الشَّمسُ.. لا تنكسِرُ..! شعر: البيومي محمد عوض

الشَّمسُ.. لا تنكسِرُ..! شعر البيومي محمد عوض

بِالَّذِي سَوَّاكُمُ..
مِنْ لُؤْلُؤٍ ساطعٍ أَوْ زعفرانٍ قمرٍ، أَوْ مِنْ رَنِينْ
اقْرَأُوا يَا أُمَرَاءَ المُؤْمِنِينْ
نَحْنُ مُصْغُونَ لِأَنْوَارِكُمُ،
نَحْنُ الظَّلَامِيِّينَ مَفْقُوئِي العُيُونْ
اقْرَأُوا الحِكْمَةَ، إِنَّا مُنْصِتُونْ
اقْرَأُوا ثُمَّ عَلَيْنَا يَا بَهَالِيلُ أَفِيضُوا
نَبِّئُونَا عَنْ شُئُونٍ وَشُجُونْ
عَنْ صَهِيلٍ يَتَجَلَّى قَمَراً أَوْ بِلَاداً هِيَ أَحْلَى
نَبِّئُونَا؛ إِنَّ سَفَّاحِينَ كَذَّابِينَ يَغْتَالُونَ يَا أَبْرَارُ لَيْلَى!
.
نَبِّئُونَا:
هَذِهِ القَحْبَةُ (إِسْرَائِيلُ) فِي أَرْضِ التَّجَلِّيَّاتِ تَسْعَى،
كَيْفَ عَنْهَا قَدْ سَكَتُّمْ،
وَتَرَكْتُمْ نَابَهَا السَّوَّ يَغُولُ الأَرْضَ غَوْلَا؟!
.
نَبِّئُونَا:لِمَ مِلْتُمْ لِلْأَسَاطِيرِ الخُرَافِيَّةِ, لِلرَّقْصِ عَلَى جُثَّتِنَا, لِلْعُهْرِ, مَا العُهْرُ البَغَايَا؛ أَنْ يَخُونَ القَيِّمُ القَادِرُ إِخْواناً يُبَادُونَ هُوَ العُهْرُ الحَقِيقِيُّ؛ وَقَدْ ذَاعَ: البَغَايَا لَسْنَ مَنْ يَأْكُلْنَ بِالثَّدْيِ وَقَدْ بِتْنَ عَرَايَا فِي الخَرَابَاتِ الرَّجِيمَاتِ؛ البَغَايَا: سُلْطَةٌ عَنْ شَعْبِهَا حُرًّا كَرِيمًا تَتَخَلَّى
.
نَبِّئُونَا: لِمَ حَرَّمْتُمْ عَلَيْنَا لَبَنَ اللهِ؟
فَمَا ذُقْنَاهُ إِلَّا يَوْمَ هَارَتْ فَوْقَنَا مِئْذَنَةُ القَطْرَانِ،
إِلَّا يَوْمَ أَشْعَلْتُمْ حُقُولَ النَّارِ
فِي الأَفْئِدَةِ المُرَّةِ، يَا فُجَّارُ! لَمْ نَقْتُلْ لَكُمْ طِفْلًا، وَلَمْ نَسْرِقْ مِنَ القَصْرِ حَرِيراً.. أَبَداً لَمْ نَهْتِكِ الأَسْتَارَ، لَكِنَّكُمُو لَمْ تَخْتَشُوا مِنْ دَمِنَا.. فنَحَرْتُمْ مَا تَبَقَّى مِنْ هَوَاءِ وَرِجَالٍ، لِتَمُوجَ الأَرْضُ تَحْتَ الرَّقْصَةِ النَّذْلَةِ نَسْرِيناً وَفُلَّا
.
