قراءة لديوان (هوامش على متن القصيدة) للشاعر محمد فؤاد محمد

قراءة لديوان (هوامش على متن القصيدة)
للشاعر محمد فؤاد محمد
يقال أن الشاعر يتمنى لو يمزق ديوانه الأول ذلك أن تطور تجربته يجعله ينظر إلى شعر الصبا وقصائد البدايات أنها لا تليق بأسمه الآن وما حققه وهذا واقعي ..أما صديقي الشاعر محمد فؤاد محمد والذي أرسل لي نسخة اليكترونية من ديوانه ( هوامش على متن القصيدة ) الصادر هذا العام أراه وقد ضم قصائد كتبت بداية من العام الف وتسعمائة وأربعة وثمانون تقرأها فتهل عليك نسائم الشباب الأول وتبتسم لاخضرار المشاعر وبكورة الاحاسيس يقول في قصيدته ( تودين أني أبوح )
تودين أني أبوح
بكل الذي في الفؤاد الجريح
تودين أن تحتمي خلف هذي الجروح
وتسأل عن كل شيء عيونك
ماذا وماذا ؟
وتسأل عن حرفتي والهوية
فقلت وحيدا أمام الرياح العتية
لقد نقلتني قصائد الثمانينيات مباشرة الى شبابي في ذات الفترة فنحن متقاربان في العمر واحسست كأنني أجلس في بيت أبي على المكتب الصغير في حي بحري بالاسكندرية اكتب هذة القصائد
ألا ان الشاعر لا يتركنا فقط نصافح ريعان شبابه بل يمضي بنا الي فترة أو قل قفزة حيث اصبح الشاب جدا يداعب حفيداته بالشعر ويغازلهن بالقصائد أسمع معي لذلك الجد الشاعر يقول لحفيدته ريم :
قالت احبك أي شهد سالا
وتدللت أجمل بذاك دلالا
وتفتق النوار لما اقبلت
وتمايلت _عجبا _ فغصن مالا
وخطت فنبض القلب يتبع خطوها
وتبسمت فالاحقوان تلالا
وبين هذا وذاك يمر بنا على حديقته العمرية في قصائد تعزف على وتر رومانسي ناعم يعيدنا لعذرية الحب وعذوبة المشاعر وصدق الاحساسيس الانسانية في زمن ولى وبأدوات السهل الممتنع يصنع صورا تمس القلب بجمالها وبساطتها معا فيترنم في قصيدته ( هوامش على متن قصيدة لليلى ) قائلا :
فاضت قصيدا لؤلؤا منثورا
لما تداعت أحرفا وسطورا
همست بألحان الحنان فيا لها
من ذات شجو تجبر المكسورا
باحت وقالت في قصيدك رقة
وتسامر القمر المنير كثيرا
وتشف روحك كلما ذكر الهوى
والعشق يسري نرجسا وزهورا
***
د محمود جمعة