نبيل مصيلحي

قصة ( الكهف) القصيرة للراوئي هيثم القليوبي في ثوبها المسرحي

قصة ( الكهف) القصيرة للراوئي هيثم القليوبي في ثوبها المسرحي
ــ
يقصد بمسرحة القصة القصيرة، أي تحويلها إلى نص مسرحي تقني الأسلوب ، يسمح بتجسيد الفعل والحركة على خشبة المسرح ، وتعارفت الحياة الأدبية على تحويل القص الأسطوري والخرافي والحكايات الشعبية، إلى نصوص مسرحية ، ويلزم هذا النوع من المسرح فعل الحركة / التمثيل المشحون بالأحاسيس والمشاعر.
وليس من السهل تحويل النص القصصي إلى نص مسرحي ، غير الأكثر شهرة في مسرحة المناهج الدراسية.
وما نقدمه في هذا الصدد هو نص من ضمن مجموعة قصصية للكاتب الروائي هيثم القليوبي ، وقد أظهر في عملية الدراماتورجيا براعته في فعل هذه التقنية ،وتوظيفها المناسب ، وقد أنشأ سيناريو وحوارات بين شخصيات القصة ، واستطاع نقلها من سياقها القصصي إلى السياق الدرامي والمسرحي ، حيث تهدف هذه الكتابة ، إلى إيجاد طريقه لتقديم القصص القصيرة بشكل جماهيري ، ينقلها من الورق إلى المسرح، ويجسد الأحداث بمضمون إنساني ، ليصل إلى الجمهور .
ولقد حوّل القليوبي قصته القصيرة (الكهف )إلى نص مسرحي ، والجميل أن هذا النص يُقرأ،وسيجد القارئ متعته في القراءة.
ومسرحية (الكهف) للروائي هيثم القليوبي ، تضيف إلى رصيده الإبداعي قيمة إبداعية جديدة ،وتعلن عن موهبته وقدرته في مسرحة القصة القصيرة ، بعد أن قدم روايته قنص الأفاعي ، ومجموعته القصصية مرايا الموت ، فهو يطرح للمكتبة العربية مسرحية بلغة فصيحة قادرة على البقاء القوي بين ما طرحه الكتاب قبل ذلك من كتابات مسرحية .
وقد وفق القليوبي باستدعاء فتية أهل الكهف الذي جاء ذكرهم في القرآن الكريم ليحكوا قصتهم وطغيان ملكهم وخوفهم على دينهم وفراراهم بعقيدتهم بعد أن فقدوا الأمل في إصلاح واقعهم ، في مشهد يجمعهم بجنود الكهف المصري ، وهم مجموعة من الجنود المصريين قاموا بعملية تفجير قاعدة موردخاي التي أنشأها العدو الإسرائيلي في سانت كاترين بسيناء وقت احتلالها ، وحاصرهم جنود العدو ، ولم يستسلموا ونفذت ذخيرتهم وطعامهم ، ولقوا حتفهم الواحد تلو الآخر .
واستطاع القليوبي أن يمسك بزمام سرد الأحداث بلسان أهل الكهف ، وجنود الكهف المصري ، وقدم سيناريو للقصة التي حولها ببراعة إلى النص المسرحي،بدرامية مشهد اللقاء ، والحوار، وقوة الحبكة ، وطرح فكر أفراد كل مجموعة ، وإيمانهم بالهدف الذي تحركوا وضحوا من أجله ، ليحقق القليوبي غاية أخرى تعليمية ، في توصيل مبدأ الإيمان باالهدف إلى ولديه ، والذي تحقق بالفعل بقناعتهم بما سمعا من والدهم .
وكما تنبأت لهيثم القليوبي بعالمية الكتابة الروائية ، أتنبأ له بمستقبل أكثر إشراقاً في عالم الكتابة المسرحية .
نبيل مصيلحي
28 من مارس 2023 م