مبدعو مصر
يلقبونــه بالأسمر وطائــرالجنوب والولد الفوضوى ، وكلها ألقاب مأخوذة من عنوانين دواوينه الشعرية !!
إنه الشاعر القنائـى الراحل محمود مغربى .
نصحه مرة ساعى هيئة الطرق والكبارى التى كان يعمل بها موظفا،عندما رأى الفتيات من طلبـة الجامعـة يتـرددن على مكتبـه قـال ” ياولـدى خليك بعيد عن سكة النسوان ” ولـم يبخل عليه ـ أيضا ـ بأن ينصحه بروح الإبــوة بأن يقتصد فى المصروفات ، بعد أن رأى الساعى الشاى والحاجة الساقعة داخلة خارجة مكتبه إحتفاء بزواره !!
لم يكن الساعى يعلم أن الشاعر محمود مغربى كان يستقبـــل فى مكتبه طلبــة الجامعــة من الشعراء الشباب للنصح والتوجيه والتواصل ، حتى رآه على إحـدى الفضائيات فى أحد البرامج الثقافية يتحدث عن الواقع الثقافى فى قنـــا ، فعرف أن هــذا الموظف ليس موظفا عاديا من موظفى هيئة الطرق والكبارى !!
فكان للشاعـر الجنــوبى محمـود مغربى دور فعّــال فى إثــراء الحيـاة الثقافية فى صعيد مصر ، فقـد كان معنيـا بإكتشاف وتقديــم المواهب من خلال الصفحات الأدبية التى كان يشرف عليها فى الصحف الإقليمية ، كصوت قنـا وأبناء الجـنوب ، وأخبار المحافظات ولم يتوقف دور الشاعر عنــد هـــذا الحد ، بــل كان يسخّر علاقاتـــه مع شعراء وكتاب العاصمة الكبار لفتح مجالات أرحب أمام الشعراء والمواهب الشابة فى الجنوب .
حصل الشاعر محمود مغربى على العديــد من الجوائـز ، ففى عام 1995 حصـــل على جائزة أخبـــار الأدب وعلى جائزة الشعر فى العام نفسه فى المسابقــــة المركزيــه التى تقيمها هيئـــة قصـــور الثقافـــه والجائزة الفضيــه فى مسابقة المجلس الأعلى للشباب والرياضه سنة 1996 ، كرمتـه هيئــة قصور الثقافه بمنحه درع التفوق فى يناير سنة 2000 وكرمتـه جامعة جنــوب الوادى بمنحــه شهادة تقديــر فى الملتقى الفنى الثامن للجامعات وحصل على شهادة تقدير من النادى الثقافى العربى بالشارقه بالإمارات عـام 2010 ، ونــال درع هيئة قصــور الثقافة فى مؤتمر وسط وجنوب الصعيد الثقافى عام 2011 .
والشاعر محمود مغربى كان من الوجوه المألوفة لدى المعنيين بالثقافة والأدب ، متابع جيد للحياة الثقافيه ، تجده فى قلب الحدث .
صدرت لـه مجموعـــة دواوين منها “أغنية الولد الفوضوى ” عام 1984 و ” صمت الـوقت ” عــام 1994 ديــوان مشتـــرك و” العتمـه تنسحب رويـــدا “عـام 2006 و ” تأمـلات طائر ” عام 2006 و” ناصية الأنثى ” عام 2011 والذى يصنفه كخواطر وأخيــرا ” صدفة بغمازتين ” عام 2012.
وعن مدى تأثير بيئة الصعيد على كتاباته قال ردا على ســـؤال ضمن حديث أجرته معه جريدة السياسة الكويتية ……
” أنا مفردة من مفرداته, ونبتة في أرضه السمراء, وعشت وأعيش فيها ” !!
وعن دور المرأة فى إبداعاته قال ….
” كيف لا تكــــون المــرأة محــورًا مهما, ليس في حياة الشاعر وحسب, وانما في كل حياتنا, وأنا لي مقولة كثيرًا ما أرددها, وهي أن الحياة بلا امرأة صحراء” ؟!
وحول ظاهرة البحث عن الذات الضائعة قال …
” البحث عن الـذات والوجـــود والجمال والدهشــة ضرورة ملحة جدًا لابد من توفرها لأي مبـــدع أو فنـان أو حتى إنسان عــادي ، فبــدون البحث لن نصل لكنز الإبداع الذي يسكننا, والذات أراها ضائعة, خصوصًا في عصرنا الحالي, فهي منهكة جدًا رغم كل ما يراه البعض من الرفاهية حولنا في كل شيء ” !!
هذه صفحـــة من تاريــخ الشاعر الأسمر والطائر الجنوبى أو الولد الفوضوى كما يحلو للبعض أن يلقبــــه ، والمـولود فى قنا بتاريخ فبراير 1962 ميلاديه ، والذى رحل عن دنيانا فى 3 سبتمبر 2015
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بهاء الدين حسن