قصة قصيرة ملامح يعلوها وجه أبى / بقلم القاص // محمد الليثى محمد مدينة أسوان


الساعة تدق الثامنة ..أقوم من جوارها متعب .. أرسم على وجهي ابتسامة باهتة ..ادخل الحمام انظر في ألمراء أرى وجهي متقطع .. أضع رأسي تحت الماء البارد .. ارفع وجهي ببطء .. قطرات الماء تتساقط من راسي إلى وجهي .. أضع الفوطة وادعك رأسي ..أخلع ملابسي ارتدى البنطلون والقميص .. أسير ببطء أنظر لها مازالت نائمة ..اهبط درجات السلم ..أضع المفتاح في قفل الباب الخارجي ..أسمع تكة واجر سلسلة الباب ..صوت احتكاكها بالباب الحديدي ، يزعجني ..الشارع ضيق..ينتهي إلى شارع جانبي أوسع ..العربات تسير بسرعة ، عربة الهيئة باقي عليها قليلا من الوقت .. وجوه الناس العابرين بجواري ..تتفرسنى ..أنظر لهم ولا أعرف اى احد منهم .. رجل عجوز يجلس على الطوار بجانبي .. ينظر لي ويبتسم ، ثم يشيح بوجه ناحية الكوبرى ..الشمس قسمت الشارع إلى نصفين ، بجانب الترعة طريق اسفلتى .. على طول الترعة كباري صغيرة .. بأسماء رجال جاءوا الى المنطقة من زمن ..أقف بينما أرقب الناس .. شيء بداخلي.. يكون وجه أبى بقلقه المستديم ، بجنوني ..أنظر لعلى أرى وجه يعرفني .. زميل لى جاء من حواري الحكروب وقف في الناحية الأخرى أشار لي بكسل رفعت يدى ببطء .. نظرت الى ساعتي .. مرت بجواري امرأة بيضاء نظرت إلى وتركت ابنتها الصغيرة تنظر .. ابتسمت لكنها لم ترد على أبتسامتى .. كانت أمها تجرها والبنت تنظر .. ذادت من حدة توتري ..طوحت بصري فى كل مكان ، ثم نظرت إلى ساعتي .
زميلي اجلس جسده إلى سور الترعة المرتفع وبداء يدخن ..وجه أبى يتكون ..أره ينظر بقلق ، إلى وجه المدينة يعرف انه سيعود يوما إلى الأرض البراح .. كانت تضايقه الأيام .. يعرف انه قارب على الستين ..ينظر إلى وجهي .. لم يضمني إلى صدره يوما .. كنت أره يقول:
– سوف أعود إلى بلدي واشترى حصان أجرى به على وش الأرض
كنت أره كومة قلق ..يسير في المدينة بنصف جسد ..جاء من زمن لكي يبنى السد عاش كثيرا لا يعرف أحدا ، وبعد ا بني السد أخذ شهادة من الرئيس الأول والثاني ..
وقع على ورقه احتفظ بها بعض الوقت ثم نسى شكلها ..طواها داخل ملابسه لم يخرجها لا أحد .. جلس بين أيامه على أن تنتهي مدته ويخرج..أدخلته الأيام في حواري ضيقه ..
الأولاد في المدارس لا يستطيع أن يترك المدينة عليه أن ينتظر حلمه المؤجل .. قارب ان يذوب من كثرة التفكير فيه ..اشترى بيت هناك أغلقه وكتب عليه اسمه ..سافر إلى الحياة هناك في الأرض البراح ..الحياة لا تنتظر احد تاريخ جديد تشكل بالناس والحياة التي لا تعرفه .. الأصدقاء والأحباب ذهبوا إلى الموت .
والأطفال الصغار كبروا وصاروا رجال الدنيا ضجيج .. الأرض تغيرت ..المباني الإسمنتية تكتسح البراح ..الناس تتغير ..الشوارع والبيوت يسير في وجوه لا تعرفه ..يسأل وهو يجلس على الدكة :
– مين ده ؟
يقولون له ابن فلان .. رجال يعرفهم من زمن كبروا وهشم الزمن ما بقى منهم ..يرسل عينيه فلا يجد احد يجلس طول النهار .. فلا يعرف أحد يجد الأصدقاء يهربون منه يقدمه الواحد إلى الأخر تسبقه كلمة الاسوانى يتحدثون الى بعض ولا ينظرون إليه .. يجلس طول النهار تنادى عليه ابنته لكي يتناول طعام الغداء .. يشيح بوجه تصدمه الشوارع والبيوت والناس .. يد صديقي تقتلعني من مكاني اركب الربة ناس غرباء لا اعرفهم .. اصمت واستمع بقلق إلى أحاديثهم صوت احدهما يشتم الأخر يبتسم .. وتنتشر التعليقات تنطلق منت مكان إلى أخر ومن موضوع إلى أخر ..توقفت العربة ببطء يهبط ناس ويركب غيرهم .. رائحة كريهة تنتشر ..الأحاديث مازالت كما هي ..أحيد ببصري خارج العربة .. أبى يحمل بعض ملابسه القطار لم يصل في موعده ..اسلم عليه
يضع يده الباردة بيدي .. ابتسم ..يترك يدي ويذهب اهبط خلفه ينظر إلى الأرض لم ينظر إلى .. ولم يضمني إلى صدره تركني أخطو خلفه ..دخل البيت ونام سألته أبى ..لم يرد
لا أعرف لماذا لم يحدثني عن حلمه ؟ بعد أيام كان المرض قد هجم على جزء منه .. قلنا نذهب إلى الطبيب .. رفض وذهب إلى العمل .. كان لا يتحدث مع أحد .. ترك لنا مساحات القلق وارتمى بصمت يحادث صمته .. ويروى بقلق قصة حلمه ..حاولت معه لكنه ترك للمرض جسده ببطء ..كانت الأيام تمر بخلع الدرس .. يذهب الى العمل .. ينزع ورقة النتيجة ويلقى بها إلى الأرض .
فى صباح احد الأيام حاول أن يصعد درجات سلم بيتنا .. لكنه سقط وسقط .. جسده لم يعد يحتمل ..سقط وسقط ..كانت عيناه معلقة بسياج الأيام يده تمتد إلى ببطء .. والى الشارع أصابعه معلقة بشيء ما ..لكنه يرسم خط على الأرض ..لملمته من عيون الفراغ الذي لا يرحم ..وذهبت به إلى الأرض البراح .. تمدد جسده على الأرض رايته يضحك ..
نادي السائق على أن اهبط إلى الأرض البراح ..دونت أسمى بدفتر الحضور
ورسمت على وجهي ابتسامة أبى .
————————– ——————————————–
بقلم القاص // محمد الليثى محمد
مدينة أسوان

اترك تعليقاً