كوردستان – يوسف محمد خورشيد
حكومة بغداد لم تتاثر بداعش الذي انتهك الأعراض واحتل ثلث أراضيها ونشر ثقافة الرعب و الموت في دولته الاسلامية المزعومة على أراض العراق بقدر تأثرها بعملية ديمقراطية سلسة مارسها الشعب الكردي و هي الاستفتاء على حق تقرير المصير …
هستيريا العبادي و زبانيته الذين يفتقرون الى ابسط متطلبات الدبلوماسية تجاوز التوقعات بعدما اصدروا سلسلة من العقوبات الجماعية غير القابلة للتطبيق على شعب كوردستان و التي لا يأبى لها اربيل دون شك ولكن اظهر الوجه الاخر لهذه الحكومة البائسة الفاسدة والتي لم تستطع خلال اكثر من عقد من الزمن ان نقدم لشعبها و ناخبيها ابسط متطلبات الحياة الرغيدة بل وصل الامر الى تحريض البسطاء من أبناء الشعب على كراهية الكورد علنا بفعل التصريحات النارية و غير المسؤولة لمن يحسبون على السلطة الحاكمة وهم في مراكز القرار .
العراق بحاجة الى خطاب تهدئة و جبر الخواطر و اعادة الامور الى نصابها ان أراد الساسة تجنيب البلد من سفك المزيد من الدماء كما عليهم ان يدركوا بان الاستفتاء قد تم بشكل ديمقراطي و بجب أخذ نتيجته بنظر الاعتبار لانه يعبر عن إرادة شعب تقف معه المواثيق الدولية و مبادىء حقوق الانسان وإن أرادوا بقاء العراق موحدا كما يذكرون مليا فيقع على عاتقهم رأب الصدع و منح المزيد من الصلاحيات للإقليم و إرضاءه اداريا و دستوريا من اجل ثنيه عن اتخاذ قرار الاستقلال و ليس محاربته واستفزازه من اجل خلق اجواء مشحونة تمهيدا لحرب أهلية لا يحمد عقباها ..
ختاما سيبقى الشعب الكردي شامخا كجباله، جاريا كأنهاره و عميقا كوديانه، و تبقى الحكومات المتعاقبة تحلم بالسيطرة على إرادة هذا الشعب الذي اثبت لكل العالم بانه أهل للحرية واحترام الأديان و الطوائف و ملاذ للاجئين والنازحين على حد سواء .
يوسف محمد خورشيد
يشرفنا زيارتكم واعجابكم بصفحتنا على الفيس اضغط هنا للاعجاب بصفحة مبدعو مصر