لعل المزيد قادم …قصة للكاتبة عزة مصطفى

بمناسبة الإعصار القصة دى كتبتها سنة 2017

لعل المزيد قادم

جلس فى المقهى .. شعر بالندم لخروجه فى ذلك الوقت العصيب .. لم تكن هناك ضرورة لخروجه سوي إنه أراد أن تطأ قدماه الشوارع بعد أن حُرم من رؤيتها طيلة مدة سفره .. وقد انقلب الجو فى لحظة مطر ورياح وبرق ورعد .. تعجب من أحوال الطقس التى أصبحت مزعجة فلم يعد الصيف صيف ولا الشتاء شتاء .. لم يعد الجو كما درس فى الجغرافيا مائل للحرارة صيفاً دافئ شتاءاً .. أصبح الجو متقلب حاد المزاج .
جلس المحاصرون داخل المقهى يستمعون نشرة الأخبار لمعرفة موعد انتهاء العاصفة يأتى صوت المذيعة :
” الآن ستنشط الرياح الشمالية الشرقية وستسبب إعصار مدمر …. ”
يكبر الرجال طالبين من الله الرحمة , تواصل المذيعة :
” أما الرياح الجنوبية الغربية فقد غيرت اتجاهها وهى الآن فى طريقها نحو الصحراء وعلى المسافرين على الطريق الصحراوي توخى الحذر .. ”
فاصل إعلانى ثم تعود :
” نحذر المناطق الساحلية وخاصة سيناء من سيول رعدية قوية .. ”
يكبر الجالسون مع إصابتهم بالدهشة كيف يحدث كل هذا ونحن نحيا فى بلد آمن يشتهر بهدوء المناخ ! يضطر صاحب المقهى إلى غلق الباب على الجالسين بالداخل بعد انتشار الغبار فى الجو لدرجة انعدام الرؤية .
تعود المذيعة :
” لقد توقفت الملاحة فى البحر المتوسط بعد ارتفاع الأمواج واندفاعها نحو الشاطئ بشكل غير مسبوق .. ”
يصيح أحد الجالسين :
اللهم ارفع غضبك ومقتك عنا .
يجلس فى صمت … يعود بخياله إلى الماضى ويتذكر أخته التى تزوجت أثناء سفره كم كانت تعشق المطر .. وكم لعب معها تحت المطر !
يهمس دون أن يسمعه أحد : كانت أيام كان الصيف صيف والشتاء شتاء .. والمطر خير والرياح لواقح أما الآن فهى مصائب وكوارث .
ينتبه على صوت المذيعة :
” لقد انتهت عاصفة اليوم وسنوافيكم بأخبار عاصفة الغد وعلى الجميع توخى الحذر وعدم الخروج من المنازل ”
يفتح صاحب المقهى الباب , ينطلق إلى الشارع وسط الوحل الذى سببه المطر , تصفر الريح فى الأبواب المغلقة وتصرخ السماء بصوت الرعد , لم يعد يخيفه أى شىء فقد تعرض لجميع أنواع الألم فى الغربة يتمتم بسخط
لعل المزيد قادم