لماذا تغير كل شيئ ؟ ولماذا تم هذا ؟

لماذا تغير كل شيئ ؟ ولماذا تم هذا ؟

لماذا تغير كل شيئ ؟ ولماذا تم هذا ؟

هل يحتاج التطور إلى هذا الكم من الثقافة سألت والدي عندما كنت طفلاً فأجاب نعم لأنه يبدأ منكم

إستغربت كلامه حينها ونسيت ما قال لي وتابعت في لعب الكرة مع أبناء الجيران … كان كسر نافذةٍ بالكرة ليس بالأمر الكبير لأن النتيجة ستكون معروفة توبيخ من أحد الوالدين ودفع ثمن ماتم كسره

 كانت الطرقات ساحة عامة للعب وهذا حال طبيعي بسبب غياب التوجيه الأساسي والنتيجة لهذا الأمر معروفة توبيخ وسواه …

كنا نفكر حينها بالنتيجه ونخمن أشدد أنواع العقاب التي ستحصل وينتهي النقاش بضحكة من أكثر الأصدقاء شغباً ونكته قذره من الآخر وينفض الإجتماع

ومع مرور الزمن وجدت أن التطور فعلاً يبدأ بنا عندما كنّا صغاراً….. فحاويات القمامة التي تفيض بما فيها وطرق الإسفلت التي فعلت بها الحفر ما فعلت ، وأبواب المدارس التي أصبحت معارضَ للصور ،والنوافذ التي تتكأ على بعضها البعض كانت نتيجة حتمية لما نشأنا عليه .

كان الإجتماع التربوي في المدارس مع الأهل يحصل كل شهرين مرة وينتهي بتوزيع البسكويت والكولا والإبتسامة التي تسافر من وجهٍ إلى آخر وبعدها تعود حليمة إلى عادتها القديمة كما في المثل الشعبي ...

ماذا تحقق من محاضر هذه الإجتماعات بالمختصر كانت حبراً على ورق لأننا كنّا نرمي العبأ على الآخرين ولا نتحمل المسؤولية فالطفل ولدي وولدك ...

ماهي فائدة الأخلاق إذا لم نطبقها وما هي فائدة كتب العلوم واللغات وغيرها إذا لم نستفد منها وما فائدة الطلاء إذا استخدمناه للخربشات وذكريات الحب وما فائدة دورات المياه في المدارس إذا حولناها إلى بؤرة للتدخين وتبادل المجلات القذرة وما فائدة الحديقة إذا حولناها إلى مكانٍ نرمي فيه أحقادنا وأوساخنا ..

مالحل ؟؟ الحل هو الإنتماء والتعاون إذا تعاونا في إنشاء جيل جيل واحد فقط خلال عشر سنوات فقط سيتغير الحال تماماً فبدلاً من أن يضطر المدير الجاهل برفع سور المدرسة ووضع الأسلاك الشائكة والزجاج المكسور على زواياه لمنع هروب الأطفال سيقوم برفع جاهزية الطفل لكي يرفع دعائم مجتمع كامل حينها تصبح المدارس ساحات مفتوحة وليست كتل أسمنتية صمة

حين نزرع الإنتماء للوطن ونقود حلم الطفل نحو غده الذي ينشده ويكون المعلم والأهل والطفل عائلة والخط الساخن متصل دائماً سيكون لدينا مجتمع قوي دون أي شكل من أشكال اللامبالاة والفساد لأن المجتمع السليم في النشأ السليم .

أحمد تركماني