لا يمكن ركود الأعلام والثقافة في الأزمات يستعين الإعلام بنفسه ليكون مصدرا بدلا من أن يكون مستهلكا


عصمت شاهين دوسكي

إن أردنا أن نبحر في عالم الإعلام تعريفه وسائله أهدافه مفهومه تأثيره لأخذ حيزا كبيرا وواسعا ولكن أوجز الإعلام في الأزمات ، ويمكن القول إن الإعلام يعتبر وسيلة مهمة ورئيسية للديمومة والتواصل الفكري مع الآخرين ومن وسائل الإعلام الصحافة والإذاعة والتلفزيون ” القنوات المحلية والعربية والعالمية ” ، الفرد والمجتمع يتأثر بصورة مباشرة وغير مباشرة بما تنشره الصحف وتذيعه الإذاعة وتصوره القنوات المرئية ، ومن وظائف الإعلام طبيعة دوره في المجتمع ، فالإعلام بصورة عامة يحرص على استمرارية الحاجات الإنسانية الروحية والفكرية والمادية ، فهو يهب المعلومات الضرورية المهمة ويوضحها ، حتى الأفراد المجتمع يكونوا قريبين من الأزمة ويفهموا جوهرها من خلال وعي وتوجيه وأسلوب إعلامي سليم .

بتعزيز صور الأزمات بلا ضبابية لكي تساهم في تعزيز التفاعل المهم بين الفرد والأزمة ومشاركته لها ، دور الإعلام يكون متابعة أخبار الأزمة وتوضيح نتائجها ومواجهتها وتفعيل النشاط الفكري والوعي للتصدي وتطويقها والرؤى التطوري في سلامتها ونجاحها بنقل مفهوم الأزمة بثقة وصراحة و شفافية وأمانة وصدق وبسرعة وتطويرها كما هي على ارض الواقع ، وإيجاد خطط ايجابية على ثقافة الفرد والمجتمع وتجلي الوعي المطلوب وشرح إبعاد الأزمة لتكون لديهم قناعة واضحة تدفعهم لفكر وسلوك سليم وفقا لحجم الأزمة ،

تأتي من خلال مدهم بصراحة ووضوح المعلومات والحقائق من مهتمين بالأزمة ورجال فكر وثقافة وإعلام لهم شأنهم الكبير وتأثيرهم الإعلامي ، بإعداد برامج توعية إرشادية توجيهية ثقافية تناسب الأزمة وإقامة مؤتمرات وندوات وحملات توعية ، فمسؤولية الإعلام قوية وفعالة ومؤثرة ومتطورة ومنوعة ومثلما هناك خطط سنوية يجب أن تضع خطة إعلامية من أهم واجباتها ووجودها إدارتها الناجحة السليمة للأزمات ,من خلال الإعلام الكامل للأزمة .

وتعزيز وتشجيع النشاطات الإعلامية المباشرة ، التوعية والتنموية وهذا يؤدي إلى وعي الفرد والمجتمع وفهم الأزمة ومحاولة عرض الأفكار والرؤى المختلفة مناقشتها وتحليلها وتوضيحها للوصول إلى مرآة تعكس حقيقة الأزمة والتعايش معها ثم عرض الموقف المحلي والدولي وتطوريهما بمساهمة المفكرين والأدباء والباحثين والعلماء والمختصين بإدارة الأزمات وتفعيل دورهم الإعلامي وتحفيز الناس لإدراك ماهية الأزمة ، وهذه تعتبر مساهمة إعلامية في تنمية ووعي المجتمع لتكون مصدرا مهما تناقله القنوات الفضائية وعدم الاعتماد على مصادر خارجية كالقنوات الخارجية إذ يستعين الإعلام بنفسه ليكون مصدرا بدلا من أن يكون مستهلكا وناقلا ومستنسخا من مصادر خارجية قد تكون بعيدة عن الأزمات الداخلية .

,يقول احد المفكرين “مارشال ماكلوهان ” (إن تكنولوجيا الإعلام تساهم في تشجيع الوسائط الفكرية التي تؤدي إلى تأثيرات اجتماعية واضحة ) مما يعزز الاهتمام والتفاعل الراقي بين الإعلام والثقافة فدعم الثقافة السليمة في الأزمات من الضروريات والأساسيات المهمة في الإعلام فلا يمكن ركود الإعلام والثقافة في الأزمات بل تفاعله يكون اكبر وأوسع لتصحيح وفهم الأزمة والتعايش معها بشكل سليم وراقي.

اترك تعليقاً