نَبِّئُونَا، هَا هِيَ الآيَاتُ وَالسُّورَاتُ يَا أَبْرَارُ تُتْلَى
تَتَدَلَّى أَوْ تُصَبُّ
فَدَعُوا الأَسْئِلَةَ المَذْبُوحَةَ الآنَ تَهُبُّ
عُطُشاً، رَتْلاً فَرَتْلاَ
عُطُشاً أَوْ دُهُشَا
يَا خَلِيلَيَّ عَلى بَابِ الرَّزَايَا أَجْهِشَا
إِنَّ جَمْرِي انْتَفَشَا
لَيْسَ يَخْبُو
تَرَكَ الأَيَّامَ وَالأَحْلَامَ مَحْلَا
.
نَبِّئُونَا:
لِمَ قَدْ لَأْلَأَ فِي عَصْرِكُمُ دَمْعُ اليَتِيمَاتِ الصَّبَايَا؟ لِمَ أَرْضَاكُمْ سُجُودُ السَّهْوِ فِيهِنَّ؟ فَمَا أَزَّ جَحِيمٌ فِي حِجىً، ثُمَّ وَمَا صَدَّقْتُمُ اللهَ، كَفَرْتُمْ، عَرْبَدَ الطَّاوُوسُ فِيكُمْ جِنِرَالاً وَاسْتَهَلَّا
.
نَبِّئُونَا:
هَلْ بَذَرْتُمْ سَجْدَةَ النُّورِ بِأَضْلَاعِ النِّهَايَاتِ؟
أَمِ المِشْكَاة ُفِيهَا حَجَرُ الظُّلْمَةِ، وَالزَّيْتُونَةُ الآنَ بِأَمْرِيكَا؛ فَلَا زَيْتَ وَلَا زَيْتُونَ، لَا مِصْبَاحَ لِلْأَطْفَالِ كَيْ تَسْتَذْكِرَ الوَاجِبَ، لَا نُورَ عَلَى نُورَ، وَتُهْدُونَ لِإِسْرِائِيلَ مَوْجَ النِّيلِ، كِدْنَا نَشْرَبُ الطِّينَ، شَرِبْنَاهُ, أَكَلْنَاهُ، أَكَلْنَا بَعْضَنَا كَالقِطَطِ الضَّارَّةِ، لَمْ نَحْلُ بِعَيْنٍ، وَنَحِلْنَا كَالعَوَامِيدِ، نَحِلْنَا وَسَمِنْتُمْ، وَدَخَلْتُمْ حُجُرَاتِ النَّوْمِ فِي اللَّيْلِ عَلَيْنَا كَالْهَوَا مَا اسْتَأْذَنَ الدَّاخِلُ مِنْكُمْ، وَكَشَفْتُمْ مَا تَغَطَّى مِنْ حَرَامٍ,
وَتَحَسَّسْتُمْ، وَمِسْتُمْ كَالشَّيَاطِينِ دُخَاناً، وَتَدَحْرَجْتُمْ إِلَى نَجْمٍ أَطَلاَّ؟!
.
أَنْبِيَاءَ المُنْتَجَعْ
لَعْنَةُ اللهِ عَلَى مَنْ سَتَقَعْ؟
نَحْنُ مُصْغُونَ لِأَسْرَارِكُمُ، نَحْنُ الضَّلَالِيِّينَ مُزْرَقِّي الوَجَعْ
نَبِّئُونَا، هَا هُنَا كَانَ زَمَانٌ، وَاضْمَحَلَّا
نَبِّئُونَا؛ أَسَفاً مَاتَتْ قُرَيْشٌ،
وَارْتَحَلْنَا فِي الظَّمَا وَالخَوْفِ بَيْتاً،
كَانَ يَا مَا كَانَ، يَلْتَفُّ عَلَى الأَيَّامِ تُفَّاحاً وَطَلَّا
كَانَ يَا مَا كَانَ يَرْتَجُّ نَهَارَا
نَبِّئُونَا،
هَلْ سَمِعْتُمْ؟ أَمْ تَنَازَعْتُمْ عَلَى مَنْ يَرْكَبُ الآخَرَ فِيلاً أَوْ حِمَارَا؟!
