” سيرة ذاتية “
الاســــــم / أحمد محمد الليثى مهدى
اسم الشهرة / أحمد الليثى الشرونى
محل الميلاد / مصر ــ أسوان – الشراونة قبلى
تاريخ الميلاد / 28/ 6 / 1965
المؤهــــــل / ليسانس الآداب والتربية
الوظــــــيفة / موجه الصحافة والإعلام
رقم الهاتف / – محمول 01152294099
العنوان / أسوان – إدفو ـ بريد الشراونة قبلى .
البريد الالكترونى / alsharwani65@gmail.com
نوع الكتابة / قصة – نقد .
عضو اتحاد كتَّاب مصر
الأعمال الصادرة / 1ـ ” الوجوه المصبوغة ” مجموعة قصصية – صادرة عن هيئة قصور الثقافة ( فرع أسوان ) عام 2002 .
2- ” عندما نغنى رغم الوجع ” قصص عن هيئة قصور الثقافة عام 2010.
3- ” رحــيق الكـــتابة الجنوبية ” نقــــد – نشر خاص .
4 ـ ” حبات الملح ” قصص عن مؤسسة عماد قطرى للثقافة
تحت الطبع : 1- ” صور على ورق يئن ” قصص .
2- ” دموع القمر ” قصص أطفال .
نشرت أعماله / فى الصحف ( الجمهورية – أخبار الأدب – القاهرة – الثقافة الجديدة – قطر الندى ـ مجلة العربى – الحوار – صوت أسوان ) .
• شارك بأبحاث فى مؤتمرات أدبية عديدة .
الجوائز / مسابقة فى القصة القصيرة بجريدة الأسبوع – عام 2000
مسابقة فى النقد بإقليم وسط وجنوب الصعيد – عام 2004
مسابقة أدب الحرب فى القصة بمجلة النصر – عام 2005
* رئيس نادى الأدب بقصر ثقافة إدفو ( عدة دورات ) – عضو أمانة مؤتمر أدباء مصرخلال دورتى 2004- 2005 ــ الدورة الحالية 2016 م ، 2017م
قصتان ….
أحمد الليثى الشرونى
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1ـ ” عندما طرقتُ الباب “
وجه النيل رائق وساحر ، صوت محمد منير الذهبى المنبعث من السماعة المثبتة أعلى سقف المركب يشكل سيمفونية رائعة مع سحر النيل ، الجالسون جوارى معظمهم من أصحاب العمائم ، اللهجة التى يتحدثون بها أحبها كثيرا ، الكثير منهم يتحدث فى أمر السوق اليوم ، اقتربنا من الشاطىء الغربى الذى تكسوه نباتات البوص الفارسى ، توقفت المركب بعيدا عن هذه النباتات ، صخور ضخمة سوداء قفزعليها معظم الراكبين ، انتظرت مع قلة حتى مد لنا صبى المركب السقالة إلى الشاطىء ، حملت حقيبتى الصغيرة التى تحوى أوراقا وكتب خاصة ونزلت بحرص شديد على السقالة حتى وصلت الشاطىء ، الأزقة كما هى والبيوت لم تتغير ، أتذكر جيدا مكان البيت ،أزقة كثيرة تتلاقفنى حتى وصلت إلى البيت ، وجدت الباب مفتوحا عن آخره ، طرقت عليه طرقات متوالية ، خرج صبى يبدو أنه فى الثالثة عشرة من عمره ، رحب بى بعد لحظة وجوم ، سألته :
ــ بيت العم بهاء الدين ؟
ــ نعم …. اتفضل .
دخلت إلى بهو واسع حيث دكك خشبية مفروشة بمفارش مرسومة ، تركنى الصبى ودلف للداخل قائلا بصوت عال : راجل غريب يا أمى .
