مرثية البلاد القديمة ../ بقلم : حسن المهدي العراق

 

حين تكبر البلاد القديمه يصغر أبناؤها كعيدان ثقاب محترق .. يصغرون على مقاس الشمس فتغادرهم ليعيشوا في الظلام ..
كنت هناك اصرخ بالهاربين من المرايا حاملا جردل الدموع مترصدا رفيف وجد الملح في عين الرغيف المر ، وما بكوا لكنما هي عين الشمس ارمدتها حرائق آبار البترول فامطرت السماء مطرا اسودا أصاب الأرض بالجدب ..
شاسعة هي مراثي الفلاحين تتزحلق على السباخ كرة نار تلتهم جلودهم في مدبغة الزمن ، فتخرج ما آكل العنز من قوت الأرض اضعافا مضاعفة جزاءا وفاقا ..
الأبناء المارقون قايظوا لحاء الأشجار بزوارق من ورق ومخروا باجساد عارية تبحث عن ثوب مناسب يكون للثلج فيه نكهة في المضاجعة واحتساء نبيذ خواء الأرواح ..
في البلاد القديمة .. يحمل الأبناء ابائهم فوق بغلة هرمة من بقايا الحروب الجاهلية إلى باطن جبل ويلوذوا مسرعين لنسائهم ..
وفي البلاد القديمة ..
وحين ترمد عين الشمس ..
كل تاريخها اضاحي لسيقان النساء ينحر بلا بسملة .

حسن المهدي
العراق

يشرفنا زيارتكم لمجلة مبدعو مصر على الفيس بوك اضغط هنا

اترك تعليقاً