مصطفي معاذ

رجال التعليم في الواحات المصرية.تواريخ مشرقة بهية لقامات شامخة متجردة ابية

كتب : مصطفي معاذ
رحم الله تعالى من قال..العلم اشرف ما رغب فيه الراغب.وافضل ما طلب وجد فيه الطالب وانفع ما كسبه واقتناه الكاسب قال تعالى (يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات)ومما يزيد من محبتي وتقديري واحترامي لبلادي وأهلها الكرام .
محبتهم الكبيرة للعلم والمعرفة واهتمامهم البالغ بتعليم صغارهم الذين صاروا الآن في أماكن القيادة والريادة في غير مجال من مجالات الحياة وقد بدأ الأمر منذ تواريخ ممعنة في القدم نتحدث عن أواخرها من كثرة ما فيها من تواريخ.
تسر قلب المحب وثلج صدر العاشق الصادق المتجرد لهذه البلاد المباركة التي اهتم رجالها الاوائل بالعلم وتعليم الأهالي قبل ظهور المدارس والجامعات فقد كان السبق في ذلك لأهل الفضل في الخارجة .
الشيخ بحر نموذجا الذي أنشأ أول مدرسة لتعليم الأهالي وهي مدرسة الشيخ بحر الشهيرة في منطقة جامع معاذ ومن قبله الشيخ عبدالله وغيره الكثير والكثير من رجال العلم والايمان وكذا محمد الباشا هندي في واحة الداخلة.
والذي سميت قرية البشندي باسمه والشيخ نصر الدين في القصر الإسلامية وغيره وكذلك الشيخ هشام في بولاق العلم والبلاغة وجاء بعد ذلك جيل مبارك فريد تعلم في الأزهر الشريف الشيخ بهنوس والشيخ محمد إسماعيل معاذ.
والشيخ توفيق بشير والشيخ هنادي نموذجا وقد استصغر الأهالي ما دون النهاية من معالي الأمور في علو فريد للهمة التي انتصرت على العزلة الجغرافية بالأدلة والبراهين التاريخية فانتقل أهل الواحات المصرية لتلقي العلم في القاهرة أسيوط .
من خلال القطار الذي كان يقطع الطريق في ساعات طويلة فجاءت نماذج من الأساتذة الفضلاء الاكارم الذين كانوا أول من حملوا لواء الكلمة ومشعل التنوير ولكثرتهم نذكر منهم على سبيل المثال.واؤكد على سبيل المثال لا الحصر.
الأساتذة الشيخ فوده والشيخ علي رضوان والأستاذ شوقي عبود والأستاذ على سعيد بيوض والاستاذ يونس خطيب والاستاذ محمود حافظ والأستاذ عبده احمد عبد القادر والأستاذ عباس مياز والاستاذ محمد نسيم والاستاذ فهيم عبد النبي.
والأستاذ عبده كريم واساتذتهم من المشايخ والعلماء الأستاذ أمين الطليحي وغيره الكثير.الواحات تحتاج إلى كتاب كامل للحديث عن رجال تجردوا في طلب العلم وتعليمه ونحن هنا لا نحصر بقدر ما نذكر برجال علت همتهم .
ولم تكن الدنيا أكبر همهم ولا مبلغ علمهم وإنما كان خروج النفس إلي غاية كمالها الممكن لها من العلم والعمل وتجذرت محبة العلم في نفوس الأهالي بسبب هؤلاء الأشراف الخلص حتى صار في بلادنا الطيبة العلم والطبيب والضابط والمهندس.
بل وأساتذة الجامعات المصرية بل وعمداء الكليات والجامعات بل ورؤساء الجامعات والمحافظين.وغيرهم من أصحاب العقول الراقية والهمم العالية الذين تشرف بهم بلادهم وترقي بهم أوطانهم.ان الذاكرة الشعبية لا يمكن لها أن تنسي رجال التعليم.
النواة الأولى للتقدم والرفعة والأمانة تقتضي أن نقول أن في أجيالنا الحالية نماذجا مشرقة بهية استمرت في حمل الرسالة وادت قدر طاقتها الأمانة وإن احترام وتقدير الأهالي في بلادنا الطيبة لرجال التعليم كان سببه الأول احترام هؤلاء الرجال لرسالتهم .
وتجردهم المطلق في ايصالها بل وسعيهم النبيل في أن ترقي هذه البلاد المصرية الأصيلة ويتقدم أهلها.ان رجال التعليم في الواحات أكبر من أن تحصيهم الكلمات وهذا جهد المقل وإني لأحلم أن يكون هناك لوحة شرف كبيرة في مدخل كل واحة.
يسطر فيها أسماء أخلص الرجال واهمهم في بلادنا البعيدة رجال التعليم الذين جابوا هذه المنطقة الهامة من أرض مصر الحرة على الدواب وربما على الأقدام من أجل أن يتعلم الناس في الواحات المصرية.
قبل هذه النهضة العلمية الكبري التي جعلتنا نري في بلادنا الجامعات لا المدارس وإني اتمنى من الله تعالى أن يوفق أهل بلادنا وأن يرفع اقدارهم وان يظل الاهتمام بالتعليم في صدارة اهتماماتهم ورحم الله من قال :
فحيهلا إن كنت ذا همة فقد
حدا بك الشوق فاطو المراحلا
ولا تنتظر في السير رفقة قاعد
ودعه فإن العزم يكفيك حاملا
وذلك حتى تظل الأم الكبري مصر العقل القائد في العالم كله لا العالم العربي وحده وتتحقق أمنية الشاعر المحب :
أنا إن قدر الإله مماتي
لا تري الشرق يرفع الراس بعدي
مصطفى معاذ
الوادي الجديد عاصمة الثقافة المصرية
وللحديث بقية باذن خالق البرية