أتفحص ملامح الجدران المبنية من الطين الخالص والمرشوشة بلون أبيض ، السقف من جريد النخل الناشف المرصوص على مواسير حديدية بعناية شديدة ، هو نفس البيت لم يتغير فيه شيء ، أيام جميلة من طفولتى تسكن داخلى ، كنت دائم التردد مع أمى إلى هنا ، الهواء يأتينى طريا من النيل المجاور للبيت ، كثيرا ما كنا نذهب ونبنى بيوتا من الطين وأحيانا نخلع ثيابنا ونعوم فى مياهه الرائقة ، كنت سارحا فى ذكرياتى الجميلة عندما دخلت علىَّ بنقابها الأسود ، لم تظهر سوى عينيها ، استجبت لتحيتها رغم اندهاشى من النقاب ، مين ياترى ؟
ــ أنا صفاء .
ــ أهلا أهلا … فاكرانى ولا لأ ؟
صمتت لحظة ثم نطقت : نعم أنت خالد ، ياه دى مفاجأة .
ثم تبادلنا التحيات والأشواق ، سنوات عديدة لم نلتق ، حتى أننى نسيت تفاصيل
( 1 )
ملامح وجهها ، حرمنى النقاب من رؤية هذا الوجه ، لم يبق غير صوتها والذكريات الجميلة جسرا للتواصل ، أصرت أن تعد لى طعاماً ، لكننى أقسمت لها أننى شبعان وأطمع فى كوب شاى ساخن ، تركتنى ودخلت لإعداد الشاى ، بدا لى جسدها بنفس التفاصيل المختزلة فى ذاكرتى ، كم كنت أحب هذا الجسد الرشيق الرقيق ، كثيرا ما كنا نجرى خلف الفراشات الملونة ، كنت أجعلها تجرى أمامى عن قصد ، حتى أتأمل جسدها الرشيق ، لا أنكر أننى فوجئت بارتدائها النقاب الذى صنع حاجزا بيننا حتى لم استطع السلام عليها بيدى ، يداها مازالتا خصبتين وتدلان على ليونة جسدها الأبيض ، شىءعجيب يشدنى إليها ، لكن الخاتم الذهبى الذى ترتديه فى إصبع يدها اليسرى يصنع حاجزا بيننا ، بعد لحظات عادت بكوب الشاى ، وضعته أمامى ، نادت بصوت عال :
ــ مصطفى ، تعال اتعرف على عمك .
راحت تحكى عن حياتها المثقلة ، فوجئت بما روته لى من تجارب مرت بها ، تساءلت فى داخلى ، كيف لهذا القلب الجميل الرقيق أن يتحمل كل هذا الألم ؟ امتد بنا الحديث لفترة طويلة ومازال المكان ساحراً ورائعاً كحديثها تماما ، بعد هذا الحديث الممتع الشجى شعرت أن قلبى يرقص طربا ، إذن هى الآن تعيش بدون زوج ، تمنيت لو ترفع هذا النقاب الحاجز ، شربت الشاى ، أهديتها نسخة من مجموعتى القصصية الأخيرة ، فرحت بها وقالت : كنت أظن أنك نسيت موضوع الكتابة .
تبادلنا أرقام الهواتف على أمل التواصل ، ودعتها وأنا أشتاق لهذا المكان بكل تفاصيله ، شموخ النخيل يبهرنى ورائحة المانجو تعبق المكان ، أصرت أن يصحبنى مصطفى حتى شاطىء النيل ، ركبت المركب ، طيور ملونة تسبح حولنا سعيدة ، عندما تحركت المركب نحو الشاطىء الشرقى تملكنى شعور ممزوج بحالة من الشجن ، قبل أن أصل إلى بيتى رن هاتفى ، أخرجته ، جاءنى صوتها ناعماً رقيقاً ، كانت تطمئن على وصولى إلى بيتى سالما ، شكرتها على نبل مشاعرها ، بعدها شعرت بشىء دافىء يسرى فى جسدى ويمنحنى حالة من المتعة الجميلة ، كلما خلوت بنفسى أشتاق إليها وإلى روحها الساحرة وإلى أيام جميلة راحت وربما تعود مرة أخرى يوما ما ….
