مفاجآت اعترافات المتهمين عن حادث الواحات الارهابى .. واعترافات المتهم الأجنبى بـ«خلية الواحات» الارهابيه

جريمة كشفت اعترافات المتهمين بـ”خلية الواحات” خلال تحقيقات النيابة العامة عن عدد من المفاجآت عن حادث الواحات الإرهابي الذي وقع بصحراء الواحات عند الكيلو 135 وأسفر عن استشهاد 16 من الضباط وأفراد الشرطة وإصابة آخرين أثناء مواجهة مسلحة مع عناصر إرهابية وقتل خمسة عشر إرهابيا، أبرزها تلقى العناصر الإرهابية تمويلا كبيرا لارتكاب أعمال إرهابية بالقاهرة وعدد من المحافظات، بالإضافة إلى تخطيط الخلية لاستهداف عدد من دور العبادة الخاصة بالمسيحيين بصحراء الفيوم وعدد من محافظات الصعيد.
جنسيات العناصر الإرهابية  وكشفت مصادر قضائية عن أبرز جنسيات العناصر الإرهابية الأجنبية التى تم ضبطها أثناء مشاركتها فى عمليات إرهابية فى مصر خلال الشهور الماضية وتنوعت هذه الجنسيات ما بين “سوريا والعراق وفلسطين والسودان وليبيا”.
وأوضحت المصادر أن الصحراء الغربية ينشط فيها عدد من التنظيمات الإرهابية أبرزها “ولاية سيناء” ممثلة فى خلية عمرو سعد “وأنصار الإسلام” و”المرابطين” مشيرة إلى أن خلية الواحات التى تورطت فى الاعتداء على رجال الشرطة كانت تتلقى تدريبات عسكرية فى معسكر عند الكيلو 135 بالصحراء الغربية.
مسئول الدعم والمعيشة ورقابة الأسرى وعن طريقة تحرير الضابط محمد الحايس، معاون مباحث أكتوبر، من يد العناصر الإرهابية قالت مصادر مطلعة إنه أثناء مطاردة خلية الواحات وتحرير الضابط  “الحايس” دخلت قوات إنفاذ القانون فى اشتباكات مع العناصر الإرهابية التى حاولت تهريبه عن طريق الصحراء الغربية إلى ليبيا، وانتهت المواجهات بمصرع عناصر الخلية الإرهابية وتحرير الضابط محمد الحايس والقبض على قائد السيارة التى كانت العناصر الإرهابية تخفى فيها الحايس، وتبين أن الإرهابى المقبوض عليه عنصر أجنبى وبمواجهته اعترف بأنه مسئول عن الدعم والمعيشة ورقابة الأسرى بـ”خلية الواحات”.
وكشفت التحقيقات أن المتهم كان مسئولا أيضا عن تدريب عناصر الخلية الإرهابية على حمل السلاح وتصنيع المتفجرات، بالإضافة إلى مسئوليته عن الدعم الفنى.
ألف جنيه يوميا مقابل تزويد الإرهابيين بالأطعمة  وكشفت التحقيقات مع عدد من الإرهابيين الذين تم القبض عليهم فى عدد من القضايا الأخيرة عن تفاصيل معسكرات تدريب الإرهابيين بالصحراء الغربية، واعترف الإرهابيون خلال تحقيقات النيابة العامة بقضايا “خلية الواحات” و”ولاية سيناء الثالثة” و”ولاية الصعيد” عن مقر معسكرات إقامتهم بالصحراء الغربية.
وأكدت العناصر الإرهابية أنهم كانوا يتعاونون مع أشخاص -محل ثقة- على معرفة بتفاصيل الطرق الصحراوية بالصعيد ليزودوهم بالأكل والمعلبات والعصائر والمياه المعدنية مقابل ألف جنيه فى اليوم كيومية للشخص الذى يقوم بنقل هذه الطلبات، بالإضافة إلى أجرة السيارة التى يستخدمها المتهم وأيضا ثمن البضاعة، واعترف الإرهابيون بأنهم كانوا يقيمون فى خيام وأغذيتهم هي عبارة عن مخبوزات وفراخ ومعلبات وفاكهة وعصائر، ويتنقلون من مكان إلى آخر أكثر من مرة حتى يصعب رصدهم.