نَبِّئُونَا، دَاهَمَ السَّيْلُ عِشَاشَ الطَّيْرِ نَارَا
نَبِّئُونَا الآنَ؛
رَجَّتْ غَزْوَةُ الأَحْزَابِ أَرْضاً؛ كَانَ يَا مَا كَانَ
تَحْتَكُّ رُبَاهَا بِالسَّمَا، يَصْطَفِقُ العِشْقُ عَلَيْهَا، وَعَلَيْهَا كَمْ نَبِيٍّ يَتَجَلَّى؟!
.
نَبِّئُونَا: هَلْ قَرَأْتُمْ سُورَةَ الإِسْرَاءِ؟!
(فِي القُرْآنِ يَا مُلَّاكَنَا مِنْ سُوَرِ الرَّبِّ تَعَالَى
سُورَةٌ تَقْطُرُ وَعْداً، إِسْمُهَا الإِسْرَاءُ، مِنْ أَجْمَلِ وَحْيِ اللهِ، لَوْ أَنَّ بِكُمْ نَفْحَةَ إِيمَانٍ سَمِعْتُمْ فَوْحَ خَيْلَ اللهِ فِيهَا يَتَصَادَى، يَفْتَحُ الأُفْقَ الأَجَلَّا)
إِيهِ! آمَنْتُمْ بِخَيْلِ اللهِ؟
أَمْ كَذَّبْتُمُ المَنْشُورَ فِي حِجْرِ الطَّوَافِ،
اسْتَهْزَأَ العَابِرُ بِالنُّورِ وَوَصْفِ السِّدْرَةِ العُلْيَا، وَأَنْكَرْتُمْ صَلَاةَ الأَنْبِيَا وَالصَّخْرَةَ الْمَا زَالَ عُشْبٌ وَحَنِينٌ فِي رُبَاهَا الخُضْرِ
– أَدْرِكْ خِلَّكَ الهَابِطَ مِنْ دَلْوِ سَمَاءٍ يَا أَبَا بَكْرٍ نَدِيَّا،
وَتَمَايَلْتُمْ نَبَاتًا أَعْجَمِيَّا،
وعَلَى عَيْنِ (الكِنِيسِتْ) يَا مَزَامِيرَ السَّمَاوَاتِ رَقَصْتُمْ، وَشَرِبْتُمْ دَمَنَا فِي صِحَّةِ العِبْرِيِّ يَرْقَى فِي ضُحَانَا وَخَلَايَانَا العَذَارَى يَتَمَلَّى؟!
.
نَبِّئُونَا يَا مُلُوكَ الأَبَدِيَّةْ
نَبِّئُونَا؛ إِنَّنَا في وَرْطَةٍ سَوْدَاءَ
مِنْ كَسْرِ عُيُونِ الأَبْجَدِيَّةْ
نَبِّئُونَا:هَلْ لَبِسْتُمْ شَهْقَةَ التَّكْوِيرِ؟
أَمْ أحلامكُمْ فِي الزِّينَةِ القَعْسَاءِ؟!
فَالمَوْءُودَةُ الطِّفْلَة ُلَمْ تُسْأَلْ، وَلَنْ تُسْأَلَ فِي يَوْمٍ، بِأَيِّ الذَّنْبِ بِعْتُمْ وَجْهَهَا؟ وَلِأَيٍّ تَكْشُطُونَ الأُفْقَ مِنْ تَحْتِ سَمَانَا؟ فَتَنَفَّسْنَا غُبَارَ الحَرْبِ؛ (لَمْ تُعْلَنْ عَلَيْكُمْ) بَلْ عَلَى الإِرْهَابِ؛ يَعْنُونَ جِرَارَ المَاءِ فِي الصُّبْحِ تَلُمُّ النَّهْرَ مِنْ وَرْطَتِهِ فِي الرِّيحِ، لَا تَنْخَدِعُوا.. لَا يُزْلِفُ اللهُ جِنَانًا مِنْ لَئِيمٍ، بَلْ هِيَ النَّارُ مِهَاداً وَسَرِيراً وَقَمِيصاً لَيْسَ يَبْلَى
كَيَدِ اللهِ..