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
( 2 )
2 ـ “العاصفة والنخلة”
هذه النخلة بلحها طيب ومشبع وفيه بركة ، حافظوا عليها . قالهاجدى ورحل ، كان الوقت عشاءَ ، أبى يجلس واضعاَ رأسه بين قدميه وعمى عثمان يبص عليه من بعيد وعماتى الثلاث يجلسن بجوار رأسه متشحات بالسواد ونحن الصغار نقف بجوار الباب ، لم نكن ندرى ماالموت، قالوا لنا أن جدكم ذهب فوق عند ربنا مع الملائكة ، ولم نعد نراه بعد ذلك.
بعد موت جدى أهمل أبى وأعمامى النخلة ، وأصبح بلحها مستباح للقاصى والدانى ، يركبها من يشاء من أبناء القرية ويجنون بلحها ويأخذونه إلى بيوتهم ومنهم من يبيعه فى الأسواق، مازلت أذكر جدى عندما كان يأخذنا إلى النخلة ، يصعد أبى أعلاها ويقطع سباطاتها ونجمع نحن الصغار البلح ونحشوه فى أجولة من الخيش ، نأكل منه ونشبع ثم نشرب الماء ويقول جدى كلوا واشبعوا من هذا البلح الطيب ، فى البيت يجلس جدى وأمامه البلح يقسمه إلى أكوام ويعطيه إلى أعمامى وعماتى ويحتفظ بكمية فى داره ، يهدى بعضه إلى أصدقائه من القرية والنجوع . الجسر المؤدى إلى النخلة يسير عليه كل من هب ودب ، أصبح مداساَ لأقدام كثيرة ، والنخلة مازالت تشرب من ماء زروعنا وتقف وسط أرضنا ويذهب بلحها إلى غيرنا ، لم نعد نهتم بالنخلة.
ابنة عمى عزة التى تربينا سوياَ ولعبنا كثيراَ تحت النخلة وتقاسمنا بلحها ترفض الزواج منى ويقول الناس أنها تهوى ابن القمر هذا الولد الذى يشبه وجهه وجه القمر ، ولايدرى أحد من أباه، وأمه من قبيلة أخرى ، كانت تسكن بجوارنا مع أبيها الذى طرده أقاربه واستنجد بأجدادى وأعطوه قطعة أرض وبنى له بيتاَ من الطوب الأخضر وانجب بنتاَ واحدة وبعد أن كبرت مات أبوها وتركها وحيدة ، لم يرض أحد من أقاربى أن يتزوجها ، وقالوا أنها خرجت فى ليلة مقمرة ولمــحها القمر وأعجب بدلالها وتسـلل إلــيها من خـــلف جريد النخيل وضاجعها ثم حمــلت بالولد ووضـــعته بعد تسعة أشهر ، وكانهذا الولد الجميل الذى تعشقه عزة ابنة عمى.
كان جدى يجلس تحت النخلة وينادى على عزة ويفك لها ضفيرتيها ثم يعقدهما مرة أخرى كان يحبنا سوياَ وعندما يرانى يقول : ” لما تكبر ياجمال تجوز عزة”. ثم ترد عليه : ” أنا حتجوزك انت ياجدى” وكانت تضحك وتجرى وأجرى خلفها ، كثيراَ ماكنا نصطاد الفراشات ونبنى بيوتاَ من الطين ونجمع النارخ من تحت النخيل ونراقب السمك الصغير الذى يسبح فى ماء الترعة.
عمتى هندية حزينة على النخلة وتحث أعمامى على الاهتمام بها وتقول البركة راحت من يوم مابطل بلحها يدخل بيوتنا ، عمى عثمان مشغول بلعبة العصا بعد أن ذاع صيته فى البلاد يجوبها مبارزاَ الرجال، كم من فحول هزمهم وأطاح بهم ، أما عمى خليل فقد عشق امرأة بيضاء من القاهرة وتزوجها وأسكنها فى شقته بامبابة ويتردد على البلد من حين لآخر يشترى الجمال من أسواق أسوان ويشحنها إلى السوق الكبير بالقاهرة ويبيعها. ذات مرة حدثه أبى عن رغبتى فى الزواج من ابنته عزة فقال له البنت بنتك وافعل ماتريد ، ولا يدرى أبى أن عزة مازالت تعشق ابن القمر .
