(( عيناك )) شعر / د: شريف المسيرى


.
عيناك آية للإيمان
عيناك لؤلؤ وياقوت ومرجان
وياسمين وفل وورد وأقحوان
فعيناك شمس وقمر مشرقان
والشمس والقمر بحسبان
فحدود الكون .. عيناك !!
وعيناك مشرعتان
في بحرِ الزمان
عيناك
أنهارٌ
وإبحارٌ
وأسرارٌ
وأزهارٌ حسان !
عيناك
عشقُ الحتف
حدُ السيف
طعمُ الخوف
عيناك
نومُ النجم
جوفُ الهم
دفقُ اليم
عيناك
دمعةٌ من سيلِ شعري مرمري
همسةٌ من صوتِ رعدي
رعشةٌ من صدقِ وجدي
عيناك
أوراقُ الخريف
تطايرت وتناثرت
رسمت جمالاً بالرصيف
عيناك
دفءُ سراجِنا ليلَ الشتاء
أكوابُ شاي في المساء
عيناك
تصبغُ بحرَ صيفٍ داعبت أمواجه
جسمَ الطفولةِ بالمحبةِ والصفاء ..
وشعاعُها يزهي بياضَ البيلسانِ
بنورهِا يصفو الربيع
يزورهُ طيفُ الغناء !!
عيناك
لقيا للفصولِ
بها التمني للوصولِ
ونبتغي فيها القبول
عيناك
ما قبل ابتداءِ الخلقِ
ما بعد انتهاءِ الشوقِ
ما تبني الأيادي بين جدرانِ الأفُق
عيناك
ميلادُ الخليقةِ
رحلةُ الأزمانِ تمضي في مدينتنا العتيقة
تترك الشُباكَ والأبوابَ والأطلالَ
تروي سيرَ أحداثٍ عريقة!!
عيناك
أجنادٌ تسير إلى المنون
يحفها صمتٌ حزينٌ
سُلمت للحبسِ بل لليأسِ بل للبؤسِ
من أجلِ ارتشافِ الكأس تحلُمُ أن تكون !!
عيناك
قنديلٌ
وآياتٌ وترتيلُ
وإنجيلٌ وتبجيلٌ
وإكليلٌ على هامِ الجليل
عيناك
دربٌ للحيارى للنجاة
وبسمةٌ للكون لونٌ للحياةِ
وعشبُ صبرٍ زينت أرضا فلاةً
نظرةٌ منها كطعمٍ للصلاة
عيناك
تسبحُ في مضاميرِ السحابِ
منارةٌ يُهدي بها وسْطَ الضبابِ
مساكنٌ للنورِ
للآمالِ للأطفالِ
في دنيا الخرابِ
مرافئٌ للحبِ للأحلامِ
تنسينا العذاب
عيناك
عزفٌ للكمنجاتِ
بأحلى الأغنياتِ
رموشُها أوتارُ عودٍ
ينسجُ الألحانَ والأثوابَ
يكسو شدوهُ حزنَ الخسارة
دمعُها يسقي الغراسَ
يسوقُنا نحوَ الحضارة
عيناك
موتُ سنابلٍ
نادت بغوثٍ
بين أنيابِ المناجل والسيوف
عيناك
أسوارُ القيودِ
ترصعت ذهباً
وعاشت في غياهبِها البلابل تستقي مرَ الحتوف
عيناك
نارٌ أُحرِقت لهبا
وأذكت من ضلوعِ مقاتلٍ
عيشا بأنوارِ المشاعلِ تستنيرُ بها الصفوف !
عيناك
ما ارتكبَ التتارُ بحينا
وضحَ النهارِ
سنابكٌ للخيلِ داست في فؤادي الانتظارَ
مضت بلا هونٍ إلى جرحي لتستبقَ المسار !!
عيناك
كونٌ أعلنَ استقلالَه
أسرَ القيودَ
طوى الحدودَ
بعزةٍ رفع البنودَ
هذي النيازكُ والملائكُ
والممالكُ والمسالكُ والليالكُ والقفارُ !!
تتيمت وبوجدِها المذبوحِ نادت في وقارٍ!!
تسأل العينين هل لكما وصولٌ وانتصار …
عيناك يا نوارةَ النوار
هل لهما وصولٌ وانتصار !!
أم سنظل هكذا نعيد التكرار
ونعيد صياغة الكلمات لنجدد الحوار
أم أنني أبحر عكس التيار ؟
خبريني
خبريني
ولا تخدعيني
هل أنا أبحر ضد التيار
أم أواجه جيش العرمرم والتتار
هل هكذا تكون الاقدار ؟؟
أم أنه الاختيار ؟
فأنت يا حبيبتي أنت الوطن
وأنت المنفى ..
أهرب منك إليك لأختبئ في عينيك
عيناكِ بَدرْ ..
شَفَتاكِ نايْ
مزروعةٌ في داخِلي
وضياءُ وجهِكِ لا يُفارقُ مُقلَتي
إن الهُروبُ من عينيك صعبًا
أمَّا اللجوءُ لغيرِ صدرِكِ فهو درباً
من دروب المستَحيلِ..
.
بقلم د/ شريف المسيري

اترك تعليقاً