كنا قد اتفقنا على عدم الإنجاب، حتى يعود شقيقي ويتحول الزواج العرفي إلى رسمي، لكن حدث ما لم أتوقعه

الفستان الأبيض والاستقرار هو حلم يولد مع كل فتاة, جميعهن يحلمن بفتي الأحلام الذي يحملهن على حصانه الأبيض ويكمل حبهن بالزواج في فرح كبير وسط الأهل والأحباب، هذا كان حلم “بوسي” التي كانت تبحث عن فارس أحلامها وكانت تتمنى أن تقضى معه لحظات وأوقات سعيدة لكنها اصطدمت بواقع قلب حياتها رأسًا على عقب، بعدما أحبت شابًا وظنت أنه حارسها الأمين الذي سيحافظ عليها ويحميها من غدر الزمان لكنه اول من غدر بها بعدما أحبته وبدلا من أن تنتهي قصة حبهما بالزواج الشرعي انتهت داخل طرقات محكمة الأسرة وهي ترفع ضده قضية إثبات نسب لطفلها، من داخل محكمة أسرة شبرا روت “بوسي” حكايتها بكل تفاصيلها المريرة مع النذل الذي باعها وأنكر طفله.
“بوسي” فتاة على قدر كبير من الجمال فى منتصف العقد الثالث من عمرها، تقف في إحدى طرقات المحكمة، تحمل طفلا صغيرًا بين يديها، يظهر عليها أنها بنت ذوات ترتدي ملابس أنيقة، تغطى عينيها بنظارة سوداء، محاولة إخفاء ملامح الحزن التي تسيطر على وجهها تلتفت حولها، عيناها زائغتان ، ربما لأنها أول مرة تزور قاعات المحاكم، يقف بجانبها رجل يحمل في يديه حقيبة سوداء ويتضح من هيئته أنه محاميها، اقتربنا منهما لنعرف حكايتها، طلبنا الحديث معها، بدأ التوتر يظهر عليها وعند سؤالها عن قضيتها، رفضت الحديث وبتكرار المحاولة بدأت الدموع تتساقط من عينيها واكتفت بنظرات شاردة وبدأ جسدها يرتعش، وكأنها تعود بالذاكرة إلى الماضي القريب وتتذكر تفاصيله السيئة، تنهيده طويلة لتبدأ معنا الحديث عن حكايتها المثيرة .
ظروف صعبة
“بوسي” تتذكر أيامها مع أسرتها الصغيرة، حيث كانت تعيش هي وأسرتها وأخيها الذي يكبرها بحوالي 7 سنوات، كانت تدرس بمدارس خاصة كانت كل ما تطلبه تجده في غمضة عين، كان كل حلمها الفارس الذي يخطفها على حصانه بقصة حب رائعة، عائلتها كان يطلقون عليها لقب “الدلوعة”، علاقتها بشقيقها قوية جدا كانا يحكيان أسرارهما لبعض إلى أن سافر أخيها للعمل فى الخارج للاعتماد على نفسه وبناء مستقبله، فبدأت لا تحكي ولا تروي لأحد أسرارها، تلك الفترة اعتبرتها “بوسي” أصعب أيام حياتها، بدأت تشعر بالوحدة بالرغم من وجود أهلها بجانبها وتلبية رغباتها وحاجتها كاملة، لكن فجأة توفي والديها فأصبحت أكثر وحدة وعزلة عن الناس، هنا بدأت الحياة والعيشة تكون أسوأ بالنسبة لها فلا أخ ولا عائلة، كانت تعيش على أموال أهلها والمعاش الخاص بهما، مرت الأيام عليها حتى دخلت الجامعة، وبدأت تتعرف على أصدقاء جدد، وفي يوم دعتها إحدى صديقاتها على عيد ميلادها، ولأنها وحيدة ولا يوجد وراءها شيء ذهبت وهناك أثناء عيد الميلاد، ظهر لها “عمر”تبادلا نظرات الإعجاب الى أن انتهى اليوم وذهبت الى منزلها، لكن مازال “عمر” فى عقلها، ولكنها لم تعلم أن ما يحدث سيكون بداية لمسلسل طويل من الدموع والشعور بالذنب.
قصة حب
تستكمل “بوسي” قصتها كنت لا أتوقع أن يظهر “عمر” لي مرة أخرى فكنت أفكر فيه كل دقيقة، ولا اعلم سر انجذابي له، قد تكون وسامته وقد تكون طريقة حديثه مع المقربين، شعرت وقتها انه “دنجوان” فتحت الإنترنت وكانت هنا المفاجأة وجدت رسالة منه،”عاملة إيه يا بوسي” كنت في غاية الفرح، لم أنس الشعور الجميل الذي سيطر علي فى ذات الوقت، بدأت أتحدث معه فكان أول سؤال “جبت صفحتي منين؟” بدأ يتحدث معي ويتحدث عن مدى إعجابه بي و بطريقتي فى الحديث وجميع تصرفاتي، لم أنكر أنني فى ذلك الوقت شعرت بامتلاك الكون فى يد واحدة، لتصمت “بسنت” قليلاً وتستكمل قائلة “كنت مبسوطة جداً” استمر بينا الحديث حتى صباح اليوم التالي كلماته كانت رقيقة ومعسولة، يتحدث معي ويخبرنى عن على جمالي الذي جعله أسيرا، انتهى الحوار بيننا وذهبت الى النوم، لكنه ظل يطاردني فى مخيلتي كحلم اليقظة الجميل، لم استطع النوم من كثرة التفكير فيه لكن بعد صراع انتصر النوم وأغمضت جفناي، وعند استيقاظي فوجئت بمجموعة كبيرة من الرسالة توضح اهتمامه بي، وعند الرد كان سؤاله: “انتي كلمتي حد انهارده” وكانت الإجابة لا، سرعان ما طلب منى بلهفة أن يطمأن عليا يوميًا وفى اى لحظة يريدها، هنا عرفت انه يبادلني نفس الشعور، ولا أنكر سعادتي وقتها ولا اعرف سبب قبولي لكل هذا غير أني قلبي مال إليه، مرت ايام وليالي حتى طلب منى مقابلتي، لم أتردد لحظة وافقت على الفور وتقابلنا وصارحني بحبه وأنه يريد الزواج مني، زادت ضربات قلبي فرحًا وبدأت قصة الحب بيننا تتوهج يومًا تلو الآخر، وكانت ثقتي به تزداد مع الأيام، أصبح يومي صعبا بدونه، بعدها بدأت علاقتنا تتطور، خروج وفسح كل يوم، الى أن جاء يوم و طلب مني طلبا غريبا جدا، وهو الزواج مني عرفي في بداية الأمر خفت منه، الا أنه ظل يقنعني بالأمر وانه لا يوجد مشاكل وانها مجرد فترة من الوقت حتى يعود أخي ويطلبني منه رسميا، بالفعل وبعد عدة محاولات منه اقتنعت، تزوجنا عرفيًا وأصبحنا نتقابل أكثر من الأول وأصبحت شقتي هي عش الزوجية الجميل فكانت الحياة معه لها طعم جميل، وبدأت الأيام تمر بيننا فى حب وسعادة، حتى شعرت في يوم انى مرهقة فذهبت الى الطبيب وفوجئت بما لا أتوقعه مصيبة بمعنى الكلمة.