آه لو جدى ما زال حيا ما تبدلت الاحوال هكذا وأصبح كل واحد فى همه ومصالحه الشخصية وكنت تزوجت عزة كما كان يقول لى دوما.
فى يوم من أيــام الربيــع الجميل كنا نلــعب تحت النخلة قبل أن يظهر ابن القمر فى حياتها كانت عزة مبتهجة وبدانا نغرس بذور الحب فى قلبينا ، يومها كانت ترتدى ثوباَ ضيقاَ به ثقب على مكان حساس فى جسدها ، قالت أن مكان الثقب يؤلمها ، وذهبت بها امها عند الطبيب ولم يستطع تشخيص سبب الالم ، وظل هذا الالم يعاودها من حين لاخر ، أبوها مشغول بزوجته القاهرية ولم يعد يهتم بشئونها هى وأخوتها، فى أحيان كثيرة كنت أقضى لهم حاجياتهم وأمها تحبنى وتقدر خدمتى لهم أثناء غياب عمى .
أصبح الهواء يهز النخلة ، تتمايل معه بشدة ويتدلى جريدها بصورة مفزعة ، عمتى هندية توجعت لحال النخلة عندما رأت الهواء يهزها بعنف والبلح يتساقط بكثرة ، أرسلت لأعمامى حتى يبنوا بناءَ حول جذعها يسندها من الهواء العاصف ، اجتمع أعمامى فى بيت عمتى هندية وبدأ النقاش حول حال النخلة والأغراب الذين ينهبون الخير ، احتدم النقاش وعلت الأصوات وسبوا بعضهم البعض وقام عمى عثمان فتوة العصا وخبط الباب بيده وقال: “أنا حر ماحدش يحاسبنى ولا يجيب لى سيرة النخلة مرة تانى”، وانتفض والدى رغم هدوئه الشديد وكاد أن يمسك فى رقبة عمى عثمان لولا تدخل عمى صالح وعمتى هندية بينهما ، وانتهى الاجتماع دون جدوى ومازالت النخلة تتعرض للعواصف وربما تسقط فى أية لحظة غير أن بلحها مازال نهيبة للأغراب ، فى اليوم التالى للإجتماع ذهبت عمتى هندية إلى المقابر وقرأت الفاتحة على روح جدى ، وعندما سمع عمى خليل ماحدث فى الإجتماع أرسل إلى أبى وطلب منه عدم الإجتماع مرة أخرى ، فقال أبى بصوت خافت ” بارك الله فيك ياحاج خليل” .
سألت عزة ذات يوم عن سبب الألم طأطأت رأسها وتزاحمت الدموع فى عينيها وانصرفت دون إجابة 0
ـ دموعك عزيزة على ياعزة ياابنة عمى .
بعد ذلك سمعت أن الألم بدأ ينتشر فى أماكن أخرى أكثر حساسية وأشد خطورة فى جسدها ، وقف الأطباء عاجزين عن تشخيص المرض ، وطلبت أمها من عمى خليل أن يأخذها معه إلى أطباء القاهرة وقد وعدها ولكنه لم يفعل وترك عزة تتألم وأشاركها وجعها بمشاعرى وروحى .
هل تذكرين ياعزة يوم صنعت لك خاتماَ من سعف النخلة وأهديته إليك فمددت إلى أصبعك ووضعته داخله برفق ثم ضحكنا وظل هذا الخاتم فى أصبعك عدة أيام حتى جف وتناثر من أصبعك وقلت لى لقد داب الخاتم وتبعثر . لحظتها شعرت بقبضة فى قلبى وقلت سأصنع لك خاتماَ من الذهب لايذوب ولايتبعثر .
