أصمت .. لأصرخ من جديد / بقلم / احمد تركماني من سوريا

 احمد تركماني من سوريا
أصمت .. لأصرخ من جديد
أصمت أحياناً ..
لأصرخ من جديد
أصرخ لواقعٍ أصبح من حديد
أصرخ في وجه الرداءة والقيْد
والصديد
أصرخ لأحوّل مجرى الحبِّ
إلينا
بعدما تفككنا وتبعثرنا
وأصبحنا كخطوطِ الماءِ
فوق الجليد
وأصبحنا عبئاً على حضارة العالم
بعد أن كنّا أسيادها
وماضينا مجيد
أصرخ لأحرر الذاكرة المكبلة
بأقفال الحديد
عساها تشرق شمسنا ..عساها
ويغزونا الأمل من جديد
أصمت
لأصرخ .. بنداء الحبّ
وأقول لحبيبتي
أحبك أحبك أحبك ..
وأكررها وأعيد
أصرخ لتحيا الوردة الحمراء
لدى بائع الأزهار في الحديقة
يتبادلها العشاق كقصيدةِ حبٍ
بعد أن حوّلوا تاريخ الورودِ
إلى شظايا
واصطادوا الحروف
والأوراق والفكر الرشيد
أصرخ لتكونين حبيبتي
أصمت لأصرخ  وأنادي حبيبتي
حين يلامس الوجع أحداقي
وتنام المواجع بين سطور أوراقي
حينما تختنق في ثنايا الآهات
آهاتي
وحين أصير جريحا كوطني
نازفاً كوطني
محمّلاً بذرات الهشيم في ابتلاآتي
ففي الصباح دمارٌ يحطّم وجه مرآتي
وفي المساء انكسارٌ
وأرواحاً كزهر الياسمين
تفيض بها سماواتي
يموت الحرف
يموت الحبّ
يتحطم الإنسان داخل الإنسان
في ذاتي
وفي كلّ يومٍ
نزور صفحة الأموات
ونتابع الخبر العاجل
بالبيان الأول … الثاني والثالث
في التلفاز
أسلاكٌ شائكةٌ هنا
وهدم هناك
وحوار يضاجع حواراً
وقوىً تهزم قوىْ
وفيروز تشرقُ من شرفةِ حيّنا
في صباحاتي
أصبحنا كالمشردين
بين الحاضر والآتي
بين مافعلنا وبين ما سنفعل
وبين ما سيفعلون بنا
إن كتبنا أو همسنا
او قرأنا كتب الجنس
والخرافاتِ
أصمت لأصرخ
أحبك في الوقت الصعب
حين دارت طواحين الحربّ
في شتى بقاع الأرض
وحين تحولت الأحلام
إلى طائرة ورقية بين
أيدي المراهقين
تغزو أوراقنا .. وأشجاري
وتحتل فسيح سماواتي
أصمت لأصرخ من جديد
أصمت لنحيا
لنحبّ
لنعيش
من جديد
من جديد
أحمد وليد تركماني
الدنمارك
2017

اترك تعليقاً