الكاتبة التونسية بسمة المرواني تكتب مقالها الجديد بعنوان (( بصوتٍ عالٍ)

 

 

 

غريبة احوال البشر ، يتكلمون عن الأنثوية وحقوقها ومركزيتها الوجودية ، ثم نجدهم لا يكادون يمتدحون أنثى متفوّقة ، فكل الكاتبات والمبدعات من وجهة نظرهم استخدمن أطر جنسية لأجل النجاح والتفوق ، فما أكاد أذكر اسم كاتبة او مفكرة عربية أو غربية إلّا وتأتي كلمة ولكن … ووراءها الحط والانتقاص ، وهذا سكيولوجيا يدل على أنّ اللاوعي لدى شرائح كبيرة عندنا ما زالت ذكورية جدًا

أحلام مستغانمي ، رضوى عاشور ، نوال السعداوي ، أثير عبد الله ، رجاء عالم ، بدرية البشير ، فضيلة فاروق ، جمانة حدّاد، إبتهال الخطيب ، سمر يزبك ، سما حسن ، شهلا العجيلي ، رجاء بكرية ، عالية ممدوح ،

حتى المثقفات الغربيات يتم مقاربتهن من ذات الزاوية ، سيمون دي بوفوار ، فرجينا وولف ، سيلينا باث ، الليندي ، إليف شافاق ، …

كلهن عندنا مرتبطات بأنّ حضورهن الثقافي سببه الأعمق هو في تجليات الجسد والتفاهة من وجهة نظرهم ، وكثيرون يرونك ضحل الثقافة والوعي إذا ما تكلمتَ بإعجاب عن واحدة منهن .وبمقدرتها الكتابية والإبداعية.

القضية ليست فيما إذا كنت مع أو ضد ، ولكنّي افرح جِدّا بنجاح وتألّق أيّة أنثى وإنجازاتها أكثر، لأنّي أعرف ماذا يعني أن تنجح امرأة في عالمنا اليوم خصوصًا ككاتبة ، فما زالت النظرة النقدية الكلاسيكية عند الجاحظ وسواه من أنّ الأدب والشعر وجد للذكور ، وأنّ الأنوثة لا تصلح كمعيار للتفوق والصدارة لأدبية لتنافيها مع شرطهم المركزي وهو الفحولة متسربا في اعماق اللاشعور ( حسب مصطلح يونغ )

أن تقبل النجاح الأنثوي وأن الأنثى في عمقها كيان وجودي مميز وقادر أن يكون أبعد تميّزا ونجاحًا وخالقية من كثير من النتاج الذكوري بعيد جدا عن وعي العالم البشري الذكوري ككل لا العربي فحسب, وما تكبّر الرجل أو طغيانه في استنقاص المرأة إبداعيًا إلّا لذلّة في نفسه كما يقول ابن رشد ، وإن زدت فمَن تابع ترامب في حملاته الانتخابية يجد أنّ هذا الشعور الانتقاصي ما زال موجودًا في كل مكان من خلال إيحائيته بأنّ هلاري كلينتون امرأة…!.

 

اترك تعليقاً