كلما أويت إلى سريرى عندما يتوغل الليل أتذكر كلام جدى ” لما تكبر ياجمال تجوز عزة ” فتولد فى داخلى أشياء كثيرة متلاطمة ، كنا عاشقين صغيرين تفتحت أعيننا على النخلة والخضرة والجمال ، ولكن عندما ظهر ابن القمر تبخر كل شىء.
عمتى هندية تحذر البنات من النوم تحت القمر فى ليالى الصيف وبالذات عزة ، لأن القمر يعشق البنات الجميلات ، فينزل عندما تغفو الجفون ويضاجعهن ويحملن منه كما حدث مع أم ابن القمر . ولكن عزة لاتصدق ذلك وتقول هذه تخاريف وحواديت ، وترد عليها عمتى هندية : تقدرى تقولى لى الواد ابن القمر مين أبوه. تصمت عزة وتقول السر عند ربنا .
رغم مايقال عن هذا الولد ابن القمر إلا أنه أصبح حلماَ لكل فتاة فى قريتى ،
البنات يعشقن الجمال هكذا قال لى صديقى علىً ، ولكننى مازلت أكره هذا الولد الذى كسر قلبى وبدد حلمى الجميل .
فجأة اختفى ابن القمر ولم يعد يراه أحد فى القرية وكثرت الأقاويل حول حدث اختفائه المفاجىء فقال قائل أنه خرج فى إحدى الليالى عندما كان القمر بدراَ وجرى حديث بينهما ثم صعد ألى أعلى ولم يعد يراه مرة أخرى وقال آخر أنه سافر إلى بلاد بعيدة وربما لم يرجع مرة أخرى ، وقول آخر أنه أعجبت به احدى الجنيات اللاتى يسكن الأغوار الموجودة شرق البلد وتزوجته وأنه يعيش معها سعيداَ . وأقوال أخرى كثيرة ولا أحد يعرف الحقيقة ولكن ربما تكون الرواية الأولى أقرب إلى الصدق لأن الجميع يشهد أن القمر فى هذه الليلة بالذات كان نوره ساطعاَ بشدة . لقد ذهب وأخذ معه أحلام الفتيات اللاتى عشقنه حتى عزة حزنت لاختفائه ، وكثيراَ ماكانت تطلع على سطح البيت تتحدث مع القمر وتترجاه بأن يعيد لها حبيبها . فى يوم شتوى تلبدت السماء بغيوم سوداء قاتمة خنقت الشمس وكل شىء أصبح ساكناَ حتى النهر بدا فى سبات مخيف وكذا النخيل والأشجار والزروع، وبعد صلاة العصر بدأت أشم رائحة غريبة عالقة بالجو ، فيبدو أن هذا اليوم مختلف تماماَ، وقد حدث ماتوقعت وبدأت العاصفة تزأر وهاج كل شىء حولنا ، صحا النهر من سباته واهتزت الأشجار وتمايل النخيل وهجرت الطيور أوكارها وتناثرت الغلال والحبوب من فوق أسطح البيوت وعمتى هندية وضعت يدها على قلبها خوفاَ على سقوط النخلة ورفع الرجال أيديهم بالدعاء فى المساجد أن يحفظهم ويسكن عنهم تلك العاصفة الشديدة . وبعد منتصف الليل بدأت العاصفة تهدا رويداَ رويدا.َ
وعند الصباح ذهبت كى أطمئن على النخلة ، وجدتها صامدة بيد أن جريدها تدلى بصورة واضحة ، حمدت الله على بقائها صامدة رغم شدة العاصفة .
بعد أيام زارنى جدى فى نومى وكان حزيناَ مكفهر الوجه يرتدى ثوباَ واسعاَ
وليس له لون ورأسه دون عمامة وأخبرنى بأن النخلة لن تطرح تمراَ فى العام القادم وربما أصابها العقم ، ثم هزنى بعنف, فقمت من نومى فزعاَ وأصيب جسدى برجفة وظللت أبكى بحرقة وأقرأ القرآن وانتظر طلوع الفجر الذى تأخر كثيرا,َ ومازالت صورة جدى والنخلة وعزة ماثلة أمامى حتى أصابتنى غفوة أخرى.