منفذو حادث الواحات

وقالت مصادر أمنية، في تصريحات صحفية إن أجهزة إنفاذ القانون من رجال القوات المسلحة والشرطة تمكنت من ضبط عدد من منفذي حادث الواحات أحياء خلال عمليات التمشيط التي جرت غرب محافظة الفيوم، باتجاه الحدود الليبية، عقب تحرير النقيب محمد الحايس.
أوضحت المصادر أن عددًا من الإرهابيين تمت إصابتهم خلال عمليات تبادل إطلاق النار، وأنه يجري حاليا استجواب تلك العناصر لمعرفة الجهات المخططة للحادث ومسؤولي التمويل والمحرضين وأعداد المنفذين لحادث الواحات، الذي أسفر عن استشهاد 16 من رجال الشرطة.
أكدت المصادر أن عمليات التمشيط والمداهمة خلال الأيام السابقة أسفرت عن مقتل 21 إرهابيا كانوا يرتدون ملابس عسكرية، وتراوحت أعمارهم بين ١٨ عامًا و٣٥ عامًا، وأنه يتم حاليا استكمال عمليات التمشيط للحدود الغربية في محيط الحادث لمسافة تتجاوز ٣٠٠ كيلو متر تحت غطاء جوي لرصد أي تحركات للعناصر الإرهابية الهاربة من جحيم المواجهات الأمنية.
أشارت أيضا إلى أن أجهزة الأمن عثرت في مخابئ الإرهابيين بالمناطق الصحراوية على ٣٥ قنبلة يدوية، و١٣ حزامًا ناسفًا، و٧ قاذفات آر بي جي، و١٤ بندقية آلية، و٦ أسلحة متعددة وترسانة أسلحة.

«أنصار الإسلام»

كانت جماعة مسلحة غير معروفة تدعى «أنصار الإسلام»، قد زعمت مسؤوليتها عن هجوم الواحات دون أن تقدم دليلا على تنفيذها للهجوم، من صور أو مقاطع فيديو، زاعمة أن عملية الواحات هي الهجوم الأول لها.
وذكرت الجماعة المزعومة أن قوات الأمن مدعمة بالطيران، عاودت الهجوم على عناصر المجموعة التي شاركت في هجوم الواحات، وقتلت عددا منهم -وهو ما يتفق مع البيانات الرسمية الصادرة عن الجهات الأمنية- ناعين في بيانهم من سموه «أبو حاتم عماد الدين عبد الحميد»، قائد المجموعة، الذي لقى مصرعه الثلاثاء الماضى.

مسئول لجنة التدريب العسكري

يعتبر الإرهابى عماد الدين عبد الحميد مسئول لجنة التدريب العسكري في تنظيم ولاية سيناء المتهم السادس بقضة أنصار بيت المقدس والمتهم الرئيسى مع القيادي في تنظيم أنصار بيت المقدس “وليد بدر” في محاولة اغتيال وزير الداخلية السابق، اللواء محمد إبراهيم، وكذلك اشتراكه في تنفيذ عملية “كرم القودايس” بسيناء.
انضم عماد الدين في عام 2011 إلى جماعة أنصار بيت المقدس الإرهابية، وشكل مع الإرهابي هشام العشماوي، خلية عُرفت باسم “خلايا الوادي” لتنفيذ عمليات عدائية بمنطقة الدلتا، وذلك بتكليف من أمير الجماعة أبو همام الأنصاري، لكنهما اختلفا حول بيعة أبو بكر البغدادي، وفرا إلى الأراضي الليبية، وبمرور الوقت بات “عماد الدين” هو الذراع اليمنى لـ”عشماوي” -ضابط الصاعقة السابق، الذي تم فصله عقب محاكمة عسكرية عام 2012- انتقل بعدها إلى منطقة الواحات، لتكون بمثابة معسكر لخلية “المرابطون” ونقطة انطلاق لتنفيذ العمليات، وخاصة بمحافظات القاهرة الكبرى.
الظهور الأول لـ”عماد الدين” كان خلال مشاركته في محاولة اغتيال وزير الداخلية الأسبق محمد إبراهيم وفي نوفمبر 2013، عقد اللواء محمد إبراهيم مؤتمرا صحفيا كشف خلاله عن تفاصيل محاولة اغتياله، وأعلن قائمة بأسماء المتورطين، وضمت ضابط الصاعقة المفصول عماد الدين أحمد.
الظهور الثاني لصاحب الـ36 سنة كان قبل إفطار يوم 21 من شهر رمضان عام 2014، حيث استُشهد ضابطان و26 مجندًا من قوات حرس الحدود بكمين نقطة “الكيلو 100” الواقع بمدينة الفرافرة على حدود الوادي الجديد. في 21 سبتمبر الماضي، أحالت المحكمة العسكرية 14 متهمًا بينهم هشام عشماوي ضابط الصاعقة المفصول ونائبه عماد الدين إلى فضيلة المفتي؛ لاتهامهم بقتل ضابطين و26 مجندًا في “مذبحة الفرافرة” وقضت محكمة غرب القاهرة العسكرية -في 11 أكتوبر الماضي- بمعاقبة ١٤ متهمًا، منهم ١٢ هاربًا، على رأسهم ضابط الصاعقة هشام عشماوي، بالإعدام شنقًا في تلك القضية.

