أناشدكِ بأشجار الحناء نص … رياض ابراهيم

أناشدكِ بأشجار الحناء
نص … رياض ابراهيم
……………………....
أيها المستأسد بأطباع الهور .. والمكحل بسواد الأرض.. ما الذي تنثره هذه الليلة..؟
أهي كلمات أم نثار شعرها السومري الغافي على شاطئ الفاو.. المسجى على أغصان ليمون البصرة.
المفردة خصلة شعر .. والرمش إيقاع..
يتصاعد النبض كما المد والجزر لأمواج شط العرب.
أقف على شواطئ المفردات لأقتفي فكرة لم يقتنصها شاعر أو يكتشفها راوٍ لألبسها قلادة تدهش صائغي الجواهر في سوق الحلة العتيق..
أوقد القناديل وأزين الأطباق بأشجار الحناء وما طاب من عيدان البخور .. أضيء الشواطئ والضفاف واغني بصوت أبي الحنون .. أغاني البحارة وخشابة الزبير .. أشجى الألحان .
جسدي يحلق راقصا ونخيل أبي الخصيب يتمايل على إيقاعاته وصوته الشجي..
الجميع يشاركونني ليلتي السومرية .. هم ينتظرون لأجلي .. أنا المنتظر صيفا وشتاء..
يحتفلون معي بصيد وفير من مناجم اللغة ولؤلؤ الخليج..
لا تخونني الشجاعة إن قلت انتظر عروسا يزفها البحر على أكتاف مداده أو على بساط جزره ..
سيَشهَد القمر على عشق امرأة سومرية ترقد على الموج وتمرح مع الشمس وتداعب الأسماك ..
أظنها قصيدة مهاجرة خلا وطنها الهور بعد أن حاصرها …. الجفاف …القحط … وئد القصب …مراثي الطيور …أحزان المشاحيف ..
هاجرت عروسا للبحر .. زفها طيشي للجوع والأحزان.
تخبرني الشمس عنها وعن أوقاتها وطقوسها حين تنام وتستيقظ ومتى تظفر مداد شعرها الطويل .. وهي تغني الحاني وقصائدي ورسائل عشقي …
وأسرار القبل الحميمة .. كيف بكت حين عانقتها من دون الفتيات .. كيف أخبرن أهلها.. فأجلتني العشيرة عن الهور والقصب والأغاني الحزينة..
هربتْ إلى البحر كما تهرب الفكرة من خاطري..
فهربتُ إلى شواطئ القصائد لعلي أجدها في بحور الشعر .. بيتا أو شطر بيت .. أو عنوانا مرجأً لقصيدة.
ارتضي فعلاً بوزن الآه .. بحجم أوجاعي ..
بقسوة العشيرة .. وصرامة التفعيلة.
أناشدكِ بأشجار الحناء الباكية .. والمدن اليتيمة ..
بأطراف النخيل الراقصة ألما .. وأشجان أغاني أبي ..
وشال أمي المنذور لعودتي ..
أن أرى وجهكِ مرسوما على قرص شمس الخليج..
ما أنا إلا حلم راود القصيدة …
لتوشوشني أسماككِ الصغيرة و أمسد ضفائرك الطويلة..
يتدفق قلمي أغانٍ وبيوت قصب واحتفي بالقصيدة
.. كنتِ أنتِ القصيدة .

 

يشرفنا زيارتكم لمجلة مبدعو مصر على الفيس بوك اضغط هنا

اترك تعليقاً