الكاتبة التونسية ” بسمة المرواني ” تستعد لإصدار روايتها الجديدة (( رحلة في ظلال الشفق ))

 

كتب إبراهيم موسى النحّاس:

 

بعد نجاح تجربتها الشعرية من خلال ديوانين شعريين (( نبراس في سقف الغيم)) و ((تجليّات على حافة التجريد ))الذَين حققت بهما شهرة كبيرة داخل تونس وخارجها , تتوج الكاتبة بسمة المرواني  مسيرتها الإبداعية بروايتها الجديدة (( رحلة في ظلال الشفق )), تتجاوز الرواية مائتَي  صفحة من القطع المتوسّط , وتعتبر الرواية في رؤيتها صرخة جريئة ضد أفكار الجمود والتخلف خصوصًا فيما يتعلق بالفكر الذكوري الذي يحمل تجاه المرأة موروثات خاطئة إمّا باعتبارها مجرد جسد فقط يحقق رغبات الرجل , أو باعتبارها عورة لا يجب عليها التعبير عن نفسها وتحقيق وجودها أو الإحساس بهذا الوجود, من خلال الشخصية الرئيسة ” البطل ” في الرواية وهي ” نوران ” التي تعرض نماذجًا لشخصيات قابلتها في الواقع الاجتماعي بالاستفادة من آلية ” الفلاش باك ” أو الرجوع بالذاكرة إلى الوراء أحيانًا وفي أحيان أخرى يقوم النموذج بدور الراوي للأحداث داخل الرواية . ولتعبير الكاتبة عن رؤيتها استخدمت لغة روائية تجمع بين السرد الروائي القائم على الوصف وتتبع أدق التفاصيل في رسم الأماكن والشخصيات , إضافة إلى لغة ثرية تقوم على توظيف المجاز والخيال التصويري من تشبيه واستعارة في استفادة واضحة من لغة الشعر التي أتقنتها , لكن من أهم مميزات اللغة في تلك الرواية البعد الفلسفي  المغلّف بالحس الصوفي حتى في المشاهد التي تعتمد على “توظيف الجسد ” داخل الرواية , ونظرًا لجرأة الرواية في تناول قضايا يفضّل كثيرون السكوت عنها مثل قضية المرأة وحقوقها وعلاقة الجسد بالروح والوجود ومطالب المرأة حتى الجسدية منها مع خطأ واضح في الفكر الذكوري تجاه كل تلك القضايا فإننا سنلمس إثارة لجدل فكري كبير حول تلك الرواية ورؤيتها بل وبعض شخصياتها مثل ( خوخة وعبد المؤمن وعم مصباح ونيرفانا وليليان وآخرين ) وكأنّ الرواية تشير ضمنيًا لمعنى الإبداع في أنّه لا بدَّ أن يكون إنسانيًا يسمو بالإنسان وفكره وروحه , ويُعبِّر عن القضايا الشائكة في المجتمع ويقتحمها بشجاعة للبحث عن حلول لها من أجل إنسان أفضل في هذه الحياة.

اترك تعليقاً