تحقيقات موسعة

كان النائب العام المستشار نبيل أحمد صادق، قد كلف نيابة أمن الدولة العليا بإشراف المستشار خالد ضياء الدين، المحامى العام الأول لنيابات أمن الدولة بالتحقيق في الحادث الإرهابي الذي وقع بصحراء الواحات، وأسفر عن استشهاد عدد من الضباط وأفراد الشرطة وإصابة آخرين أثناء مواجهة مسلحة مع عناصر إرهابية.
انتقل فريق من محققي النيابة بإشراف المستشار خالد ضياء الدين المحامي العام الأول لنيابة أمن الدولة العليا إلى مستشفيات الشرطة بالعجوزة ومدينة نصر والشروق لمناظرة جثامين الشهداء جراء الحادث الإرهابي، مع التصريح بتسليم الجثامين إلى ذويها، والدفن فور انتهاء الأطباء الشرعيين من توقيع الكشف الطبي عليها، وتشريحها لتحديد أسباب الوفاة لكل منها على حدة، والاستماع إلى أقوال المصابين ممن تسمح حالتهم بسؤالهم في شأن ملابسات الحادث للوقوف على كيفية وقوعه.

خلية “أسيوط – الخارجة”

أصدرت وزارة الداخلية بيانا بشأن ملاحقة العملية الإرهابية بالكيلو 47 بطريق أسيوط – الخارجة، والتي أسفرت عن مقتل 13 إرهابيا. وقالت الوزارة في بيانها: “في إطار جهود الوزارة المتصلة بملاحقة العناصر الإرهابية الهاربة والمتورطة في تنفيذ عمليات العنف التي شهدتها البلاد خلال الفترة الأخيرة، والذين يسعون لمحاولة زعزعة الاستقرار بالبلاد كشفت عمليات المتابعة ومعلومات قطاع الأمن الوطني عن تمركز مجموعة من العناصر الإرهابية بإحدى مزارع الاستصلاح الكائنة بالكيلو 47 بطريق أسيوط – الخارجة، واتخاذهم من أحد من المنازل بها مأوى مؤقتا لهم بعيدا عن الرصد الأمني لاستقبال العناصر المستقطبة حديثًا لتدريبهم على استخدام الأسلحة، وإعداد العبوات المتفجرة قبل تنفيذ عملياتهم العدائية.
استطرد البيان: “فجر اليوم 27 تم استهداف المزرعة المشار إليها (عقب استئذان نيابة أمن الدولة العليا) بمشاركة كل أجهزة الوزارة المعنية، وحال اتخاذ إجراءات حصار المنطقة المحيطة بها فوجئت القوات بإطلاق أعيرة نارية تجاهها بكثافة، مما دفع القوات للتعامل مع مصدر النيران، وأسفرت عمليات التمشيط عقب السيطرة على الموقف عن العثور على 13 جثة (جار العمل على تحديدها) يرتدى بعضهم ملابس عسكرية.
 التحرير

اترك تعليقاً