اغـتـراب
لم يَعدّ يُخيفُني لقاءُ الغرباءِ,
وجوهٌ تُلاحُقني بلا معانٍ
في أرضٍ استبدَّ فيها الدُخلاءُ
كلّهم بعيدٌ,
و الجميع ُ عابرون
لم يَعدْ يُغريني
رؤيةَ المدنِ الجديدةِ
و أحصنتي مجنونةٌ
تُطاردُ جُموحي
بلغةِ السماءِ
تَمرّدتِ الروحُ على جروحي
و ما فيها من أسماء
تَسَلّقتْ زنابقِ الحريّةِ
فوقَ جدراني الصامتةِ
تَمزّقت أجنحةُ الفرشاتِ
بأسفارِ و لقاءات
لم تَعُدْ تُعنيني قصائدَ الغزلِ
سَئمتُ عالمَ الأحلامِ
و لغةَ المطِر
رحلاتِ الأملِ في خواطرِ الشعراءِ قلبي تُـحَـاصِــرُهُ الأوْصَـابُ
هناك تركت عيوني
و ضجيج الألحان
تلطمُ صقيعَ شتائي
على شفاهٍ الجوري
بأيِّ لغةٍ سَتُنعينا القبورُ؟
فالترابُ واحدٌ يُقرأُ عليه العزاءُ
خـلود منـذر
ايلول ٢٠١٥
________
أنثى الأرض..
في صمتي شوقٌ و تباريحْ
أثقلتَ علي يا بن الأرض
بأبراج الأمنيات..
على أكتافي تاريخٌ
مُرَصَّعٌ بالتجاريحْ..
ازدحمت مساراتي بالأغلال
بين أوصابٍ و تقاريحْ
أثقلتَ علي يا ابن آدم
بأوراق العبور
ما زلتُ أحملُ على كُفوفي
دمُكَ وشقاء لُهاثي
بَصمة أخيرة وتصريحْ..
امطرتَ جمراً فوق روحي
تَركتَ غبار الأنفاس منثورة
تَتجرع الخيبات
تسردّها أقلام الطغاة
فَرشتَ الجسرَ أمامي حُطاماً
يَنعي السنين احتراقاً..
الكلُ رحلَ بحقائبِ ألوانه
تَركتني اقتات فتات السلام
أبقيتَ أخشابي الخضراء
يأكلها اليباس..
امام دُخَان بُركانك
حُلمي بسنبلةٍ واحدة..
حُبلىَ من شرياني
تذرف النوى
من خصبِ الأرحام.
خلـود منـذر
أب٢٠١٥
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
اعداد
الشاعر : محمد عبد القوى حسن
01092590392 01113382408
يشرفنا زيارتكم لمجلة مبدعو مصر على الفيس بوك اضغط هنا