قضية نسب
تصمت “بسنت” قليلا والدموع تنهمر من عينيها، وتعود من جديد لتتذكر، كنا قد اتفقنا على عدم الإنجاب، حتى يعود شقيقي ويتحول الزواج العرفي إلى رسمي، لكن حدث ما لم أتوقعه بعدما شعرت بطفلي وهو يتحرك بين أحشائي، طلبت “عمر” على الفور وأبلغته الخبر، فأغلق الهاتف فى وجهي كأني بلا كرامة، قررت الاتصال به عدة مرات الى أن رد علي بعد محاولات كثيرة فطلبت مقابلته، فى البداية رفض ولكن بعد إلحاح وافق وجلسنا لنتحدث فى المصيبة التي أصبحت تحل بي، فكان رده أنه لا يوجد بيده حل وأنها مشكلتي وتركني وذهب، مرت أيام وليالي أحاول فيها الوصول إليه لكن بلا جدوى، أصبحت فى كارثة أمام جيراني بالمنطقة فكل يوم تكبر بطني ولا أجد مبررا لهم ولا يوجد زوج لي، الى أن جاء موعد ولادتي فأرسلت له رسالة أن يأتي فقط ليحضر معي موعد الولادة وأن ينسب الطفل له لأنه طفله من دمه ولحمه ويجب أن يسجل باسم أب ولن أطلب منه شيئا آخر، لكن كل محاولاتي فى إقناعه انتهت بالفشل.
الآن أصبح طفلي بين يدي ولا أملك شيئا غير ورقة زواج عرفي غير موثقة صعب تسجيل طفلي بها، وكان مسلكي الوحيد هو اللجوء إلى المحكمة لانتزاع حقي وحق طفلي من أب ندل باعني أنا وطفله، “غلطتي اني وثقت فى شخص ندل”، انهمرت الدموع من عينيها لتسكت ولا تستطيع الكلام ، ليستكمل الكلام “عبد الله جمال” المحامي الخاص الذي رفع قضية حملت رقم 245 لسنة 2016 يطالب فيها بإثبات نسب طفلها بموجب عقد زواج غير موثق بعد الرجوع للتحاليل والفحوصات الطبية. اخبار الحوادث

 

يشرفنا زيارتكم لمجلة مبدعو مصر على الفيس بوك اضغط هنا

اترك تعليقاً