تذوقها بنكهة أحلامها
للسنة الثانيه ومنذ خوضها تجربة الموت وهي تبحث عن درب عبورها الى ربيع الحياة
زوجها الذي غادرها بمشيئة الرب …ليهبها عمره حلما لعمرها …ويهديها رحيله عهدا لذكراه …ويودعها امانيه ثلاثة اطفال
ثلاثة اطفال كما ثلاثية الوجود ينيرون حياتها حبا واملا وسعاده
وكان القدر انتدبها للمرافعه عن مصير الطفوله في زمن الشعارات المموهه
وهي تحاول جاهدة الخروج لربيع احلامهم عن كاهل مأسيها واحزانها
لكن صدى ذلك الصوت بسطوة نبرته يتشقق عن تصدع امانيها وهي تسمعه بالم ذكرياتها : ” لقد اتخذت قراري بفصلك من العمل ، لان واجب العمل مسؤوليه تفوق واجب الامومه
وقانونه لا يخضع لمبررات او اعذار ”
تنتفض اعتراضا لسطوة الصوت ، دون ان تقوى على محو ملامح وجه صاحبه المتجهمه من مخيلتها
انه مدير العمل …وقرار صاحب العمل يملك عليها صلاحية مصادرة لقمة عيشها
وهي تغالب حكم الواقع باحلام الطفوله المجهوله …ورمز الامومه المهدور
الوعود والحكايا لم تعد تروى ظما الامنيات في قلوب اطفالها …اسئلة ابنتها الكبرى تسمعها وعن عمر يناهز سنينها الثانيه عشره حين تطالعها بسؤالها مستفسره : “امي اراك دائما تناشدين الرب وعدالة السماء على مغالبة حكم الواقع …ومنازلة جور الزمن …لماذا نعاني من سطوة هذه الاحكام …؟
تنعطف على ابنتها بنظرات حنانها لاحتضان احزانها
وسرعان ما يترامى اليها صوت ابنها هاتفا :” لا اريد الخلود الى النوم …لا اريد حصان الحكايه …سوف أبقى الى جانبك انتظر الغد معك ريثما احظى بالحصان
الدميه ”
اما صغيرتها اخر العنقود تنظر اليها وهي تنام باحضان برائتها …ونقاء عالمها
ثلاثة اطفال يتوسدون وعود الانتظار …والانتظار قانون يحكم بالعقوبة وقوفا على ارصفة الوعود
انتفاضة خوف صاعقه تخرج من صدر ام مسكونا برغبة التحدي …والتضحيه
والمحبه
تخرج الى واقع معاناتها مدفوعه بغريزة الامومه
الايام تتوالى على عبث دون بارقة امل او وعد
ذات الاجوبه تتلقاها بنبرة التذمر …ولهجة التأفف من مدراء العمل :”لا يلزمنا أم للعمل …الموظفات عندنا غير ملتزمات بمسؤوليات عائليه ”
تعود بادراج خيبتها الى منزلها وهي تدرك ان جوع اخر يهدد اطفالها …جوع الى الوئام والمحبه والانسانيه
صوت ابنها ينتشلها من سهوم احزانها متسائلا :” أمي لماذا الذئب اكل الجده المسكينه …؟
تجيبه بتوجس : لانه ذئب الحكايه …والحكايه كذبه بريئه ” وتكتم على مضض حقيقة الذئب الذي غادر كهف الحكايه …وأصبح ذئبا واقعيا
اسئلة اطفالها تتسلق أسوار عالمها المسكون بدمى الوعود
وهي تحاول جاهدة الترفع بأحزانها ومأسيها للأرتقاء بعالم طفولتهم الى صباحات الحياة وربيع جمالها
يوم أخر لصبح امانيها …تغادر منزلها ككل يوم بحثا عن وظيفه وهي ترنم صلاتها بوحي ايمانها
“يا رب لا تحرم الطفوله من فردوس نعيمها …لأن عجلات الزمن لا ترحم البراعم
البريئه
ريما . زيدان . سويد

اترك تعليقاً