حفل اطلاق ومناقشة رواية ” بصمة الذات ” لهالة فهمى

تنويه شديد الأهمية للقراء

قبل الدخول إلى عالم رواية “بصمة الذات”

 

صدرت مؤخرا رواية “بصمة الذات” عن دار إيزيس للفنون والنشر، وحيث أن هذه الرواية تقدم شكلا جديدا في التعامل مع النص الأدبي خالصاً دون مرجعية عن مؤلفها أو كاتبها أو مقارنتها بتجارب أدبية سابقة له- كما اعتدنا في تناول النصوص- أو حتى إدراج الخلفية الإنسانية للمؤلف لتحديد خبراته فيما يطرحه من مرجعيات للنص الأدبي “الرواية”، لهذا كانت الرواية التي نُشرت لطرحها بين أيدي القراء نصاً أدبيا خالصا لوجه الكلمة، وسيتيح للقراء والنقاد التعامل معه بشكل مباشر.

وإيماناً بدور النشر في الحِراك الإبداعي والمعرفي والثقافي فقد حرصت دار إيزيس للفنون والنشر منذ بداياتها على الاهتمام بالنصوص التي تقدمها بداية من التدقيق في الأعمال الصادرة عنها حِفاظاً على الإعلاء من شأن القيم الجمالية والإبداعية وحدها بغض النظر والالتفات لكل ما يستدرج القارئ في سوق الكتاب. وحفاظاً على مصداقية دار إيزيس للفنون والنشر توجب علينا التنويه عن قصة حدثت في كواليس نشر العمل الروائي “بصمة الذات” وكتبته سكرتيرة الدار حيث أنها لم تتوقع أن الظروف الصحية للأستاذة سوزان التميمي صاحبة ومديرة الدار ستتيح لها فرصة التواجد أثناء حفل إطلاق وتدشين الرواية، فكتبت: “عندما وجدنا هذا الكتاب، كان موضوعاً بشكل مفضوح، بين مجموعة من الكتب الباهظة الثمن، والتي تحتفظ بها مديرة دار النشر في قلب مكتبها الخاص داخل دولاب زجاجي، والذي ليس له إلا مفتاح واحد، تحتفظ به السيدة المديرة. وحيث إنني قرّرت التوضيح مدفوعة بإحساس قوي لا أقدر على مقاومته.. ففي الحقيقة.. لم يكن كتابا بالمعنى المفهوم؛ بل نوعا غريبا من المخطوطات محفوظة بعناية بالغة، في ملف تركوازي له بريق، وفيه أيضا ورقة صغيرة مطوية بعناية وبخط لم نتمكن أن نتبين إن كان يدويا أو آليّا، مكتوب فيها:

“يرجى طباعة الكتاب، دون أي تغيير مع الشكر الوفير.

احتوى الملف أيضاً، على نسخة فخمة من عقد النشر الخاص بدارنا. وأنا وكافة أهل الدار نقسم بأننا لم نره من قبل، وليس لدينا أي رمز مرجعي له. لكنّ الأستاذ محمود المحامي أكّد لنا سلامة العقد. وكان العقد موقّعا باسم: “صاحب الكتاب” فقط.

وحيث كان العقد والمخطوطة، قد استوفيا جميع شروط النشر لدى الدار، وصدّقوني حين أقول لكم بأن شروطنا صعبة للغاية؛ وشرعنا في طباعة الكتاب، بنفس الهيئة التي وجدناها عليها، دون إضافة أو نقصان، ولا نتحمّل أية عواقب، فإن لدينا خطابا منفصلا ومفصّلا، يجعل كافة المسؤوليات القانونية والأخلاقية والأدبية، على عاتق (صاحب الكتاب).

في فترة انشغالنا بطباعة الكتاب، وكانت فترة شديدة القصر على غير المعتاد، حدثت ثلاثة أمور، أجد نفسي مرغمة على البوح بها، علّ وعسى أن يجد أحد القرّاء تفسيرا لهذا الكتاب الذي لا يزال يحيّرنا ويجذبنا إليه أكثر وأكثر.. كلما مرّت الأيام.

الأمر الأول: مَرضت صاحبة الدار بأنفلونزا شديدة منعتها من متابعة سير العمل بالدار.

الأمر الثاني: أننا لم نتلقّ طوال تلك المدة، أية مكالمات أو إيميلات أو أي نوع من التواصلات، وكأنّ العالم كلّه كان يقف في صمتٍ مقدّس، وينتظر منا أن نعلن عن الميلاد الأدبي الجديد.

الأمر الثالث: باءت بالفشل، كافة محاولات التصحيح والتنقيح والتحرير والتغيير، الذي أقدم عليه الفطاحلة الذين يعملون مع الدار، فالكمبيوترات والمعالجات وكافة الآلات، كانت بكل برود تأبى أن تحتفظ بأي تغيير ولو كان طفيفا على النص وتأبى أن تصدّر أي أمر بالطباعة إلا للنص الأصلي كما ورد بالملف. وبعد جهد استسلم فطاحلتنا، وتركوا مهمة تنسيق النص على الكمبيوترات.

وبمجرد انتهائنا من التجهيز النهائي للطباعة، اختفى الملف بما فيه من أوراق، دون أن يترك أي أثر. ولم يبقَ في حوزتنا إلاّ خطاب المسؤولية المنقوش بماء الذهب والذي أرسله “صاحب الكتاب”، والذي نقلناه على الفور إلى إحدى خزانات البنوك خشية أن يحدث له أي شيء”.

كان لِزاما علينا التنويه السابق، فكل كلمة كتبها مبدع حقيقي هي طريق نور ومدارك معرفية جديدة ونافذة من منظور آخر للعالم الذي نعيش فيه، وهذا هو الدور الحقيقي للنشر، وإذا كان “كاتب الرواية” قد آثر على نفسه البقاء خلف عمله الأدبي، وأن ما يُخرج للنور هو كلماته وحدها، فهذا كان مطروحاً في تاريخ الأدب الحديث وهناك أمثلة كثيرة على ذلك في الأعمال الأدبية والكتابات العربية، ومن ثم فإن الدار تطرح لكل ذات إنسانية رواية “بصمة الذات”.

 

حفل إطلاق ومناقشة رواية “بصمة الذات”

سيقام حفل تدشين ومناقشة رواية “بصمة الذات” بمركز سينما الحضارة، بدار الأوبرا المصرية في تمام الساعة السادسة من مساء يوم الأحد 4 فبراير 2018، ويناقشها من القامات الأدبية والثقافية الأستاذ الدكتور مدحت الجيار أستاذ النقد الأدبي والكاتبة والروائية الأستاذة هالة فهمي نائب رئيس تحرير جريدة المساء وتدير اللقاء الفنانة التشكيلية سوزان التميمي مديرة دار إيزيس للفنون والنشر.

 

 

 

اترك تعليقاً