فَلَا أُقْسِمُ بِالخُنَّسِ
وَاللَّيْلِ إِذَا عَسْعَسَ
وَالصُّبْحِ إِذَا صَافَحَ مُهْرًا فِي البَرَارِي
إِنَّهَا غَزَّةُ! لَا تَنْكَسِرُ
إِنَّهَا بَغْدَادُ! لَا تَنْكَسِرُ
إِنَّهَا جِلَّقُ! لَا تَنْكَسِرُ
إِنَّهَا صَنْعَاءُ! لَا تَنْكَسِرُ
إِنَّهَا قَاهِرَةُ العِزَّةِ! لَا تَنْكَسِرُ
إِنَّهَا أُمَّتُهُ أَحْمَدَ! لَا تَنْكَسِرُ
تَتَجَلَّى فِي جِبَالِ الهَدْمِ، لَا تَنْدَحِرُ
هِيَ أَعْصَى..
أَنْ يَنَالَ الذِّئْبُ مِنْ مِعْصَمِهَا؛
تَبْتَكِرُ
فَجْرَهَا الأَصْفَى سَمَاءً,
وَيَفُوحُ المَطَرُ
مِنْ ضُحَاهَا،
وَالْحَيَاةْ
تَنْفِرُ
هَلْ لَبِسْتُمْ؟
أَمْ أَرَدْتُمْ مَا أَرَادَ العَقْرَبِيُّونَ الزُّنَاة؟!
فَالدُّجُنَّاتُ قَمِيصٌ
وَالأَذَى بَاتَ يُصَلَّى!!
.
إِيهِ يَا سَادَتَنَا
إِيهِ يَا قَادَتَنَا
إِيهِ يَا ظِلَّ الأُلُوهِيَّةِ فِينَا
بِالَّذِي سَوَّاكُمُ
مِنْ لُؤْلُؤٍساطعٍ، أَوْ زعفرانٍ قمرٍ، أَوْ مِنْ رَنِينْ
هَلْ قَرَأْتُمْ ذَبْحَنَا؟
ذَبْحَنَا يَا أُمَرَاءَ المُؤْمِنِينْ؟
ذَبْحَنَا كَالمَاعِزِ المَصْفُودِ فِي أَوْتَادِ حَسْرَةْ
هَلْ قَرَأْتُمْ؟
أَمْ تُرَى هُولْيُودُ لَمْ تَتْرُكْ لَنَا مِنْ وَقْتِكُمْ وَقْتاً قَلِيلاً، فَانْفَحَمْنَا.. وَاغْتَسَلْتُمْ بِالمَسَرَّةْ؟
آهِ
يَا هُولْيُودُ
يَا شِرِّيرَةَ الأَنْفَاسِ
يَا خَاطِفَة ًمِنْ دَمِنَا آبَاءَنَا الأَبْرَارَ
آهٍ
يَا حَرَامِيَّةَ ذُكْرانِ إِوَزِّ النَّهْرِ، آهٍ .. يَا حَرَامِيَّة ُ
..
..
يَا مَنْ بِعُيُونِ المُومِسِ الحَمْرَاءِ يَأْتِينِيَ؛
كَيْ أُوسِعَهَا وَطْأً وَرَكْلاَ!!
.

شاعر وكاتب ومفكر مصرى _ رئيس النقابة العامة لاتحاد الكتاب فرع المنيا_ رئيس مجلس إدارة مجلة " مبدعو مصر" شاعر وطنى يدين بالولاء لجيش مصر العظيم _ وشرطة مصر القوية_ يكره الخداع والنفاق والكذب والرياء_ يحب النقاء والصفاء والسخاء والعطاء_ يحب الخير للبشر والطير وكل الكون_ يحلم بالسعادة لمن حوله ومن بعيد عنه أيضا_ له مجموعة من المؤلفات الشعرية_ له مجموعات شعرية للأطفال_ له اهتمامات بالنقد السينمائي والمسرح ، مثل مصر في مؤتمرات دولية أدبية " حكمة يؤمن بها" _ من عقد النية على الفوز فلا ينطق بكلمة مستحيل.