مقاطع قصيرة جدا من مسرح الدراما الحركية
مقاطع قصيرة جدا من مسرح الدراما الحركية

مقاطع قصيرة جدا من مسرح الدراما الحركية.. بقلم نعيم الاسيوطي

ورشة
المسرح مضاء باللون الأحمر القاني، تملؤه موسيقى حزينة ممزوجة بصراخ أطفال من أعمار مختلفة. الفنان ناصر عبدالتواب يدير ورشة لتصنيع الدمى. يوزع الخامات على الأطفال الجالسين في مجموعتين: إحداهما تشكل هلالًا، والأخرى صليبًا.
يدور ناصر حول الأطفال، في يده اليمنى هيكل طفل، وفي اليسرى رغيف خبز جاف. يسقط الرغيف من يده ويتفتت على الأرض. يركع ناصر محاولًا إطعام هيكل الطفل بينما يعلو صراخ الأطفال.
تهجم مجموعة “الهلال” على فتات الخبز المتناثرة، يلعقونها بألسنتهم من الأرض في هرج ومرج. في المقابل، تصنع مجموعة “الصليب” دمى لهياكل أطفال كثيرة، ويسيرون في دائرة مغلقة مرددين كلمات غير مفهومة. ينضم إليهم أطفال آخرون ويحتضنون دمى هياكل الأطفال.
من خارج المسرح، يُسمع صراخ أمهات ممزوجًا بصوت طلقات نارية. جندي مقنع يسحب شابًا إلى المسرح، ويتبعه آخرون بجثث إضافية. المخرج يقطع المسرح ذهابًا وإيابًا، يضرب رأسه بكلتا يديه.
يحيط أطفال “الهلال” بالفنان، ويسقط الجميع على الأرض. في أعلى المسرح، تعرض الشاشة مشاهد سريعة ومروعة لمنازل منهارة، صور للموت والجوع، مساجد وكنائس مدمرة، وجوه مرضى، وحشود متظاهرين. قبل الصرخة الأخيرة، تظهر على الشاشة عبارة: “المجالس تنعقد في كباريهات الرقص”.
صمت وسكون تام لمدة دقائق.
إظلام

***

قد يهمك أيضا: نعيم الاسيوطي يكتب: من حكايات الزمن الجميل ( ١١ ) أبو محمود